الإيمان بالقضاء
ومفهومه أن الله يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن (لو كان كيف يكون)، وأن له قدرا كونيا وشرعيا, فالكوني هو ما يصرف الله فيه شؤون الكون كالموت والحياة والمطر والزلازل والعواصف, وهذا القدر قد يجعل الله فيه ما هو محبوبا لديه وقد يجعل فيه ما هو مكروها لديه كاضطهاد المؤمنين وكفر الكافرين. وأما القدر الشرعي فهو الأديان والعبادات التي يفرضها الله على عباده لتكون وسيلة الاتصال إليه. ويرى الإسلام ان للبشر حرية مطلقة فيما يفعلون الا ما كان من القضاء الكوني كالصحة والمرض والموت وغيره وأيضا فإن الله يعلم افعالهم قبل وقوعها ولا يجبرهم على فعلها.
يؤمن المسلمون السنة أن كل شيء مقدر سلفًا من قبل خلق البشر وذلك لأن الله وحده يعلم ما سيكون، وفقًا لما جاء في الكتاب والسنّة وما استدل به علماء الدين الإسلامي. وعلى الرغم من أن الأحداث مقدرة سلفًا، إلا أن الإنسان يملك إرادة حرة في أن لديه الاختيار بين الصواب والخطأ، وبالتالي فهو مسؤول عن تصرفاته لأنه لم يطلع على ما قد قُدِّر، وكل تلك الأقدار قد تم كتابتها عند الله في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق أو خلق آدم.[58] ولهذا فإن السُنة يحصرون دور الإرادة الحرة الفردية في سياق علم الله، والمعرفة المسبقة لجميع الأشياء.[59] في المقابل فإن فهم الشيعة للقضاء والقدر أو كما يسمى العدل يتمحور حول مسئولية الإنسان عن أفعاله، لكنه في نفس الوقت مسير في بعض الأمور التي تفرض عليه مثل النوع ومكان الميلاد وغير ذلك.[6
ويعني مصطلح القضاء والقدر' حسب المفهوم الإسلامي: هو خلق وإيجاد الله للأشياء والحوادث والأرزاق حسب علمهِ وأرادتهِ. والقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، ويقصد بهما معاً ان خلق الله لكل مافي هذا الوجود من سنن الكون، ونظام الحياة واحداثها, وافعال العباد، وأرزاقهم وآجالهم, إنما تقع بعلمِ الله وتقديره لها قبل خلقها. والدليل إلى ما اشار اليه النص السابق حسب المفهوم الإسلامي قول القرآن: (ما أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) سورة الحديد آية 22، 23. وحديث رسول الله صلي الله علية وسلم محمد:ان أول ما خلق الله القلم, فقال: أكتب، فقال: ما أكتب؟ قال أكتب القدر ما كان وما كائن إلى الابد. فكل شيء في هذا الوجود هو وفق علم الله وارادتهِ, لا يعلمه الإنسان ولا يتسنى له ذلك الا بعد وقوعهِ, فتقدير الله وارادته للشيء لا يعني الزام الإنسان بهِ واجبارهِ عليه.
الإيمان
يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر الركن السادس من أركان الإيمان والتي لا يتم الإيمان إلا بها ,على حسب ما جاء من الأدلة الشرعية في الكتاب والسنة، وقد جاء في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب عندما قال" بينما نحن عند رسول الله إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن إمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت ثلاثا ثم قال يا عمر هل تدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم"
وحسب هذا المفهوم تقسم الأعمال والأقوال إلى قسمين: