الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

         جامعة الأزهر

          كلية التربية

    قسم تكنولوجيا التعليم   

 

 

 

واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية والحاجة لاقتنائها

فى ضوء المتغيرات العصرية

 

 

 

إعداد

دكتور / محمد جابر خلف الله

مدرس المعلومات وتكنولوجيا التعليم

بكلية التربية – بالدقهلية – جامعة الأزهر

منشور بمجلة كلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة ، يناير 2008.

مشكلة البحث:

      انطلاقا من تأثر مجال التربية بالمتغيرات المجتمعية بجميع جوانبها، وظهور مفاهيم علمية جديدة ارتبطت باستخدام أجهزة تكنولوجية ووسائل حديثة؛ وهذا يفرض على المؤسسات التعليمية ومنها المعاهد الأزهرية محاولة تحديد واقع المستحدثات التكنولوجية بها وقوفاً على موقعها الحالى فى توظيف تلك المستحدثات، وحيث إن هذه المستحدثات سريعة التطور والتغيير؛ فإن دراسة حاجات المعاهد لاقتناء تلك المستحدثات يعد من الأمور المهمة فى سبيل تطويرها وتحديث العمل بها.

      وعلى ذلك فإن مشكلة البحث الحالي تتمثل فى وجود متغيرات وتحديات مرتبطة بمجال المستحدثات التكنولوجية، مما جعل من مواكبة ركب التقدم والتغيير مطلباً مهماً وأساسياً للمؤسسات التعليمية، وقد فرضت تلك المتغيرات على تلك المؤسسات محاولة اقتناء كل ما هو جديد فى مجال المستحدثات التكنولوجية، مع التفكير فى الحاجات المتجددة لمواكبة المتغيرات العصرية.

      كما تعد المعاهد الأزهرية من المؤسسات التعليمية المهمة فى جمهورية مصر العربية نظراً لتاريخها الحافل ومؤسساتها المنتشرة فى معظم محافظات الجمهورية، فهى تعد صرحا تعليمياً يقدم مختلف العلوم (العلمية – الأدبية)، وهو ما يجعل من التفكير فى تدعيمها بالمستحدثات التكنولوجية مطلباً مهما وموازيا للمؤسسات التعليمية الأخرى، ويعد تخلفها فى هذا المجال مشكلة كبيرة تؤرق القائمين عليها  وخاصة فى ظل متغيرات عصرية وتكنولوجية كبيرة فى الألفية الثالثة.  

      وقد لاحظ الباحث خلال إشرافه على برنامج التربية العملية لطلاب شعبة المعلومات وتكنولوجيا التعليم خلال الفترة: (2003-2007) رفض معظم المعاهد الأزهرية تدريب طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم بها، وذلك من واقع خلوها من الأجهزة والوسائل التكنولوجية، وعليه قام الباحث بزيارات ميدانية لبعض المعاهد للوقوف على الواقع الفعلي للمستحدثات التكنولوجية، وقد توصل الباحث من خلال المتابعة المباشرة أنه وبالفعل توجد مشكلة فى المعاهد الأزهرية فى ضعف مواردها المادية والتكنولوجية، وأنها فى حاجة للكثير من المستحدثات التكنولوجية وتوظيفها فى التعليم؛ مما أثر بالسلب على مواكبة المعاهد الأزهرية لكل ما هو جديد فى مجال تكنولوجيا التعليم، ومن خلال ذلك وضحت مشكلة البحث، والتى يمكن صياغتها فى التساؤلات التالية:

1- ما واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية؟

   ويتفرع من هذا السؤال التساؤلات الفرعية التالية:

أ- ما واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية (من الأجهزة التعليمية الحديثة)؟

ب- ما واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية (من وسائل العرض التعليمية)؟

جـ- ما واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية (من المواد التعليمية)؟

د- ما واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية (من وسائل الاتصال)؟

2- ما حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية في ضوء المتغيرات العصرية؟

   ويتفرع من هذا السؤال التساؤلات الفرعية التالية:

   أ- ما حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية (من الأجهزة التعليمية الحديثة)؟

   ب- ما حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية (من وسائل العرض التعليمية)؟

   د- ما حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية ( من المواد التعليمية)؟

   هـ- ما حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية ( من وسائل الاتصال)؟

أهداف البحث:  يهدف البحث الحالى إلى:

  1- تحديد واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية.

