معايير اختيار وتقييم مجموعات المكتبة الشاملة
تعتبر عملية اختيار المواد التعليمية والمصادر المختلفة بالمكتبة المدرسية الشاملة من العمليات الأكثر أهمية فى ميدان الخدمة المكتبية، وخاصة فى ظل التطور الكبير على أساليب التعليم والتعلم والتقدم المستمر على استراتيجيات التعليم من خلال الوسائل وتكنولوجيا التعليم ومحاولة توظيف المستحثات التكنولوجية ومنتجاتها فى عملية التعلم.
ونجاح المكتبة المدرسية الشاملة فى أداء رسالتها وتحقيق أهدافها يتوقف إلى حد كبير على حسن اختيار مصادر التعلم بها وانتقاء مقتنياتها بعناية، فإذا كان ذلك الاختيار قد تم على معايير سليمة وبأساليب مقننة، ومرتبط باحتياجات ومتطلبات المستفيدين، ومدعماً للمناهج والأنشطة التعليمية، ومتوافقاً مع نظم واستراتيجيات التعليم والتعلم، ومتناسباً مع ميول ورغبات واتجاهات التلاميذ والمعلمين، بذلك تكون المكتبة أكثر قدرة وكفاءة على خدمة العملية التعليمية وتحقيق أهدافها.
وعملية اختيار المصدر (مطبوع – غير مطبوع) تخضع لمعايير وأسس مقننة وليست عملاً ارتجالياً أو عشوائياً، فهى عملية تتم وفق سياسة مكتبية مكتوبة ومعتمدة، كما أن معايير الاختيار هى المرسخة لمبادئ التقييم والاختيار ومرتبطة بالتقييم، ولابد للمختار أن يقيم المصدر المختار قبل أن يقوم باختياره.
أولا: أسس اختيار المواد المطبوعة:
تتم عملية اختيار وتقييم المصادر أو المواد المطبعة من خلال مجموعة من المعايير المحددة، وتهتم المكتبية الشاملة باقتناء المواد المطبوعة باعتبارها عصب المكتبة وداعمها الأول، واختيار المواد المطبوعة له من الأسس العامة والمرتبطة بجميع المواد (كتب – دوريات – مراجع...الخ)؛ وهذه الأسس لها جانبين (أسس ترتبط بالجانب الموضوعي – وأسس تهتم بالجانب الفنى)، كما أن هناك أسس اختيار للمواد المطبوعة تفصيلية تتناول كل مادة بمفردها فتذكر أسس اختيار الكتب ثم الدوريات وغيرها.
1- أسس اختيار المواد المطبوعة من الناحية الموضوعية:
- اختيار المواد المناسبة التى تحقق أهداف المناهج التعليمية وتطوراتها، وأيضاًً التى تلبى اهتمامات واحتياجات المستفيدين من المكتبة تلاميذ ومعلمين.
- اقتناء المواد الغنية بالمعلومات المتصفة بالحداثة؛ لتواكب المتغيرات العصرية والتطور الكبير على المعلومات، ويستثنى من ذلك كتب التراث والدين.
- أن تحقق المواد المختارة التوازن فى تغطية الموضوعات المرتبطة بالمناهج والمقررات الدراسية، بحيث يتوافر فى كل موضوع مواد مناسبة لتدعيمه وأسلوب تناوله.
- أن توفر المكتبة الشاملة مجموعة مناسبة من المواد والمصادر التعليمية التى تواكب الاهتمامات العامة للمجتمع المدرسى، والتى تساهم فى إثراء أنشطة العلمية والثقافية؛ ويشمل ذلك مجموعات من الأعمال الإبداعية والفنية والعلمية التى تنمى لدى التلاميذ ملكة الخيال وحاسة التذوق الفنى والجمالى، وتخلق ملكة الابداع والابتكار.
- اختيار واقتناء المواد المرجعية المناسبة لأهداف المكتبة من دوائر المعارف ومعاجم وكتب تراجم وأدلة وقواميس وأطالس وكتب حقائق وكتب إرشادية...الخ، بما يدعم خدمات المعلومات بالمكتبة ويجعلها قادرة على تحقيق أغراضها وتقديم خدمات المعلومات.
- أن تحقق المقتنيات المختارة بالمكتبة المدرسية الشاملة للمتعلمين والمعلمين التواصل بالتراث الاسلامى والقومي بمختلف أبعاده؛ والاهتمام بما يدعم تراث المجتمع وإسهاماته الحضارية على مر العصور، وإبراز إنجازاته المعاصرة المختلفة.
- يراعى فى الاختيار عامل الجاذبية والتنوع من حيث الشكل وأسلوب التناول والتى تراعى مستويات التلاميذ وقدراتهم وميولهم فى كل مرحلة، ومراعاة أيضاً سلامة المضمون وارتباطه بالمناهج الدراسية.
2- أسس اختيار المواد المطبوعة من الناحية الفنية:
لا يمكن أن يغفل أخصائى المكتبة المدرسية الشاملة الجانب الفنى والشكل والتصميم والطباعة وما يرتبط بها عند اختيار المواد التعليمية والمصادر المطبوعة، ومن أهم تلك الاعتبارات:
1- جودة الطباعة:
ويمكن أن يدخل ضمن جودة الطباعة العديد من عناصر هذه العملية ومن أهمها نصاعة ومتانة الورق، واختيار وتوظيف الألوان والأشكال.
