قصة نجاح اسماك الباسا فى فيتنام
ا.د.عبدالعزيز نور
اسماك الباسا (البانغاسيوس اوسمك نهر الميكونج أو سمك القرموط المخطط ) تستزرع فى دولة فيتنام واسمها العلمى هوPangasianodon hypophthalmusوالباسا من الاسماك المحلية الكبيرة الحجم فى دولة فيتنام و تعيش فى نهر الميكونج ويصل طولها إلى حوالى 1.3 متر ووزنها الى حوالى 44 كجم وهى مختلطة التغذية Omnivorous وتتغذى على الطحالب والنباتات والعوالق الحيوانية والحشرات والفواكه والقشريات والأسماك. وتنمو السمكة الى حوالي 1 كجم في السنة ، وتتكاثر عند بلوغها حوالي 3.5-4 سنوات وتنتج الأم ما بين 112،000 و 140،000 بيضة لكل كيلوغرام من وزن الجسم عند بلوغ مرحلة النضج الكامل بعد 10 سنوات
وقصة نجاح استزراع اسماك الباسا فى فيتنام بدأت فى تسعينات القرن الماضى حيث كان يتم إنتاجها فى البداية على نطاق صغير في الأحواض الترابية ،وتطورت الصناعة بعد ذلك ، فزادت مساحات الأحواض من 1،250 هكتار في عام 1997 إلى 9000 هكتار في عام 2007. كما زاد عمق الحوض ليبلغ حوالي 4 أمتار لتتحقق زيادة إضافية في كميات الانتاج السنوية دون زيادة كبيرة في المساحة الإجمالية للمزارع.
ولقد بلغ انتاج الباسا في دولة فيتنام ذروته فى عام 2012 لتحقق 1،415،750 طن اسماك سنويا فى منطقة زراعية تبلغ مساحتها 5،910 هكتار فقط بأساليب الانتاج عالية الكثافة Intensive Culture ،لإنتاج معدلات سنوية تزيد على 200-300 طن متري لكل هكتار لكل محصول ؛ [ومع حوالي 1.45 محصولًا سنويًا] ما يصل بالإنتاج السنوي للهكتار إلى 400-600 طن اسماك سنويًا .ولذا فتعد زراعة اسماك الباسا في فيتنام النظام الأكثر كثافة وإنتاجا للغذاء على وجه الأرض. وفى ظل وجود كثافات تخزين عالية من الممكن تحقيق إنتاجية سنوية تصل إلى 600 طن سمك لكل هكتار من مساحة الاحواض المستزرعة ،وتم تصنيف هذا الإنتاج على أنه نظام إنتاج حيواني شديد الكثافة من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ، وأصبح سمة مميزة لهذه الصناعة بدولة فيتنام وواحدة من أهم محاصيل التصدير بها من حيث الحجم والقيمة. وتصدر فيتنام انتاجها من الباسا الى ١٤٥ دولة فى العالم واهمهاالولايات المتحدة وأوروبا.
واسماك الباسا ذات طبيعة نهمة لاستهلاك الغذاءوتتحمل كثافات التخزين المرتفعة وتعيش فى البيئات المنخفضة فى الأكسجين المذاب لطبيعتها فى التنفس بالهواء الاختياري، وسرعة نموها والوصول إلى الحجم القابل للتسويق (800 جم -1 كجم) خلال 6-8 أشهر جعلها سمكة جذابة بشكل خاص للاستزراع المائي ، وقد تم إدخال هذا النوع لإنتاج الاستزراع المائي في العديد من البلدان الآسيوية الأخرى بما في ذلك بنغلاديش والصين والصين وإندونيسيا وميانمار والفلبين.
ومن اهم معوقات تصدير اسماك الباسا حاليا هو دراسات الآثار المحتملة الناجمة عن استخدام المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية لمقاومة الأمراض الأكثر أهمية في تربية سمكة الباسا وخاصة بكتريا Edwardsiella ictulari ، ويتم استخدام المضادات الحيوية باعتبارهاالطريقة الرئيسية للعلاج ضمن 30 نوعًا مختلفًا من المواد الكيميائية المستخدمة وتضم 7 من المطهرات ، 19 من المضادات الحيوية و 3 من المبيدات الحشرية. من بين المضادات الحيوية الـ 19 المبلغ عنها ، أدرجت منظمة الصحة العالمية (WHO 2011) وما لا يقل عن 8 كمضادات حيوية "لصحة الإنسان" (على سبيل المثال ، أموكسيسيلين ، أمبيسيلين ، إنروفلوكساسين * ، سيبروفولاكسين * ، كوليستين ، أبراميسين ، جنتاميسين ، كانامايسين ، ليفوفلوكساسين و ريفامبيسين). وتشمل القائمة أيضًا فئات أخرى مصنفة على أنها "مهمة جدًا لصحة الإنسان" (مثل الميثوبريم ، الأوكسيتتراسيكلين ، السلفاديازين ، الدوكسيسيكلين ، الثيامفينيكول وغيرها).وحديثا أسفرت الدراسات الاستقصائية عن حظر استخدام الإينوفلوكساسين والسيبروفلوكساسين للاستخدام في الاستزراع المائي الفيتنامي بسبب العدد الكبير من حالات رفض الأسواق الدولية المتعلقة بتنبيهات سلامة الأغذية ، وبالتالي فمن المتوقع أن يكون استخدامها انخفاض كبير.
وتصنف IUCN اسماك الباسا على أنها اسماك "مهددة بالانقراض" فى فيتنام وفقًا للمعايير المنصوص عليها في القائمة الحمراء IUCN: الفئات والمعايير الإصدار 3.1 وذلك بعد تشييدسدنهرالميكونج ووقف تدفق المياة وسرعتها وتغيير جودتها مما يؤثر على استكمال دورةحياتهاالطبيعية .ولهذا فنجاح التفريخ الصناعى لاسماك الباسا فى المفرخات بعد حفزها هرمونيا قد ساهم فى ازدهار الصناعة لتوفير الزريعة منها دون الاعتماد على المصادر الطبيعية .
ساحة النقاش