الحج
محتويات
[أخف] اضغط غلى العنوان يأتيك الموضوع
- 1 التاريخ
- 2 فضل الحج
- 3 أنواع الحج
- 4 المناسك
- 5 إحصائيات وأرقام
- 6 أحداث وحوادث
- 7 انظر أيضاً
- 8 مصادر
- 9 وصلات خارجية نشكركم على زيارتكم
. الحج: وهو الحج إلى الكعبة بيت الله الحرام في مدينة مكة في شهر ذي الحجة. وهي واجبة على كل مسلم قادر على آداء مناسك الحج على الأقل مرة واحدة في حياته. يجب على المسلم ألا يرتدي ملابس مخيطة أثناء آداء الحج، ويستثنى من ذلك النساء. ثم يقوم الحاج بالإحرام، وهو إعلان نيته عن آداء مناسك الحج، ثم يقوم بالطواف حول الكعبة سبعة مرات، ويقوم بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم الوقوف بعرفة ويعد هذا أهم شروط الحج التي تميز شعائر الحج عن مناسك العمرة.[66][69]
الحج هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة وأداء فريضة الحج. فرض الله هذا الفرض على كل مسلم بالغ، قادر على تحمّل تكاليف الحج. في القرآن: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}[3] وقد فرضه الله الحج لتزكية النفوس، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، فضلاً على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، فقد جاء في الحديث : "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه " (رواه البخاري ومسلم)
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام،[1] لقول النبي محمد : "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"،[2] والحج فرض عين على كل مسلم قادر لما ذكر في القرآن: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾،[3] والحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة فقط،[4] تبدأ مناسك الحج في شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام[5] من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة لعمل طواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم التروية ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات في جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة لعمل طواف الإفاضة، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق،[6] ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة لعمل طواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.
الحج طقس ديني موجود من قبل الإسلام،[7] إذ يعتقد المسلمون أنه شعيرة فرضها الله على أمم سابقة مثل الحنيفية أتباع ملة النبي إبراهيم، ذُكر في القرآن: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾،[8] فكان الناس يؤدونها أيام النبي إبراهيم ومن بعده، لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها،[7] وذلك حين ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام في الجزيرة العربية على يد عمرو بن لحي.[9] وقد قام النبي بالحج مرة واحدة فقط هي حجة الوداع في عام 10هـ،[10] وفيها قام النبي بعمل مناسك الحج الصحيحة، وقال: "خذوا عني مناسككم"،[11] كما ألقى النبي خطبته الشهيرة التي أتم فيها قواعد وأساسات الدين الإسلامي.
فرِض الحج في السنة التاسعة للهجرة،[12][13] ويجب على المسلم أن يحجَّ مرة واحدة في عمره،[14] فإذا حج المسلم بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تَطوعاً منه، فقد روى أبو هريرة أن النبي محمد قال: يا أيها الناس، قد فُرض عليكم الحج فحُجُّوا". فقال رجل من الصحابة: أيجب الحج علينا كل عام مرة يا رسول الله؟ فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي: لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم"، ثم قال: ذروني ما تركتكم.[15] شروط الحج خمسة؛ الشرط الأول الإسلام بمعنى أنه لا يجوز لغير المسلمين أداء مناسك الحج.[16] الشرط الثاني العقل فلا حج على مجنون حتى يشفى من مرضه.[16] الشرط الثالث البلوغ فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم.[17] الشرط الرابع الحرية فلا يجب الحج على المملوك حتى يعتق.[17] أما الشرط الخامس الاستطاعة بمعنى ان الحج يجب على كل شخص مسلم قادر ومستطيع.[18]
يؤمن المسلمون أن للحج منافع روحيّة كثيرة وفضل كبير، والطوائف الإسلامية المختلفة، من سنّة وشيعة، تؤدي مناسك الحج بنفس الطريقة، ولكن يختلف الشيعة عن أهل السنّة من ناحية استحباب زيارة قبور الأئمة المعصومين وفق المعتقد الشيعي، وأضرحة وقبور أهل البيت المعروفة، وبعض الصحابة الذين يجلّونهم.
