<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الوسائل التعليمية في التربية الإسلامية
مُساهمة من طرف نجلاء السويكت
إن العلم له فضل وغاية ، ففضله بأن علمآدم وفضَّله على كثير من الخلق بهذا العلم ، وغايته ما كان يتقرب به إلى الله عزوجل
فالله أمر الإنسان بالتعلم . والعلم وسيلة لمعرفة الله سبحانه وتعالى ، والعقل البشري فيكثير من المواقف التعليمية يصعب عليه الفهم والإدراك عند عملية التعليم ، ولذلكنرى أن الله عز وجل يضرب لنا كثير من الأمثلة التي هي بمثابة الوسيلة التعليميةلفهم كثير من الحقائق ، ولاكتساب الخبرات التعليمية المراد معرفتها في موقف تعليمي ما ففي القرآن الكريم أمثلة تبين وتؤكد توجيه القرآن لاستخدام الوسائل التعليمية و منها:
1-استخدام الحواس :
أولى الإسلام الحواس الإنسانية رعاية كبيرة وذلك باعتبارها الطريقة الأولى في اكتساب الخبرات والتجارب والمعارف فالحواس الإنسانية من سمع وبصر وأفئدة تعتبر وسيلة للتعليم فالإنسان عندما يولد فإنه لايعلم شيئاً ولكنه باستخدام هذه الحواس التي أودعها الله فيه فإنه يتعلم ويكتسبمعارف وخبرات جيدة ، يقول الله تعالى : {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون} (سورة النحل : 78) وحيث إن حواس الإنسان هي مفاتيح التعلم أمر الله تعالى بالاستفادة من هذه الحواس وأن يستفيد الإنسان من كل خبر أو حادثة أو ظاهرة قبل الحكم عليها يقول الله تعالى {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}(الإسراء : 36)
2-المقارنة :
إن القرآن الكريم استخدم أسلوب المقارنة في مثل قوله سبحانه وتعالى : { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات
كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} (ص : 28) .
3-الأمثال:
استخدم القرآن الكريم ضرب الأمثال ليسهل على العقل الإنساني فهمهاوإدراكها ، ومن ذلك قوله الله تعالى : { أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرقيجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين} (البقرة :19)
4-القصة :
استخدم القرآن أسلوب القصة كوسيلة تهدفإلى الإنذار والعظة والعبرة والتذكير وبيان قدرته عز وجل قال تعالى : { ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا} (الأنعام:130)، وقال تعالى
{ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} (يوسف : 111) .
5-القدوة الحسنة :
التربية الإسلامية معلومات ومعارف يتعلمها التلميذ لذاتها وهي وسيلة لتحقيق أهداف وغايات تتمثل في تعديل السلوك الإنساني بجعله فطرياً إلى التقليد والمحاكاة للآخرين وتقديم النماذج الحية والماثلة التي تثير تلك الميول الفطرية فالإنسان بطبيعته حين يرى أو يسمع أمراً يعجب به فإنه يجد نفسه مندفعاً لمحاكاة ذلك الأمر وقد أخبر عز وجل في كتابه الكريم بأن لنا في رسول الله أسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر " يقول الله تعالى
: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} (الأحزاب : 21) .
6-التطبيق العملي والتجريب :
لقد ورد استخدام التطبيق العملي والتجريب في القرآن الكريم ومنه قوله تعالى {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي . قال فخذ أربعة من الطير فصرهنإليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيزحكيم} (البقرة : 260) .
ومما سبق يمكن القول أن القرآن الكريم استخدم عدداً من الأساليب التي تعتبر وسائل تسهل عملية الفهم والوصول إلى الأهداف المرجوة. وعلى معلم مواد التربية الإسلامية الحرص على استخدام الوسائل التعليمية عند تعليم التلاميذ .
الوسائل التعليمية في الهدي النبوي
إن الباحث في سنة المصطفى r ليجد أنها تحفل بالمبادئ التربوية العظيمة التي تتناول جوانب العملية التربوية
التعليمية المختلفة بشكل يثير الدهشة ويبعث على الإعجاب . ومن تلك المبادئ استخدامه r لكل وسيلة بصرية أو سمعية ممكنة ، من شأنها أن تساعد على زيادة الفهم ، أو تأكيد المعنى وتجسيد المفهومات المجردة ، وتحقيق الهدف المتوخى من الموقف التعليمي .ومن خلال سنته r نذكر بعضاً من الوسائل المستخدمة في تعليم الصحابة :
1-الإشارة بالأصبع :
قال رسول الله r :" والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه (وأشار يحيى بالسبابة) في اليم فينظر بم ترجع" . ويحيى أحد الرواة ، و(اليم) هو البحر. ( صحيح مسلم 4/2193 ).
ففي هذا الحديث نجد أن الرسول r يستخدم وسيلة الإشارة الحسية التي يرتبط فيها المفهوم المجرد بشيء ملموس وهو هنا إصبع. ولاشك أن ذلك أشد وقعاً في نفوس الحاضرين من مجرد القول: إن الدنيا لا تساوي شيئاً
بالنسبة للآخرة
2-التشبيك بين الأصابع :
عن أبي موسى t عن النبي r قال : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، وشبك بين أصابعه" ( صحيح البخاري ، 2/863 ).