2- أحجام الكتابة (البنط):
عند اختيار الكتاب أو المصدر المطبوع يستلزم النظر داخل الكتاب وتعرف حجم بنط الكتابة ومدى مناسبته مع الجمهور بالمراحل التعليمية المختلفة.
3- التجليد:
يفضل عند اختيار المواد المطبوعة من الكتب والمجلات والمواجع وغيرها أن تكون مجلدة بغلاف قوى ومتين للحفاظ على المواد من التلف عند الاستعمال.
ويرى (إبراهيم يونس، 2001، 58) أن اختيار المواد المطبوعة وغير المطبوعة بالمكتبات الشاملة يخضع للمعايير العالمية للمكتبات والتى نصت على مراعاة ما يلى:
1- معايير اختيار المواد المطبوعة:
- موضوع الكتاب: بحيث يكون الكتاب شامل للمادة التى يعالجها ومهماً للمكتبة والقارئ.
- الدقة والأصالة: من حيث الحقائق العلمية والمعلومات الحديثة والمعالجة الموضوعة.
- المحتوى: بحيث يتناول الجوانب المختلفة للموضوع ويكون مناسباً لمستوى القراء.
- المواد الإيضاحية: كالصور والرسوم والخرائط وغيرها من المواد التى توضح تفاصيل المحتوى.
- المؤلف والناشر: من حيث السمعة والتخصص والانتشار والحياد العلمي.
- الملاءمة: من الناحية العلمية والتربوية والفنية لحاجات الطلاب والمنهج.
- المستوى الفنى: بأن يكون مواكباً للقواعد الصحيحة لفن الكتابة وحجم حروف الطباعة ونوع الورق والغلاف والتجلد وعلامات الترقيم والضبط وقائمة المراجع والكشافات.
وقد ورد في النشرة العامة رقم 150 لسنة 1972 الصادرة من الإدارة العامة للمكتبات بالوزارة أنه يتم تقييم الكتب بالمكتبات المدرسية المصرية وفق ثلاثة اعتبارات هي:
1- الاعتبارات التربوية والسيكولوجية: وتستهدف التعرف علي مدي اتفاق الكتاب مع المقومات التربوية والسيكولوجية المختلفة.
2- الاعتبارات الفنية العامة: والمقصود بها أن يكون الإنتاج الأدبي أو الفني الذي يحويه الكتاب متمشياً مع القواعد الصحيحة لفن الكتابة بما يناسب التلاميذ.
3- الاعتبارات الفنية الخاصة بالطباعة والإخراج: وهي ترمي إلي التعرف علي مدي نجاح الكتاب في الإفادة من الإمكانات المتاحة للمكتبات كعمل مطبوع.
وقد أعدت الإدارة العامة للمكتبات بالوزارة نموذجاً للفحص يتضمن في جملته الاعتبارات الثلاثة السابقة ويتضمن بالإضافة إلي البيانات الببليوجرافية للكتاب المعايير التالية:
1- عرض وتلخيص الكتاب ونقده ويشتمل النقد علي الناحيتين الموضوعية والشكلية.:
أ- الناحية الموضوعية:
مناسبة الموضوع، كفاية المؤلف، سلامة الحقائق والأفكار والمعلومات وملائمة الكتاب للنواحي النفسية والتربوية للتلاميذ، طريقة العرض والأسلوب ومناسبته للتلاميذ.
ب- الناحية الشكلية:
نوع الورق، حجم الكتاب، بنط الطباعة، الغلاف والتجليد، الصور والرسوم التوضيحية، علامات الترقيم والضبط بالشكل، قائمة المراجع والمصادر، الكشافات.
ويبين الفاحص رأيه في صلاحية الكتاب ودرجة هذه الصلاحية (ممتاز – جيد جيد – جيد - مقبول) ثم تحديد المرحلة التعليمية المناسبة له وما إذا كان الكتاب للتلميذ أو المدرس وهل هناك كتاب أخر يراه الفاحص أفضل من الكتاب المفحوص، ويعتمد هذا النموذج مستشار المادة الدراسية أو مدير عام المرحلة التعليمية، ويمكن القول بان هذا النموذج يعد كافياً للمكتبات المدرسية في تقييم الكتب حيث أنه يتضمن معايير التقويم الأساسية التي اتفقت عليها المكتبات المدرسية في كثير من دول العالم.
أما بالنسبة لنموذج تقرير فحص الدوريات فإنه يتضمن البيانات التالية:
1- عنوان المجلة، وعنوان الجهة التي تصدرها، ومواعيد الصدور وتاريخها، وقيمة الاشتراك السنوي، وثمن النسخة الواحدة.
2- عرض وتلخيص عدد من أعداد المجلة (يذكر رقم العدد المفحوص وتاريخه وعدد الصفحات).
3- تقييم الدورية من الناحية الشكلية، ويشمل (الغلاف، الورق، الطباعة).
4- تقييم الدورة من الناحية الموضوعية، ويشمل:(المادة، والأسلوب واللغة، والمواد الإيضاحية)، ويبين الفاحص رأيه بالنسبة لصلاحية الدورية وما إذا كانت مناسبة للمدرس أو التلميذ وتحديد المرحلة التعليمية المناسبة لها ويعتمد نموذج الفحص من مستشار المادة الدراسية أو من مدير عام المرحلة التعليمية.
ساحة النقاش