أسيوط و دورها في التاريخ القديم
بدأ تاريخ أسيوط منذ العهد الفرعوني عندما انضمت أسيوط إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس و قد ادت تبعية أسيوط للسلطة المركزية العليا إلى توجيه إمكانياتها لخدمة أغراض الوطن .
ولما خضعت مصر للحكم الإغريقى ومن بعده البطلمى استمر الاحتفاظ بنظام البلاد (مصر العليا ومصر السفلى) .
وفى العصر الرومانى وجه الرومانيون اهتمامهم للأقاليم الشمالية مما أدى إلى ازدهارها و تخلف مدن الوجه القبلي
و لما دخلت المسيحية مصر لم يرحب الرومان بها و أدى الاضطهاد إلى نزوح المسيحية إلى مناطق خالية نسبياً .
وبخضوع مصر للحكم العربى دخل الكثير من أهلها في الإسلام وفى عهد المماليك زار أسيوط الرحالة الشهير ابن بطوطة وقال عنها إنها مدينة رفيعة وأسواقها بديعة .
وتعتبر محافظة أسيوط من اعرق محافظات مصر و قد اكتسبت أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط بين أقاليم مصر الفرعونية و لكونها مركزا رئيسياً للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية و البداية لطريق درب الأربعين الذى يصل إلى دارفور بالسودان
و كانت محافظة أسيوط بحدودها الإدارية الحالية تضم خمسة أقاليم رئيسية وهى :
- المقاطعة الرابعة عشرة "قيس " ومكانها الحالى مدينة القوصية ومعبودها حتحور.
- المقاطعة الثالثه عشرة "سأوت" ومكانها الحالى مدينة أسيوط ومعبودها آوب واوات.
- المقاطعة الثانية عشرة "برعنتى " ومكانها الحالى البر الشرقى لمدينة أسيوط ومعبودها حورس.
- المقاطعة الحاديه عشرة "شس حتب " ومكانها الحالى قرية شطب ومعبودها حورس.
- المقاطعة العاشره "واجت " ومكانها الحالى البداري ومعبودها آوب واوات.
اسم المحافظة
أقام قدماء المصريين مدينة أسيوط على نهر النيل وكان اسمها في ذلك الوقت سيوط وهو مشتق من كلمة( سأوت ) وتعنى الحارس باللغة المصرية القديمة وقد أضاف العرب إلى الاسم حرف الألف فأصبحت أسيوط وهكذا احتفظت أسيوط باسمها كما احتفظت بمكانتها كعاصمة عبر العصور فكانت في عهد الفراعنة قاعدة للأقليم الثالث عشر وكان يسكنها نائب الملك وفى عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا ومصر الوسطى ومصر العليا وكانت أسيوط عاصمة أحد هذه الأقسام كما كانت عاصمة للقسم الشمالى في عهد الرومان وفى عهد محمد على قسمت مصر إلى سبع ولايات إحداها تضم جرجا وأسيوط وسميت نصف أول وجه قبلى وعاصمتها أسيوط
علم المحافظة
علم محافظة أسيوط يضم رمزها وهو قناطر أسيوط باللون البنى ونسر صلاح الدين الأيوبى باللون الأصفر رمز القوة وغصن الزيتون رمز السلام باللون الأخضر.
العيد القومي للمحافظة
تحتفل محافظة أسيوط بعيدها القومى في 18 أبريل من كل عام ويرجع الاحتفال بهذا التاريخ إلى ذكرى ثورة بنى عدى التى تقع على طرف الصحراء الغربيه لمركز منفلوط و على الطريق المؤدى إلى الوادى الجديد .
وقد قامت ثورة بنى عدى ضد الفرنسين تحت قيادة الشيخ حسن الخطيب وكان أهلها يرسلون جماعات منهم إلى النيل لمهاجمة السفن الفرنسيه وقد كان يوم 18 أبريل عام 1799 يوما مشهودا في تاريخ أسيوط إذ ضرب أهالى بنى عدى في هذا اليوم مثلا رائعا في البطولة والفداء فقد اجتمع فيها ما يزيد على تلاتة آلاف من الأهالى تحت زعامه الشيخ حسن الخطيب والشيخ محمد المغربى والشيخ أبو العدوى و انضم اليهم 450 من الأعراب المصريين و 300 من المماليك و قد سار إليهم الجنرال دافو بجنوده قاصدا بنى عدى للاستيلاء عليها فلما وصل إليها وجد الأهالى جميعا يحملون السلاح .
ولقد استبسل الأهالى في تلقى هجمات الجيش الفرنسى فاشتبك الفريقان في معركة حامية دارت رحاها في طرقات بنى عدى و في بيوتها التى حصنها الأهالى و جعلوا منها شبه قلاع وانتهت المعركة بعجز الفرنسين عن الاستيلاء على القرية بسبب مقاومة الأهالى فلجأ الفرنسيون إلى وسيلة الحريق فأضرموا النار في بيوت القرية فاصبحت البلده شعلة من النار و بهذه الوسيلة نجح الفرنسيون في الدخول إلى بنى عدى بعد أن أصبحت رمادا واحتل الجنود الفرنسيون ما بقى من بيوت القرية وسلبوا ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم من أموال و كنوز .
لقد سجل أبناء قرية بنى عدى أسماءهم بحروف من نور في سجل الأبطال فما من أسرة إلا و قد قدمت شهيدا أو أكثر فى هذه المعركة
ومن هنا كان احتفال محافظة أسيوط بيوم 18 أبريل من كل عام تعبيرا صادقا عن الوفاء و التقدير والإجلال لأهالى قرية بنى عدى الذين وقفوا ضد قوى البغى والاستعمار.