3-الإشارة بالأصابع :
(أ ) مثل القبة :
عن جبير بن مطعم t قال : أتى رسول الله أعرابي فقال : يا رسول الله ، جهدت الأنفس ، وضاعت العيال ، وهلكت الأموال ، وهلكت الأنعام ، فاستسق الله لنا ، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك .. قال رسول الله r : ويحك أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله r ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجه أصحابه . ثم قال : ويحك ، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ، ويحك ، أتدري ما الله ؟ إن عرشه على سمواته لهكذا (وقال بأصابعه مثل القبة عليه) وأنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب" ( سنن أبي داود ، 4/243 (
( ب ) على شكل حلقة :
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن رسول الله r دخل عليها يوماً فزعاً يقول : " لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها) .. قالت زينب بنت جحش : فقلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث"(صحيح البخاري ، /1221 )
4-الإشارة إلى الصدر :
عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلىصوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ، (وأشار بأصابعه إلى صدره) "(صحيح مسلم4/1987. )
5-الإشارة باليد :
عنأبي هريرة t ، عن النبي r أنه قال: "يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن، ويكثر الهرج ، قيل : يا رسول الله وما الهرج ؟ فقال : هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل "(صحيح البخاري ، 1/44. ) ونجد في هذا الحديث الشريف كيف أن الرسول r ،لم يقدم للسائل عن معنى الهرج إجابة شفوية ، بل اكتفى بحركة من يده الشريفة بما
يعني القتل ، وفيها ما يغني ويفيد
6-الإشارة باليدين
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r ذكر رمضان فضرب بيديه فقال : الشهر هكذا وهكذا
وهكذا (ثم عقد إبهامه في الثالثة) ، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين "(صحيح مسلم ، 2/759 )
7-الرسم على الأرض :
عن ابن مسعود t قال : " خط النبي r خطاً مربعاً وخط في الوسط خارجاً منه ، وخط خططاً – وفي رواية في فتح الباري خطوطاً – صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا "(صحيح البخاري 5/2359 )،وقد أورد الحافظ بن حجر عدداً من
الرسوم لهذا الحديث .. فبعد أن شرح ابن حجر ألفاظ الحديث ، قال :قيلهذه صفة الخط : وقيل هذه صفته :
8-العروض أو التوضيحات العملية :
هناك بعض الأعمال والمهارات الحركية التي تحتاج إلى تدريب عملي عليها لإتقانها على
الوجه المطلوب ، ولا يكفي فيها الشرح النظري ، وهو ما أعنيه بالعروض أو التوضيحات
العملية .
( أ ) صورة من صور التدريب المهني :
أخرج ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري t أن رسول الله r مر بغلام يسلخ شاة ، فقال له رسول الله r : " تنح حتى أريك ، (فأدخل رسول الله r يديه بين الجلد واللحم ، فدحس بها حتى توارت إلى الإبط ) ، وقال : يا غلام هكذا فاسلخ ، ثم مضى وصلى بالناس ولم يتوضأ "(سنن
ابن ماجه ، 2/214 ،و سنن أبي داود (1/81) )
( ب ) التوضيح العملي لأوقات الصلاة :
عن عطاء بن يسار t أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله r ، فسأله عن وقت صلاة الصبح قال : فسكت عنه رسول الله r ، حتى إذا كان من الغد صلى الصبح حين طلع الفجر ، ثم صلى الصبح من الغد بعد أن أسفر، ثم قال : " أين السائل عن وقت الصلاة ؟ قال : هأنذا يا رسول الله ، فقال : ما بين هذين وقت " . (أسفر) انكشف وأضاء. (الموطأ 1/4.)
( ج ) التوضيح العملي لكيفية الوضوء :
لما كان الوضوء من المهارات الحركية التي لا يكفي فيها الشرح النظري ، بل يحتاج إتقانها إلى توضيح عملي ، فقد حرص الرسول المعلم r على أن يبين للصحابة الكرام رضوان الله عليهم كيفيته الكاملة بياناً عملياً ، ونقله عنه هنا عثمان بن عفان t بالطريقة نفسها ، كما يتضح من الحديث الآتي :
روىمسلم أن عثمان بن عفان t ، دعا بوضوء فتوضأ ، فغسل كفيه ثلاث مرات ، ثم مضمض واستنثر ، ثم غسل وجه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ،
ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ، ثم مسح رأسه ، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال : رأيت رسول الله r توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم قال رسول الله :" من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم قام فركع ركعتين ، لا يحدث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه". (مسلم 1/204)
قال ابن شهاب : وكان علماؤنا يقولون : هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة .(استنثر) الاستنثار هو إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق .
9-استخدام الأشياء الحقيقة :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال :خرج إلينا رسول الله r ، وفي إحدى يديه ثوب من حرير ، وفي الأخرى ذهب ، فقال : " إن هذين محرم على ذكور أمتي حل لإناثهم"(سنن ابن ماجه2/298 ولا شك أن رفع الرسول r للحرير والذهب في يديه الشريفتين ، أقوى بياناً ، وأعمق أثراً من القول : إن الذهبوالحرير محرمان.
ساحة النقاش