الإيمان بالكتب
نزل الله سبحانه وتعالى كتاباً مع كل نبي مرسل مثل التوراة التي انزلت على موسى والإنجيل الذي انزل على عيسى والزبور الذي انزل على داوود ، والقرآن الذي اوحي على النبي محمد كي يكون دستوراً شرعياً ودنيوياً للمسلمين. هناك كتب أخرى لم تذكر في مصدر إسلامي صحيح. يجب على المسلم ان يؤمن بأنها كتب من عند الله ولكن القرآن نسخ جميع الكتب السابقة وابدل معظم احكامها بأحكام أخرى للمسلمين. كما أن المسلم يؤمن بأن الكتب السابقة قد طالها الكثير من التحريف والتبديل. لا بد من الإشارة إلى ان القرآن الكريم جاء مع دعوة الإسلام العالمية بينما كانت الكتب السابقة محصورة بالأمم التي ارسل إليها الأنبياء ولذلك فإن شرائع الكتب السابقة محصورة أيضاً بالأمم التي ارسلت إليها.
المرتبة الدينية
يعتبر الإيمان بالكتب السماوية من أهم أركان الإيمان الستة وقد ذكر في القرآن: "و الذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون" حيث أن العقيدة الإسلامية تقتضي الإيمان بكل الرسل والأنبياء السابقين وتقديرهم واحترامهم بحسب ما ذكر في القرآن: "لا نفرق بين أحد من رسله" وبالتالي يقتضي ذلك الإيمان بكل ما أتوا به.
اولاً: الجنزاربا : الكنز العظيم
كتاب ديانة الصابئة المندائيون المقدس، ورد ذكره بالقرآن الكريم بالآية 11 من سورة مريم : يا يحيى خذْ الكتابَ بقوّةْ وآتيناهُ الحُكمَ صبيّاً، يعتبر هذا الكتاب أقدم كتاب ديني سماوي موحى به من عند الله ويسمى كتاب آدم لانه يجمع صحف آدم وشيت ونوح وسام بن نوح وادريس ويحيى بن زكريا.
ثانياً: الزبور
وهي زبور داوود حيث جاء في القرآن في سورة النساء آية رقم 163: ﴿.. وَآتَيْنَا دَأوُودَ زَبُورًا﴾.
ثالثاً: التوراة
وهي (حسب الاعتقاد الإسلامي) الكتاب الذي أنزله الله على موسى، والتوراة كتاب عظيم أشتمل على النور والهداية حيث جاء في القرآن:
- في سورة المائدة آية رقم 44: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ﴾
- في سورة الأنعام آية رقم 154: ﴿ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾
ولقد أخبر الله (حسب الاعتقاد الإسلامي) في القرآن بأن هذه التوراة قد تعرضت للتحريف، ولذلك أرسل الله نبيه عيسى عليه السلام لهداية اليهود إلى الحق من جديد. هذه باختصار هي حقيقة التوراة التي أنزلت على موسى.
أما التوراة الموجودة اليوم فهي ما يطلق عليه الشريعة المكتوبة، كما يطلق لفظ (التلمود) على الشريعة الشفهية. والتوراة الموجودة اليوم تشتمل على خمسة أسفار وهي:
- 1 - سفر التكوين: ويتحدث هذا السفر عن خلق العالم، وظهور الإنسان، وطوفان نوح، وولادة إبراهيم إلى موت يوسف.
- 2 - سفر الخروج: ويتحدث عن حياة بني إسرائيل في مصر، منذ أيام يعقوب إلى خروجهم إلى أرض كنعان مع موسى ويوشع بن نون.
- 3 - سفر اللاويين: نسبة إلى لاوي بن يعقوب، وفي هذا السفر حديث عن الطهارة، والنجاسة، وتقديم الذبائح، والنذر، وتعظيم هارون وبنيه.
- 4 - سفر العدد: يحصي قبائل بني إسرائيل منذ يعقوب، وأفرادَهم ومواشيهم.
- 5 - سفر التثنية: وفيه أحكام، وعبادات، وسياسة، واجتماع، واقتصاد، وثلاثة خطابات لموسى.
رابعاً: الإنجيل
وهو(حسب الاعتقاد الإسلامي): الكتاب الذي أنزله الله على المسيح متممًا للتوراة، ومؤيدًا لها، وموافقًا لها في أكثر الأمور الشرعية، يهدي إلى الصراط المستقيم، ويبين الحق من الباطل، ويدعو إلى عبادة الله وحده دون من سواه، وهو الإنجيل الذي أنزل على المسيح.
وأماالإنجيل (حسب الاعتقاد المسيحي): فهو الكتاب المقدس لدى المسيحيين يشمل التوراة والأناجيل، ورسائل الرسل. وتسمى التوراة العهد القديم، بينما تسمى الأناجيل، ورسائل الرسل العهد الجديد. والأناجيل أربعة وهي:
- 1- إنجيل يوحنَّا.
- 2- إنجيل مرقُس.
- 3- إنجيل مَتَّى.
- 4- إنجيل لُوقا.
ولقد أخبر الله (حسب الاعتقاد الإسلامي) في القرآن بأن هذه الأناجيل قد تعرضت للتحريف، ولذلك أرسل الله نبيه محمد عليه السلام لهداية البشر إلى الحق من جديد.
خامساً : القرآن الكريم
القرآن كلام الله، منه بدأ وإليه يَعود، تكلّم به الله على الحقيقة وأنزله على النبي محمد، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله.
وقد سَمّى الله القرآن (كلام الله) فقال: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ (التوبة : 6).
كما وأخبر أنه أنزل القرآن، وأنه نزّله تنْزِيلا، حيث قال: ﴿وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ (الإسراء : 106).
والقرآن هو (حسب الاعتقاد الإسلامي)آخر الكتب السماوية وهو خاتمها، وهو أطولها، وأشملها، وهو الحاكم عليها حيث جاء في القرآن:
- ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ (المائدة: 48).
- ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (يونس: 37).
- ﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (يوسف: 111)، وقال أهل التفسير في القول ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾: مهيمنًا وشاهدًا على ما قبله من الكتب، ومصدقًا لها؛ يعني يصدق ما فيها من الصحيح، وينفي ما وقع فيها من تحريف، وتبديل، وتغيير، ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير كما قال الشيخ ابن سعدي في قوله: ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾: أي مشتملًا على ما اشتملت عليه الكتب السابقة وزيادة في المطالب الإلهية، والأخلاق النفسية؛ فهو الكتاب الذي يتبع كل حق جاءت به الكتب، فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه، وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما شهد له بالرد فهو مردود قد دخله التحريف والتبديل، وإلا لو كان من عند الله لم يخالفه.
ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه وذلك كما جاء في القرآن: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ﴾ (القصص:52، 53).
فالقرآن هو رسالة الله لجميع الخلق، وقد تكفل الله بحفظه كما جاء في القرآن: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9). ولا يقبل الله من أحد دينًا إلا ما جاء في هذا القرآن (حسب الاعتقاد الإسلامي).
ويطلق القرآن على هذه الكتب لفظ الزبور وذلك كما ورد في القرآن في سورة الأنبياء آية رقم 105: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ ويسمى أحدها زبور ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ النساء163