نريد من الأخوة أهل الفلك أن يتحفونا بالأدلة الحسية على دوران الأرض، خصوصًا إني اعتبر أن هذا الدوران ما هو إلا محض خرافة كوبرنيكوسية نابعة عن تعظيم وعبادة للشمس

- تراجع الكواكب في حركتها الظاهرية وأكبر مثال على ذلك تراجع كوكب المريخ

2- اختلاف منظر النجوم القريبة منا في موقعها مقارنة بموقعها قبل ستة أشهر

3 – بلوغ وجه كوكبي عطارد والزهرة درجة التحدب

4 – تطابق القوانين الفيزيائية الطبيعية مع نظام مركزية الشمس

5 – عدم تطابق القوانين الفيزيائية الطبيعية مع نظام مركزية الأرض

هذه أهم الأدلة في ذلك ويندرج بداخل كل واحد منها تفاصيل طويلة

والآن أنت مطلوب منك أن تتحفنا بالأدلة الحسية التي معك على ثبات الأرض وأن الشمس هي التي تدور حول الأرض
<!--IBF.ATTACHMENT_4985-->

دوران الأرض خرافة نابعة عن تعظيم و عبادة الشمس <!--emo&:o--><!--endemo--> . أول شيء شو علاقة دوران الأرض بعبادة الشمس !!
لازم أقول أن أهم الأدلة على دوران الأرض حول الشمس هي الفصول الأربعة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولولا حركة الأرض حول الشمس لما حدثت هذه الفصول أو عطينا تفسيرك لظاهرة الفصول الأربعة .
و قد أعطنا الأستاذ سالم الجعيدي البراهين الكافيو ولا يوجد حاجة لتكرارها .
و هنا تفصيل لحركة الأرض :
1 حركة دورانية حول نفسها تقوم بها خلال اليوم (23 ساعة و 56 دقيقة و 4 ثوان) و ينجم عنها الليل و النهار .
2 حركة دورانية حول الشمس تقطعها الأرض 365 يوم و 6 ساعات 9 دقائق 9.45 ثانية و تنجم عنها الفصول الأربعة
3 حركة دورانية للقطبين تتم الدورة خلال 25800 سنة و ينجم عنها مباكرة الاعتدالين
4 حركة اهتزازية تحدث مرافقة للحركة الدورانية للقطبين وتتم خلال 18 سنة و 6 أشهر .
5 حركة لولبية تتحرك فيها المجموعة الشمسية بكاملها نحو نجم الجاثي بسرعة 20كم ثا
6 حركة دورانية حول مركز المجرة تقوم بها المجموعة بكاملها وتتم خلال 250 مليون سنة بسرعة 105كم ثا
قبل الخوض في نقاش حول مسألة دوران الأرض يجب علينا ان نفصل بين مسألتين:
1- مسألة هل الأرض تدور، وهل هي مركز الكون.
2- التصور والتوزيع للكواكب والنيرين والأرض.

فمع ما بين هاتين المسألتين من ترابط إلا يجب الفصل بينهما حتى يتم التوصل إلى نتيجة.

فكلام الأخ الفاضل الجعيدي يدور حول المسألة الثانية وأنا كلامي على المسألة الأولى - ولا أنفي أن بينهم ترابط- لكن أقول إن كان النظام البطليموسي فشل أمام ظواهر كليبر فهناك أنظمة أخرى استطاعت أن تصمد أمام ظواهر كليبر وهي تعتمد مركزية الأرض. واقول كما أن المسقط الكوبرنيكوسي وصلته تعديلات عدة منذ أن وضعه عابد الشمس وبرنيكوس وقبله الفيلسوف فيثاغوث.
فإن هناك تعديلات على النظام البطليموسي سنتكلم عنها لاحقًا