  2- تحديد حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية فى ضوء المتغيرات العصرية.

أهمية البحث:  ترجع أهمية البحث الحالى إلى أنه:

   1- يسهم فى تحديد الواقع الحالى للمستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية؛ وصولا إلى وضع أفضل تحقيقا لأهداف العملية التعليمية.

   2- يسهم فى تحديد حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية؛ تمهيدا لوضعها فى متناول متخذي القرارات بقطاع المعاهد الأزهرية لتلبيتها.

حدود البحث: اقتصر البحث على:

   1- عينة من المعاهد الأزهرية (200) معهداً أزهرياً، مختارة عشوائيا من بعض المحافظات بجمهورية مصر العربية: (القاهرة – القليوبية – الجيزة – الدقهلية – الغربية – المنوفية- الشرقية – كفر الشيخ – البحيرة- الإسماعيلية- بنى سويف- أسيوط – سوهاج).

   2 - استطلاع آراء الخبراء والمتخصصين من أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية والموجهين ومديرى المعاهد الأزهرية.

   3- المستحدثات التكنولوجية المحددة متعلقة بمجالات: ( الأجهزة التعليمية الحديثة - وسائل العرض التعليمية - المواد التعليمية - وسائل الاتصال التعليمي؛ المرتبطة بمجال تكنولوجيا التعليم).

 

 

مصطلحات البحث:

        1- المستحدثات التكنولوجية Technological Inventions :

      يعرف ( على عبد المنعم، 1997، 49 ) المستحدثات التكنولوجية بأنها : فكرة أو برنامج أو منتج يأتى فى صورة نظام متكامل، أو فى صورة نظام فرعى لنظام آخر متكامل ويستلزم بالضرورة سلوكيات غير مألوفة وغير منتشرة من حيث المستفيدين من هذه الفكرة أو البرنامج أو المنتج.

      ويعرف (محمـد علـى نصر، 2000، 503) المستحدثات التكنولوجية بأنها " الاكتشافات والاختراعات التكنولوجية بما تتضمن من أجهزة تكنولوجية ومواد وبرامج تكنولوجية والتى يمكن إدخالها فى العملية التعليمية بالمدارس والكليات والمعاهد تمشياً مع التغييرات العلمية والتكنولوجية، المتنامية والمتسارعة. وهو التعريف الذى اعتمد عليه البحث الحالى فى جوانبه الإجرائية.

2- الاحتياجات Needs :

     تمثل الحاجة أو الاحتياج بأنها فجوة بين ما هو فعلى (واقع) وما هو مثالى أو مرغوب فيه (مأمول) (يحيى هندام، جابر عبد الحميد، 1996، 229).

      وتعرفها (بسمة اللوزى، 1982، 3) بأنها:" مجموعة المتغيرات المطلوب إحداثها فى المؤسسات ومعلومات ومهارات العاملين بها؛ للتغلب على المشكلات والمعوقات التي تعترض سير العمل والإنتاج وتحول دون تحقيق الأهداف.

      ويمكن تعريف الاحتياجات إجرائيا فى هذا البحث على أنها: متطلبات وحاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية فى ضوء المتغيرات العصرية.

3- المتغيرات العصرية:   

       يرى (مجدي عزيز، 2004، 150) أن المتغيرات العصرية هى التطور فى الموجودات وصور الحياة، وتغيير السلوكيات وتباين الأفعال، ووسائل الحياة عبر الزمان.

       ويعرف ( صلاح خضر، 2001، 102) المتغيرات العصرية من منظور تعليمي بأنها:" التطور التكنولوجي العالمي وانعكاساته على عمليتي التعليم والتعلم، وإدخال العديد من المستحدثات التكنولوجية إلى المؤسسات التربوية، وهى تطورات ومتغيرات خلقت لدى تلك المؤسسات حاجات ومتطلبات جديدة، مع تغير سياساتها وطرقها وأساليبها التعليمية والبحثية للتعامل مع الأمور المستجدة. وهذا التعريف هو الذى اعتمد عليه البحث فى جوانبه الإجرائية.