فضل الحج
وردت عن النبي محمد العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك الحج وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا الركن من أركان الإسلام،[19][20] ومن أبرز هذه الأحاديث: ما ورد في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أن رسول الله قال: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة[21] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: "أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد قي سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور".[22] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: "من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".[23] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".[24] وما ورد في سنن النسائي عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة".[25] وما ورد في صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت: قلت لرسول الله "يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور".[26] وما ورد في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت: أن رسول الله قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة".[27]
أنواع الحج
ينقسم الحج من حيث طبيعة المناسك إلى ثلاثة أنواع هي:
- حجُ التَّمَتُّع: ويعني أن الحاج ينوي أولاً أداء العمرة وذلك في الأيام العشرة الأوائل من شهر ذو الحجة، ثم يحرم بها من الميقات، ويقول: "لبيك بعُمرة"، ويتوجه الحاج بعد ذلك إلى مكة، وبحسب الفقه الجعفري يجب عدم التظليل عبر الجلوس تحت مايحجب السماء مثل سقف مبنى أو سقف وسائل النقل من سيارة وغيرها أثناء الانتقال إلى مكة بالنسبة للرجال ومن يفعل ذلك من غير بأس فعليه كفارة بالنسبة للرجال، وبعد الوصول لمكة يتم المحرم مناسك العمرة من الطواف والسعي، ثم يتحلل من الإِحرام بالتقصير،[28] ويحل له كل شيء حتى النساء، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ويؤدِّي مناسكه من الوقوف بعرفة وطواف الإِفاضة، والسعي وسِواه،[28] فيكون قد أدى مناسك العمرة كاملة ثم أتبعها بمناسك الحج كاملة أيضاً. ويعد حج التمتع أفضل أنواع الحج عند الحنابلة والشيعة، ويشترط لصحة التمتع أن يجمع بين العمرة والحج في سفر واحد، وفي أشهر الحج، وفي عام واحد.[28]
- حجُ القِران: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج والعمرة معاً فيقول: (لبيك بحج وعمرة)،[29] ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القدوم، ويبقى محرمًا إلى أن يحين موعد مناسك الحج، فيؤديها كاملة من الوقوف بعرفة، ورَمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[29] وليس على الحاج أن يطوف ويَسعى مرة أخرى للعمرة بل يكفيه طواف الحج وسعيه، وذلك لما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله قال لعائشة: "طوافك بالبَيْت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعُمرتك".[30] ويعد حج القِران أفضل أنواع الحج عند الأحناف.[29]
- حجُ الإفراد: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج فقط ويقول: "لبيكَ بحجٍ" ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القُدوم، ويبقى محرمًا إلى وقت الحج، فيؤدي مناسكه من الوقوف بعرفة والمبيتِ بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[31] حتى إذا أنهى المناسك بالتحلل الثاني خرج من مكة وأحرم مرة أخرى بنيَّةِ العمرة - إن شاء - وأدَّى مناسكها. والإِفراد أفضل أنواع النسك عند الشافعية والمالكية؛ لأن حجة الرسول كانت عندهم بالإِفراد.
المناسك
المواقيت
تنقسم مواقيت الحج إلى مواقيت زمانية ومواقيت مكانية،[32] المواقيت الزمانية هي الشهور المحددة لتكون زمناً للحج،[33] وهذه الشهور هي شوال، ذو القعدة وذو الحجة، وتحديداً من أول شهر شوال إلى يوم العاشر من ذي الحجة. أما المواقيت المكانية فهي الأماكن التي حددها النبي محمد لمن أراد أن يحرم لأداء مناسك الحج والعمرة،[34] وهي كالتالي:
- ذا الحليفة: تسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة[35] وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عنها حوالي 18كم.
- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وكل دول المغرب العربي ومن كان وراء ذلك،[35] وقد اندثرت هذه القرية حالياً، ولما كانت محاذية لمدينة رابغ وقريبة منها حلت مدينة رابغ محلها فأصبحت هي الميقات البديل.
- قرن المنازل: يسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهو الميقات المخصص لأهل نجد، ودول الخليج العربي وما ورائهم،[35] ويبعد عن مكة حوالي 74كم تقريباً.