وقبل الخوض في موضوع النظام الشمسي أو الأرض نضرب مثلًا للتضح الصورة: ليتصور رجل نفسه متعلاقًا بخشبة وهو عائم على سطح البحر ولا يرى شيئًا من اليابسة، ثم يرى بعض الأشياء تتحرك من حوله في ذلك المحيط وبعضها الآخر ثابت، فيمكن في مثل ذلك المحيط الذي لا يستطيع ان يجزم فيه بأن هناك شيء من حوله ثابت، يمكنه أن يعطي أكثر من تصور غير منخرم يفسر به حركته أو سكونه وحركة الأشياء من حوله أو سكونها. لعل الصورة مفهومة الآن!! باختصار إذا كنت ترى أمامك شيئًا سرعته الظاهرية لك تساوي 4 ففي تلك الحالة يمكن تفترض أنه يمشي بسرعة 4 وأنت سرعتك صفر أو أنه يمشي بسرعة 10 وأنت سرعتك 6، أظن أنه ستصل بك الافتراضات إلى ما لا نهاية.

لننتقل إلى موضوع النظام الشمسي أو الأرضي: في الفضاء حيث لا تستطيع أن تجزم بأن هناك شيئا ثابتا، فكما يمكن أن تتكلف القول بأن الأرض تدور حول نفسها وان ما حولها ثوابت أو تدور بسرعة معينة بمسارات معينة حتى تتوافق مع الحركة الظاهرية المرئية، يمكنني بسهولة ويسر أن أقول لك أن الأرض لا تدور وهي ثابته وكل ما تراه في السماء ثابت فهو ثابت وكل ما تراه متحركا فهو متحرك وأفلاك هذه المتحركات هي كما تراه أنت مع ما فيها من (تراجع) و(تحدب) و(
اختلاف مناظر) وما إلى ذلك. والله على كل شيء قدير

فعلى هذا فأدلة الأخ الجعيدي (1، 2، 3) مردود عليها.

بقي مسألة القوانين الفيزيائية المزعومة:

وفي الكلام عليها لا بد لنا من مقدمة تكشف حيقيقة النظرية العلمية:
وأقول هناك نظريات قوبلت على أنها حقائق عليمة لا تقبل الجدل(كحال هذه الخرافة التي نحن بصددها) وابتكرت من بعدها نظريات وأقوال أخرى تقوم على أساس تلك النظريات السابقة، ظل الأمر كذلك لفترة طويلة من الزمن ولم يجرؤ أحد على التعرض لها بالنقد حتى يسر الله بمن ينقدها وتصبح من بعد ذلك خرافات.

أمثل على ذلك بمثال واضح من علم الكيمياء:
تعلمون أن علم الكيمياء الحديث يقوم على أساس أن المواد إما عناصر وإما مراكبات من تلك العناصر، والعناصر مكونة من بروتونات ونيوتورونات وإلكترونات وأن عدد البروتونات في الذرة هو الذي يحدد نوع العنصر وخصائصه الفيزيائية، وأن الإلكترونات تحدد الحالة الأيونية للذرة، وأن اختلاف عدد النيوترونات يؤدي إلى تعدد النظائر.
ولكن قبل سنين كان الاعتقاد الذي لا يقبل الجدل عند الكيميائيين أن المواد مكونة من أربعة عناصر (الماء، والهواء، والتراب، والنار) وأن اختلاف المواد راجع إلى اختلاف نسبة هذه العناصر الرئيسية أو وجودها في مادة ما. وقد بنى علماء الكيمياء والطب والصيدلة كل علومهم على هذه النظرية على مدى قرون عديدة، فلذلك نرى في كتب الطب هذه العبارات (حار، رطب، يابس) وكذلك وضعوا أمزجة للأمراض فيصفون هذا المرض بأنه يابس وذلك بأنه بارد وهكذا وقد تطور الطب تطورًا عظميًا وهو يعتمد على هذه النظرية (التي تعتبر الآن خرافة)، ويفسر الدواء والعلاج على أساس هذه النظرية، مما جعل كثيرًا من أهل الاختصاص ومن غير أهل الختصاص يهابون التعرض لنقد هذه النظرية.
ومن ذلك ما حصل من مناقشة بين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم مع ابن سينا الطبيب المشهور في (مسألة هل يوجد جزء ناري في جسم الإنسان) وقد أثبت ابن سينا الجزء الناري وأنكره ابن القيم وابن تيمية وعللوا ذلك بتعليلات ولكنهم لم يستطيعوا التعرض لأصل هذه النظرية بالنقد بسبب هيمنتها على هذه العلوم وأثبتوا وجود الإجزاء الثلاثة الأخرى.

