هناك فرق
هناك فرق بين من إذا أنعم الله عليه بنعمة وبسط له الدنيا تراه صار اسوأ من قارون والعياذ بالله وتراه يتعامل مع الناس بعنجهية وتكبر وكأنهم حشرات ومن دم رخيص وهو من ذوي الدم الازرق وبوجه مقطب عابس ساخن اسود وبين من يتعامل مع الناس بتواضع وادب واحترام والابتسامة تعلو وجهه وصوته منخفض وكأنه فرد منهم او خادم لهم ولاتستطيع تمييزه من عامة البشر لشدة ادبه وتواضعه .
.
.
هناك فرق بين من أنعم الله عليه بمنصب مرموق وكبير فيصبح اكثر جبروتا من فرعون ويعطل مصالح البشر ويصبح كالسد في معاملاتهم وبين من يسهل مصالحهم ويخدمهم ويكون سببا في تسهيل امورهم ونفعهم .
.
هناك فرق بين شخص أكرمه الله ووضع تحت يده اناس يعملون لديه فتراه يتعامل معهم اسوأ معاملة وكأنهم عبيد اشتراهم وسخرهم لخدمته رغم انهم ليسوا كذلك والعبودية انتهت او اصبحت شبه معدومه ولكنه يظن انه عندما يمنحهم بضع حفنات من الدراهم قد اصبحوا عبيداً له ويطعمهم اسوأ طعام وكأنهم حيوانات اكرمكم الله وبين من يشارك عماله الطعام والشراب والملبس ويعاملهم كانهم اخوة له ولايتعالى ويتكبر عليهم .
.
.
هناك فرق بين من يتعامل مع عامل النظافة وكأنه وباء او مرض معدي فتراه يقدم اسوأ قدوة لاولاده وتراه يحتقره ويناديه باحتقار مع أنه شخص لو كف يده عن العمل لمات من القذارة والعفن والقمامة وبين من يتعامل معه بأدب واحترام وتقدير ويعلم اولاده ان يحترموه ويهدي اليه بعض المال واكرر يهدي وليست صدقة بل هدية ليعاونه ويساعده على امور حياته ويعلم اولاده كيف يبتسمون في وجهه ويعاملوه بأدب وتقدير واحترام ويناديه بعامل النظافة احتراما له .
.
وقفة :-
.
عن واصل الأحدب قال سمعت المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم أعيرته بأمه ثم قال إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم .
.
.
من وحي الحياة بقلم احسان الصالحي