قصه قصيره
( سراب انثى )
تفتح عينها كل صباح كعادتها ؛ وتستنشق الهواء وعبيره الآخاذ ، وتتجه نحو المطبخ لتحضر فطورها وترتدى ثيابها وتخرج فى اى مكان تتحرر فيه من مخاوفها المسيطره عليها ؛ فهى اصبحت فى سن الخريف ولا امل لها فى الحب ولا امل لها ان تلتقى بشخص برغم ان جمالها محدود الا انها ذكيه ؛ جذابه ؛ مرحه ، ولكن قدرها هذا لا يسعها تغيره، رجعت منزلها والهم ملازمها ، وجلست تفتح الفيس لتخرج من عالمها باى شئ ؛ تتحدث لاصدقائها تاره بمرح وتاره بحزن ؛ وفى وسط الاصدقاء لاول مره تتحدث مع صديق زميل دراسه ؛ فى بادئ الامر كان فى اجتماع خاص بعمله ؛ وقال لها انتظرينى لحين انتهاء الاجتماع ؛ وفعلاً تنتظره وهى مستغربه حالها ؛ واسئله فى خاطرها ..
لماذا انتظره ؟ ؛ ولما ؟
ويحين الوقت ويبدأ بالمحادثه ويكلمها بكل وضوح ويقول لها انا عندك فى الاصدقاء من سنين مفكرتيش ولا مره تكلمينى مع اننا زمايل ليه بقى !! .. تبتسم وترد عليه والله ما اعرف يمكن انا من النوع اللى بتكسف ومش بحب ابدأ بالكلام الاول ؛ وتمر الدقايق وراها الساعات؛ وينجذب كل منهم لحديث الاخر بالرغم انه اول حديث ؛ وياخذهم الوقت ولم يدركوا انه فات ووصل لليل وهما لا يتركان المحادثه على العكس كان هناك اشتياق لتكملتها وعدم تركها .. وفى ظل المحادثه يقول كل منهما للاخر انه اول مره يجلس هذه المده الطويله على النت ؛ فكل منهما يبتسم وتنتهى المحادثه بعد منتصف الليل بساعات ويتفقوا على ان يتحدثوا فى الصباح ؛ وتذهب لتنام ولكن يجافيها النوم ويواليها التفكير ؛ والارتياح وتتخيل وتحلم انها زوجته وهو فارس احلامها المنتظر ؛ وتنام وتحلم وهى مبتسمه وسعيده ويأتي الصباح وتستيقظ على رساله منه وتجرى وتفتح الرساله وتجده يقول لها بدون خجل وحشتينى ؛ يحمر وجهها وتقول معقول احنا مكملناس 4 ساعات سايبين بعض فى المحادثه ؛ قالها جافانى النوم وفضلت افكر واول ما طلع الصبح بعت الرساله خوفت تكونى نايمه واكون سبب فى ازعاجك ؛ ترد بكل وضوح العكس انا كمان منمتش وكنت مستنيه رسالتك ؛ وتتوالى الرسايل والمكالمات ويبدأو قصه جميله كلها عاطفه وحب ؛ ويحددوا وقت ليتقابلوا فيه وبالفعل ياتى الموعد ، وهى كالبدر فى تمامه مكتمله لكل تفصيله وترتجف مع انها ليست بالمره الاولى التى تقابله فيها فبحكم زمالتهما كانت تقابله فى الدراسه يوميا او كل بضع ايام ؛ ولكن الامر هنا مختلف فهى تقابله الآن وفى قلبها شئ ما لا تعرفه وهو كذلك طول الطريق يحدثها انت فين اخرتى ؛ تبتسم وتقوله قربت انا شايفاك اهو من بعيد ؛ يترك التليفون ويبتسم لها ويسلم عليها بدفئ شديد ؛ وهى ايضا متلهفه له وللقاءه ؛ ويتمشوا قليلا ويتحدثوا ويلمس يدها وهى لا اراديا تحضن ذراعه بقوه لا تعرف لماذا ولكن احساس ما تطلب منها هذا ؛ وتمر الساعات القليلة واكنها عمر باكمله ويذهبوا ليجلسوا فى مكان ما ويستعيدوا كل ما مضى من مواقف ومن ذكريات ويعترف كلا منهما باعجابه للاخر وليس الآن ولكن من فتره فهو الوحيد التى كانت ترتاح له وتتحدث معه فى اى شئ ؛ ويتركوا بعض على امل لقاء اخر وفعلا تذهب لبيتها والاتصال لاينقطع ولا المحادثات فاصبح روتين يومى ليل ونهار ؛ ويتقابلا ولكن المقابله هذه تختلف عن ما سبقها ؛ فكانت بيها حميميه اكثر واحساس اكثر وسرق لامنيات واحاسيس كانت فقط تعيشها داخل حلمها ؛ فبدأ بالتقرب اكثر واكثر وهى كالتائهه لا تكترث لما يفعله ؛ واتفقا على الزواج ولكن دون علم احد به وبدات المقابلات فى اطار خصوصى اكثر ؛ واصبحت عباره عن وقت جميل للهروب من اى ضغوط او من اى مشاكل ؛ وكل يوم يكبر حبهما وينموا ؛ الى ان جاء شئ ليس له حساب فهى تحمل بداخلها طفل منه ليكمل هنائها ؛ ولكن لافرحه تكتمل فهو لا يستطيع ان يتحمل مسئوليه كهذه الآن وهى بسبب حبها الشديد تخيره اما يكملوا هذا الحمل او يتخلصوا منه ؛ وكان احساس قوى يتملكها انه سوف يقول لها اتركيه لان هذا ثمره حب كبير نشأ بينهما ؛ ولكن للاسف اتجهه للحل الاسرع وهو فقدانه ؛ وهى بداخلها بركان مشتعل ولكن لا تستطيع اخباره بما داخلها خوفا من خسارته لانه بالنسبه لها اصبح كل شئ ؛ وتنفذ ما قال وهى باكيه بها احساس من الآلم فهى كانت تحلم بطفل يحمل كل صفاته ويشبهه من كثره حبهما ولكن القدر لا يعاند ، فهذا قدرها ولا يسعها الاختيار ؛ ولكن اصبح داخلها بعد هذه الحادثه الخوف منه ولكن لا تستطيع ان تتحدث امامه ؛ فهو بسهوله فرط فى اعظم رباط كان يربطهما ببعض ؛ وتسأل نفسها فماذا سيفعل بى لاحقاً وهل ساكون أيضاً سهله عليه كما كان طفله سهل عليه ؛ اسئله تراودها وليس لها اجابه وتنتظر الى ان تظهر لها الاجابات .. فهى تعشقه ولا يسعها الفرار منه ...
بقلم : شيرين محمد جاد
نشرت فى 25 مايو 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,332