 

أولاً : عينة الدراسة:

      تم اختيار عينة الدراسة عشوائيا من المعاهد الأزهرية بجمهورية مصر العربية بمحافظات (القاهرة – القليوبية – الجيزة – الدقهلية – الغربية – المنوفية- الشرقية – كفر الشيخ – البحيرة- الإسماعيلية- بنى سويف- أسيوط – سوهاج)، وقد تم توزيع الأدوات على (310) معهداً بالمحافظات المذكورة؛ وتم تجميع الأدوات المكتملة والصحيحة من (200) معهداً فقط؛ موزعة على تلك المحافظات وتتناول المراحل: الابتدائية (38 ) معهداً، إعدادي (20) معهداً، ثانوي (25) معهداً، اعدادى/ثانوي معاً (117) معهداً، وذلك لتحديد واقع المستحدثات التكنولوجية بتلك المعاهد، وتم عرض استبانة لتحديد حاجات المعاهد من المستحدثات من وجهة نظر الخبراء والمتخصصين على عينة قوامها (400) من الخبراء والمتخصصين؛ من أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية تخصص مناهج وطرق تدريس، وتكنولوجيا التعليم وعددهم (100) عضو، ومديري المعاهد الأزهرية وعددهم (200)، وموجهي التعليم الأزهري وعددهم (100).

ثانياً: أدوات البحث: لتحقيق أهداف البحث تم بناء استبانتين لتحديد ما يلي:

 1- واقع المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية، وهى مقدمة لمديرى المعاهد (عينة البحث).

 2- حاجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية، من وجهة نظر الخبراء والمتخصصين.

 وفيما يلى عرض لكيفية بناء البطاقتين وأسلوب الضبط المتبع:

   تم بناء الاستبانتين في ضوء:

  - تحديد المستحدثات التكنولوجية اللازمة فى التعليم فى الوقت الحاضر؛ من خلال المراجع المتخصصة فى المجال؛ مثل: (إبراهيم يونس، 2003)، (على عبد المنعم، 1996).

   -إجراء مقابلات شخصية مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين من أعضاء هيئة التدريس تخصص مناهج وطرق تدريس وتكنولوجيا التعليم، ومن الموجهين ومديرى المعاهد الأزهرية0

      وفى ضوء ما سبق تم إعداد الاستبانتين لتحديد واقع واحتياجات المعاهد الأزهرية من المستحدثات التكنولوجية، وقد مرت عملية إعداد الاستبانتين بالخطوات التالية:

ملخص الدراسة:

      فى ضوء متطلبات الدراسة الحالية ومراحلها المختلفة نستطيع أن نؤكد على مدى أهمية توافر المستحدثات التكنولوجية وتوظيفها فى المعاهد الأزهرية؛ وذلك لتقديم المعارف والمعلومات بالطرق والأساليب التى تتناسب مع متطلبات القرن الحادى والعشرون، ولعل هذا ما كان دافعاً إلى محاولة تحديد واقع هذه المستحدثات بالمعاهد الأزهرية ومدى الحاجة لاقتنائها، وتم استخدام استبانتين لتحديد الواقع الفعلي للمستحدثات التكنولوجية بالمعاهد الأزهرية، وكذلك الوقوف على احتياجات المعاهد من هذه المستحدثات من وجهة نظر الخبراء والمتخصصين؛ وقد توصلت النتائج إلى أنه:

 - هناك ضعف شديد للمستحدثات التكنولوجية وما تشمله من: ( أجهزة تعليمية – وسائل عرض – مواد تعليمية – وسائل اتصال) بالمعاهد الأزهرية، كما أن نسبة المستحدثات لعدد المعاهد ولعدد التلاميذ والمدرسين ضعيفة جداً ولا تتناسب مع أدنى مستويات الجودة التعليمية.

 - هناك احتياج شديد لاقتناء معظم المستحدثات التكنولوجية من ( أجهزة تعليمية – وسائل عرض – مواد تعليمية – وسائل اتصال) بالمعاهد الأزهرية، فقد شملت الاحتياجات جميع ما تم عرضه فيما عدى القليل مثل: (جهاز السينما- جهاز الميكروفيلم – جهاز الميكرفيش)، وكذلك المواد التعليمية: (أفلام السينما – شرائح الميكروفيش- ولفات الميكروفيلم). 

