على الرغم من أهمية النظريات التربوية فى فهم سلوك المتعلم فى السياق الاجتماعي الا أنها ظهرت فى عصر وزمن لم تكن التقنية جزءا مهما من عملية التعلم، فمنذ ما يقرب من عقدين من الزمان صارت التقنية أداة رئيسية فى تشكيل حياتنا المعاصرة، فالتكنولوجيا ليست مجرد آلات وبرمجيات؛ بل هى دمج بين الآلة ومستخدمها ومحيط توظيفها ونظم التواصل بين الآلة ومن يستفيد منها.
وعلى ذلك فالتعليم فى العصر الحالى وفى ظل سيطرت التكنولوجيا على نظم التعليم صار فى حاجة ماسة لنظرية تصف مبادئه وتطبيقاته باعتباره انعكاسا للبيئة الاجتماعية الجديدة للمتعلمين؛ البيئة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة والقائمة على وسائلها المتنوعة، فظهرت نظرية المعرفة المجتمعية المستمدة والتى تحمل فى جوهرها صفة الاتصالية Connectivism
وتناقش النظرية الاتصالية Connectivism Theory التعليم بوصفه شبكة من المعارف الشخصية التى يتم إنشاؤها بغية اشراك الأفراد فى التعليم وبناؤه وتدعيم التواصل والتفاعل عبر شبكة الويب.
والنظرية الاتصالية فى التعليم تستخدم مفهوم الشبكية Network ، والتى تتكون من عدة عقد تربط بينها وصلات، تمثل العقد المعلومات والبيانات على الشبكة، وهى أما أن تكون نصية أو مسموعة أو مصورة، والوصلات هى عملية التعلم ذاتها وهى الجهد المبذول لربط هذه العقد مع بعضها لتشكيل شبكة من المعارف الشخصية، الشكل (1) يوضح التعليم الشبكى من منظور النظرية الاتصالية:
وتحمل هذه النظرية صفة الاتصالية ، وتناقش التعليم بوصفه شبكة من العارف الشخصية والتى يتم انشاؤها بغية اشراك الناس فى التنشئة الاجتماعية والتفاعل على تقنيات شبكات التواصل الاجتماعى بالويب، وهى تسعى جاهدة للتغلب على القيود المفروضة على النظرية السلوكية والادراكية والبنائية، عن طريق تجميع العناصر البارزة من الأطر الثلاث (التعليمية – الاجتماعية – التكنولوجية) بهدف استحداث نظريات جديدة ودينامية لبناء نظرية التعلم فى العصر الرقمى، وهى تستخدم مفهوم الشبكة التى تتكون من عدة عقد تربط بينها وصلات تمثل العقد المعلومات والبيانات على شبكة الويب وهى إما أن تكون نصية أو مسموعة أو مرئية، أما الوصلات فهى عملية التعليم ذاتها وهى الجهد المبذول لربط هذه العقد مع بعضها لتشكيل شبكة من المعارف الشخصية وهذا المفهوم متوافق مع فكرة البرمجيات الاجماعية المستخدمة فى الويب.
ساحة النقاش