انه من الأهمية في التطرق إلى عنصر حيوي وفعال في حياتنا المعاصرة حيث يعد التعليم احد الركائز الأساسية التي تبنى عليها المجتمعات نهضتها ورقيها ، وهو احد المحاور الرئيسية في منظومة التقدم الحضاري، ومن هذا المنظور ينبغي النظر إلى التعليم كعنصر ضروري فعال ومهم من عناصر المنظومة المتكاملة للمجتمعات، حيث ترتبط ارتباطا وثيقا بالأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصناعية والزراعية وغيرها، كما يجب اعتبار التعليم منظومة متكاملة محددة الأهداف وتتكون من منظومات فرعية (صلاح الدين توفيق ، 2003).

إن إعداد الطالب للعيش في مجتمع سريع التغير، يتطلب من المهتمين بالتربية أن  يساعدوه على التكيف مع هذا المجتمع السريع التغير من خلال إتاحة الفرصة أمامه وتدريبه على حل المشاكل التي تواجهه بنفسه، ويمكن تحقيق ذلك إذا احترمنا طرق تفكيره وكشفنا عن طاقاته الكامنة من خلال توجيهها إلى الطريق التي تجعل هذا الطالب قادرا على حل المشكلات، ومتكيفا مع بيئته التي يعيش فيها.

إن طبيعة هذا العصر تحتاج بشدة إلى مفكرين غير تقليديين، بل مفكرين يتميزون بمهارات عليا تتلاءم مع هذا العصر لأن هذا العصر يعتبر عصر الإبداع، لذلك ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة  ( منذ الثمانينات والتسعينات ) بموضوع تحسين وتطوير مهارات التفكير العليا لدى طلبة المدارس في جميع المراحل، الأمر الذي حثت عليه الأبحاث والدراسات الحديثة، وكان من توصياتها الحاجة الملحة من أجل التطوير.

وقد أدى ذلك إلى ظهور اتجاهين في كيفية تطوير مهارات التفكير العليا للطلاب ( بشكل عام وليس لمادة دراسية محددة ).

·         الاتجاه الأول : يرى أن يتم ذلك  من خلال دروس وبرامج خاصة ومحددة في تطوير مهارات التفكير العليا.

·         الاتجاه الثاني: ويرى إمكانية تطوير مهارات التفكير العليا  من خلال الحصص اليومية للمواد الدراسية .

(أوتير باتش رينيت , 2000).

يتميز العصر الحالي بالتغيرات المتلاحقة وكم المعلومات المتزايدة وتطورات معرفية شملت كافة مجالات الحياة . الأمر

الذي يتطلب من القائمين على العملية التعليمية التعليمة ضرورة مواكبة هذه التغيرات من خلال إمداد الأفراد

بالأساليب التي تحقق لهم النمو والتقدم ومسايرة التطورات الحاصلة دون توقف . لذلك حدث تحول في علم نفس التعلم

من المنظور السلوكي إلى المنظور المعرفي ، حيث يتم التركيز على كيفية خزن المتعلم للمعلومات في الدماغ ،

وما يقوم به من عمليات عقلية ، مما انعكس على مجال تصميم التعليم، سواء على مستوى النظرية أو على مستوى

التطبيق ( كمال زيتون ، ٢٠٠٢).

ونتيجة لامتداد تأثير النظرة المعرفية إلى مواقف التدريب وتعلم المهارات، فقد تطلب الأمر من مصممي

التدريس والتدريب تصميمًا أكثر ملائمة للمعرفة الحديثة ومعالجة المعرفة بعيدًا عن الاتجاه التقليدي ، لذلك فالاهتمام

بالاتجاه المعرفي في التدريس أصبح ضرورة تتطلب المدرس الكفء أن يتقن مهارات هذا المنهج

( يوسف قطامي وماجد أبو جابر، 1966).

بقلم    ا.م.د / هناء عبده على عباس م . / رانيا محفوظ حبيب العراقي

مجلة التعليم الالكترونى

http://emag.mans.edu.eg