الخديوي إسماعيل (1245 هـ / 31 ديسمبر 1830 - 1312 هـ / 2 مارس 1895)، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وذلك من 18 يناير 1863 إلى أن خلعته إنجلترا عن العرش في 26 يونيو1879. خلال حكمه أعطى مصر دفعة قوية للمعاصرة.
المولد وقبل العرش
هو إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. ولد في قصر المسافر خانه، وكان الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا. بعد حصوله على التعليم في باريس عاد إلى مصر وأصبح وريثًا شرعيًا للعرش بعد وفاة أخيه الأكبر. قام سعيد باشا بإبعاده عن مصر ضمانًا لسلامته الشخصية وذلك بإيفاده في مهمات عديدة أبرزها إلى البابا وإلى الإمبراطور نابليون الثالث وسلطان تركيا، ثم أرسله في جيش تعداده 14000 إلى السودان وعاد بعد أن نجح في تهدئة الأوضاع هناك.
توليه الحكم
بعد وفاة محمد سعيد باشا في 18 يناير 1863 حصل على السلطة دون معارضة. وفي 1866 أو 1867 حصل علي لقب خديوي من السلطان العثماني بموجب فرمان مقابل زيادة في الجزية، وتم بموجب هذا الفرمان أيضًا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثه لأكبر أبناء الخديوي سنًا، كما حصل عام 1873 على فرمان آخر يتيح له استقلال أكثر عن الدولة العثمانية وعرف بالفرمان الشامل، وكان منحه حق التصرف بحرية تامة في شئون الدولة ما عدا عقد المعاهدات السياسة وعدم حق التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية مع الالتزام بدفع الجزية السنوية.
الحكم المصري في الصومال
إمتد نفوذ الإدارة المصرية في عهده على طول ساحل البحر الأحمر الغربي وبعض أجزاء من بلاد الصومال، حيث في سنة1865 حصلت مصر من الدولة العثمانية على حق إدارة ولايتي مصوع وسواكن. وفي عام 1870 أنشأت مصر محافظة سواحل البحر الأحمر والتي تمتد من السويس شمالًا إلى رأس غردافوي جنوبًا. وفي عام 1875 تنازل الباب العالي لمصر عن ميناء زيلعمقابل جزية سنوية مقدارها 15000 جنيه تركي، وفي السنة نفسها جاءت حملة مصرية إلى ساحل الصومال الجنوبي في عهدبرغش بن سعيد بهدف فتح طريق للمواصلات بين خليج ممباسا أو مصب نهر جوبا وبين المديرية الاستوائية في جنوبي السودان. ولكن الحملة فشلت بسبب معارضة بريطانيا لها وذلك حرصًا على مصالحها الاستعمارية في شرق أفريقيا، كما أن الشاطئ الجنوبي ظل تابعًا لمصر حتى عام 1884 حين أرغمت الثورة المهدية مصر على إخلاء السودان وجميع الموانئ المطلة علىالبحر الأحمر فيما عدا سواكن وذلك بعد عامين من خضوع مصر للاحتلال البريطاني[1].
الإصلاح النيابي
- تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه. وافتتحت أولى جلساته في 25 نوفمبر1866.
الإصلاح الإداري
- تحويل الدواوين إلى نظارات.
- وضع تنظيم إداري للبلاد، وإنشاء مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة.
الإصلاح القضائي
- أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوي الجنائية والمدنية.
- انحصار اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية.
- إلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بالمحاكم المختلطة.
الإصلاح العمراني
- الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالاتها.
- إنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين وقصر رأس التين وقصر القبة.
- إنشاء دار الأوبرا الخديوية.
- إنشاء كوبري قصر النيل.
- استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية.
- إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياة.
في المجال الاقتصادي
- زيادة مساحة الأراضي الزراعية.
- حفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر، وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا.
- زيادة مساحة الأراضي المنزرعة قطنًا.
- إنشاء مصانع، ومن بينها 19 مصنعًا للسكر.
- إصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية.
- بناء 15 منارة في البحرين الأحمر والمتوسط لإنعاش التجارة.
المجال التعليمي والثقافي
- زيادة ميزانية نظارة المعارف.
- وقف الأراضي على التعليم.
- تكليف علي مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم.
- تكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ.
- إنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهي مدرسة السنية.
- إنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين.
- إنشاء دار الكتب.
- إنشاء الجمعية الجغرافية ودار الآثار.
- ظهور الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة.
عزله عن الحكم
لدى عزله سافر على الفور إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة.
الوفاة
توفي في 2 مارس 1895 في قصر إميرجان في إسطنبول الذي كان منفاه أو محبسه بعد إقالته.
نحت له تمثال من صنع المثال الإيطالي بييترو كانونيكو، وأزاح الستار عنه الملك فاروق في 4 ديسمبر 1938 في مكانه الأصلي بميدان المنشية أمام الموقع الأول لقبر الجندي المجهول بالإسكندرية إلى أن نقل بعد ذلك، وهو مقام حاليًا في ميدان الخديوي إسماعيل بكوم الدكة بالإسكندرية، وكان التمثال هدية من الجالية الإيطاليةبالإسكندرية تقديرًا لاستضافة مصر للملك فيكتور عمانويل الثالث آخر ملوك إيطاليا بعد الاطاحة به عن عرشه.