توصيات الدراسة ومقترحاتها:

فى ضوء نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسيرها؛ تم وضع بعض التوصيات التى قد تساعد فى تدعيم وتطوير المعاهد الأزهرية من خلال توظيف المستحدثات التكنولوجية، ومن هذه التوصيات:

 1- من واقع ثبوت ضعف المستحدثات التكنولوجية من (الأجهزة التعليمية الحديثة) بالمعاهد الأزهرية؛ وكذلك ثبوت الحاجة الشديدة لاقتنائها بتلك المعاهد، فيوصى بضرورة توفير حاجات المعاهد الأزهرية من الأجهزة التعليمية لتدعيم التعليم وتطوير نظمه وأساليبه.

 2- من واقع ثبوت ضعف المستحدثات التكنولوجية من (وسائل العرض التعليمية) بالمعاهد الأزهرية، وكذلك ثبوت الحاجة الملحة لاقتنائها بتلك المعاهد؛ فيوصى بضرورة توفير حاجات المعاهد الأزهرية من وسائل العرض التعليمية لتوفير أفضل أساليب عرض وتقديم المقررات التعليمية.

 3- من واقع ثبوت ضعف المستحدثات التكنولوجية من (المواد التعليمية) بالمعاهد الأزهرية، وكذلك ثبوت الحاجة الملحة لاقتنائها بتلك المعاهد؛ فيوصى بضرورة توفير حاجات المعاهد الأزهرية من المواد التعليمية لتوفير عناصر المعروضات التكنولوجية اللازمة لتدعيم العملية التعليمية وأجهزتها.

 4- من خلال ثبوت ضعف نسبة المستحدثات التكنولوجية من (الأجهزة التعليمية – ووسائل العرض – والمواد) لعدد المعاهد وعدد الطلاب وعدد المدرسين، فيوصى بزيادة أعداد المستحدثات التكنولوجية بالمعاهد حتى تصل إلى نسب مناسبة تتناسب وجودة التعليم وتحقق أهدافه.

 5- ضرورة تدعيم المعاهد الأزهرية بجميع الإمكانيات المادية والفصول التى تسمح بتوظيف واستخدام المستحدثات التكنولوجية بصورة فعالة.

 6- ضرورة إنشاء قاعدة بيانات للمعاهد الأزهرية تحصر وبصفة مستمرة كل متطلبات المعاهد من المستحدثات التكنولوجية.

 7- أهمية ربط المعاهد الأزهرية من خلال المشاركات بين المعاهد والإدارة المركزية عبر الإنترنت وكذلك ربط المعاهد وتواصلها فيما بينها.

 8- أهمية استخدام النظم الحديثة في تقديم التعليم بالمعاهد الأزهرية مثل التعليم من بعد بالانترنت، والتعليم بالأقمار الصناعية.

 9- الاستفادة من بطاقة تحديد الاحتياجات المعدة بالدراسة الحالية في حصر جميع المعاهد الأزهرية والمستحدثات التكنولوجية بها، ومدى الحاجة إليها؛ من خلال الإدارة المركزية للمعاهد الأزهرية، لبداية تطوير وتحديث تلك المعاهد وتدعيمها بكل ما هو جديد بمجال تكنولوجيا التعليم.

 

 

المصدر: د محمد جابر خلف الله
azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 160/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
54 تصويتات / 1841 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2010 بواسطة azhar-gaper

ساحة النقاش

heg551

السلام عليكم دكتور محمد هل هذا بحث كامل قمت به سيادتكم

heg551

هل يوجد نسخه الكترونية من هذا البحث ؟ او اين يمكن الحصول على نسخه مطبوعه منه ؟ سيكون هذا البحث عونا كبيرا لي باذن الله اذا استطعت الحصول عليه

حسن حجازي فى 24 سبتمبر 2016
azhar-gaper

نعم بحث كامل منشور وبيانات النشر موضحة أعلاه

د محمد جابر خلف الله فى 22 سبتمبر 2016

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,089,270