تمثال برديسي
قصة من تأليف عصام قابيل
الحلقة الثانية
******************
. إنها مشكلة . . لمن أقدمه ؟ "
رددها الدكتور فهمي في مفسه
وبعد أن فكر طويلًا , تذكر صديقه العزيز , القاضي شعلان , الذي قدم له خدمات قانونية عديدة . وساعده في تجاوز الكثير من العقبات باستخدام سلطته ونفوذه وقرر الدكتور:
" هذا رائع . لأنه باعتباره صديقًا , سيكون من الإحراج أن يقبل مني نقودًا على أتعابه , وعندئذ يصبح من اللائق أن أقدم له هذه الهدية . سوف أحمل له تلك التحفة الشيطانية ، خاصة وأنه أعزب ومتحرر .. "
وبدون وعي , ارتدى الدكتور ملابسه , وأخذ التمثال , وذهب إلى القاضي شعلان . وعندما وجده صاح:
- مرحبًا يا صديقي الأثير . ها أنا ذا . . جئت أشكرك على خدماتك الجليلة لي . أنت لا تقبل النقود مني . حسنًا . . اقبل إذن هذه التحفة . هاك أيها العزيز . .
وما أن رأى القاضي التمثال , حتى صاح بحماسة:
- أوه . . إنه مشهور !
ثم استغرق في الضحك قائلًا:
- هذا ما يحول قديسًا إلى ملعون ! رائع ! بديع ! أين عثرت على تلك الجوهرة؟
ثم بعد أن عبر عن حماسته , ألقى القاضي نظرة خوف ناحية الباب ثم اقترب من الدكتور قائلًا:
- فقط يا رفيقي , أرجوك أن تضع هديتك ,في مكان خفي فإنني لا أريد أن تراها أمي .
وهنا صاح الدكتور:
- لماذا ؟
- لأنني أستقبل أمي هنا . . . ثم . . ثم إن هذا مزعج بسبب الخادمة .
- كلا . . كلا . . سوف يكون هذا العمل مثير تمامًا وتصرف رائع من جانبك . انه غنه تحفة . انظر هذه الحركة . . وهذا التعبير .
ــ كفانا جدالًا . . فإنك تهينني . . ماذا لو رأته أمي ....لو كان له فقط بعض الملابس . . أو حتى ورقة عنب تستره ! إنه مفضوح يادكتور
لكن الطبيب هز رأسه ,واعتبرها موافقة مشوبة بالحذر من القاضي وأسرع بالاختفاء من شقة شعلان،وكان سعيدًا بأنه قد تخلص من هديته , وعاد إلى منزله .
لكن القاضي عندما خلا لنفسه , وراح يفحص التمثال, ويتحسسه من جميع النواحي , على غرار ما فعل الطبيب , وفكر مليًا:
" ماذا يفعل بتلك الهدية ؟ إنها في الواقع تحفة رائعة . ومن المؤسف التخلص منها . لكن الاحتفاظ بها مع ذلك غير لائق . ةيعرضني للمسئولية أمام أمي ومعارفي
#عصام_قابيل
نشرت فى 15 مايو 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,216