هل تسمعيني؟
مرحبا كيف الحال، لا تفكري بأنني نسيتك كما تحدثت،كنت اكذب ليلة البارحه، أظنك الآن موجود لتقرأي، نعم أنتي، أظنك متابعة لي بشكل ما لست متأكد من هذا ولكني اظن ذلك، بطريقة مبهمة، أنا بخير، على الأقل ما زلت استيقظ من نومي لأفعل شيئا ما، أحظر لامي الخبز من المخبز ولا اذوق منه شيء، أكتب أقرأ ، أحاول أن أتفادى غيابك بالكتابة هنا، لكنني أفشل كثيرا، أريد أن أقول لك بأنني تغيرت، تغيرت كثيرا، إن الثابت في شخصيتي هو التغير الدائم، كنهر يحمل علب التونة ومخلفات الجالسين على الضفة، ما زلت أذهب للجامعة، لأواجه المزيد من الغباء والتحذلق والمعلومات القديمة البائتة المتعفنة، ما زلت أكافح، أكافح شعوري بالملل، الآن أنا فقير وكادح، ومشغول بمشاكلي النفسية والاجتماعية، مشغول بالبحث عن طفولتي الذي خطفت مني على عجل، ولا أفكر في إصلاح العالم أو المجتمع أو صديقي الحشاش، ما زال لدي ما أفعله، ما أفكر به، ما أحاول الوصول إليه، ما زلت أعيش، هكذا ببساطة، أحاول أن التزم الصمت أكثر مدة ممكنة، لم أعد شغوفا بشيء، هل تسمعيني؟ أقصد هل ما زلتي تقرأي، هل نمتي؟ لا يهم، دعني انهمر، والدتي ما زالت مريضة، وليس بيدي شيء، إنني أشعر بالعار كلما نظرت لوجهها، إن شعور اللا جدوى هذا شعور مر وبغيض ، إنني محاصر بالكثير من المشاكل، إنني أحسبها بدقة، أحسب كل شيء، إنني شخص مهووس بعد المشاكل،، إنني مشكلة كبيرة على الموت أن يقوم بحلها حالا، لقد انخفض سقف طموحاتي بشكل مهول، بل سقط السقف على رأسي فجأة، إنني اتعرض لحرب شعواء، تخاض داخل رأسي، الذي سينفجر يوما ما، آحد اصدقائي، ينصحني بالتكيف مع هذه المهزلة، أن لست قردا يتكيف مع قضبان القفص.هل ما زلت تقرأي؟ أريد منك إشارة، أخبريني أنك تقرأي، اصفعيني، هزي رأسك، إفعلي شيئا أرجوك، إنني وحيد، أصدقائي تافهون، ولم تعد حياتي مهمة بعد رحيلك، صارت شيئا مقززا ومثيرا للشفقة والقرف، مقرفة على هيئة مغالطة منطقية، انا وحيد، لدرجة أنني أصبحت أنقسم لعدة شخصيات، أحارب بها شعوري بالوحدة والملل، جيش من الشخصيات المتناقضة التي تظهر كل يوم على سلوكي.
وحيد لدرجة أنني أصبحت صديقي الوحيد، أنا كل أصدقائي