- ذات عرق: هو ميقات أهل العراق وما ورائها،[36] وهذا الميقات لم يذكر في حديث النبي محمد عن المواقيت، ولكن تم تحديده من خلال الخليفة عمر بن الخطاب.[36]
- ميقات أهل مكة أهل مكة يحرمون من بيوتهم أو المسجد الحرام إن شاءوا،[37] فإن عليهم أن يخرجوا إلى حدود الحرم للإحرام إما من التنعيم أو عرفة.[38]
الإحرام هو الركن الأول من أركان الحج، وهو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية،[39] وهو واجب من واجبات الإحرام بمعنى أن على من تركه فدية، إما أن يذبح شاة،[40] أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين.[39] إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد أن يحرم فيستحب له أن يقص أظفاره ويزيل شعر العانة، وأن يغتسل ويتوضأ.[41] ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، أما المرأة فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد،[42] لكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين.[42] بعد ذلك يصلى الحاج ركعتي الإحرام،[43] ثم ينوي بعد ذلك الحج بقلبه أو بلسانه، فأما الحاج المتمتع فيقول: "لبيك بعُمرة" لإنه سيقوم بأداء مناسك العمرة أولا قبل الحج، أما الحاج المقرن فيقول: "لبيك بحج وعمرة"، أما الحاج المفرد فيقول: "لبيك بحج".
محظورات الإحرام يقصد بها الأمور التي يمنع المحرم من فعلها بسبب إحرامه،[44] وتنقسم المحظورات إلى محظورات مشتركة بين الرجال والنساء، ومحظورات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، أما المحظورات المشتركة فهي إزالة الشعر، تقليم الأظافر،[44] الجماع أو مباشرة النساء لشهوة، التطيب أي وضع العطر في البدن أو في ثياب الإحرام، قتل الصيد البري كالأرانب والغزلان وخلافه، وعقد الزواج.[44] أما المحظورات الخاصة بالرجال فهي لبس الملابس المخيطة،[45] وهو أن يلبس الثياب ونحوها مما هو مفصل على هيئة البدن كالقميص أو البنطال،[45] كما يحرم عليه إنزال المني باستنماء أو جماع،[45] وتغطية الرأس بملاصق، كالطاقية وما شابهها. أما المحظورات الخاصة بالنساء فهي لبس القفازين أو النقاب.[46] فإن فعل المحرم المحظور جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية،[47] وإن فعل المحرم المحظور لحاجة إليه فلا إثم عليه ولكن عليه فدية.[48]
إذا انتهى الحاج من إحرامه خرج من الميقات، فإذا وصل مكة فدخلها يستحب له أن يقول: "اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وأمنى من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب العالمين"،[49] وعندما يدخل المسجد الحرام يقول: "لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا، وزد من زاره شرفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا"،[49] بالنسبة للحاج المتمتع فيقوم بأداء مناسك العمرة أولاً من طواف وسعي ثم يتحلل من إحرامه، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ثم يتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية. أما الحاج المقرن والمفرد فيطوف طواف القدوم ويبقى محرماً إلى يوم الثامن فيتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية.
يوم التروية
يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، حيث كان معدوماً في ذلك الايام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج،[50][51] بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج،[52] والمستحب أن يحرم به صباحًا قبل الزوال، يتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها، والمبيت في منى سنة وليس واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه،[53] ومنى منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة،[54] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى،[55] كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصراً دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة،[55] ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجهاً إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.
يوم عرفة
يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أهمُّ أركان الحج، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن سب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقا مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة[56] في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة،[57][58] والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.[59][60] تقع عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها والطائف بنحو 22 كم، تبلغ مساحتها حوالي 10,4 كم²، تبعد عن منى حوالي 10 كم، وعن مزدلفة حوالي 6 كم. وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عُرَنَة.[61] يحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق جبل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عُرَنَة والطريق الرابط بين مكة والطائف.
مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها،[62] والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم ففد بطل حجه،[63][64] يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".[65] وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً"،[66] وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".[67]
وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى[68] ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين،[69] ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،[70][71] يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها،[72] ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء،[73] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى وعددها 70 حصاة[74] (فوق حجم الحمص وأقل من البندق)[74] وذلك لرمي الجمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى.
عيد الأضحى
اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم عيد الأضحى، بعد صلاة الفجر يخرج الحاج من مزدلفة متوجهاً إلى مشعر منى وذلك لرمي جمرة العقبة الكبرى، وقت الرمي المحدد هو من