ونحن في هذا العصر نعيش في ظل نظرية أوكد لكم أنها ستكون خرافة فيما بعد عند أهل الاختصاص (مثلها مثل نظرية العناصر الأربعة)، وبعض الناس ربما يرد علينا بالتطور الفلكي الغير مسبوق القائم على أساس هذه النظرية، فنقول هذه كتلك.

ونعود إلى أدلة الأخ الجعيدي خاصة رقم 4، فنقول إن أكثر علماء الفيزياء المعاصرين من المناصرين لنظرية دوران الأرض ومنهم نيوتن وإنشتين وقد بنوا نظرياتهم على هذا الأساس ، ولما ألزمهم الخصوم بنظرية القوة الطاردة المركزية، اخترعوا نظرية الجاذبية، وهكذا ونحن نطالبهم بالدليل على المسألة الأساسية (دوران الأرض).

وهناك جمعيات فلكية في الغرب لاتزال على النظام القائل بمركزية الأرض وعدم دورانها وهو ما يسمى بـ Geocentricity وقد ردوا على أدلة القائلين بمركزية الشمس وهو النظام المسمى بـ Heliocentrism أو القائل بعدم وجود مركز للكون وهو المسمى بـcentrism ولكن للأسف أن هيمنة وكالة الناسا (الإستعمارية) على الفلك ونشرها للنظام الشمسي أثر على أكثر الناس وخاصة المسلمين الذين في العصر الحاضر. وهنك نظام (أو تصور) الفلكي Tycho القائم على مركزية الأرض هو صامد إلى اللحظة أمام ظواهر كلبير وغيرها من الظواهر ويختلف على نظام بطليموس

وهنا أعيد كلامي السابق إن أكثر علماء الفلك العصريين يعتمد في تفسيره للظواهر الكونية على أساس النظام الشمسي ومن ثم إذا جاءت هناك منغصات على هذا النظام عدل فيه بزيادة حركة أو تعديل مسار فلك وهكذا والله المستعان.

ذكرت مسألة عبادة الشمس لأن كوبرنيكوس كان يقول بربوبية الشمس وانها المتحكمة فيما حولها وهو (منجم أحكامي-أي يقول أن مواقع النجوم تؤثر على أحكام الكون من سعادة وتعس ورخاء وشدة وغيرها) شأنه شان أبو الريحان البيروني (المنجم) غير أن الأخير كان منتسبًا إلى الإسلام.


أما الفصول الأربعة فسببها ما نراه عيانًا من اختلاف مطالع الشمس ومنازلها فهي تتعامدة على خط الاستواء في أوقات من السنة وفي أوقات أرخى على مدار السرطان وأوقات أخرى على مدار الجدي

السلام عليكم
حقيقة قد يستغرب البعض ويتسائل هل يوجد شخص لا يؤمن بدوران الارض مع بقية الكواكب حول الشمس ؟؟
وقد يكون الوضع صعبا اذا كان هذا التفكير نابع من شخص في المرحلة الجامعة وفي قسم الفيزياء ؟؟
فقد سألني احد الزملاء وقال بان كل ما ذكر عن الكون والنجوم والمجرات ومكوناتها ونظريات تكونها من ابسط الامور وحتى اعقدها بانها خرافة .
ولن اقول بانني اول من طرح عليه هذا التساؤل ولكن ذكر ستيفن هوكنز في كتابة ( موجز في تاريخ الزمن ) ان احد علماء الفلك ( برتراند راسل ) كان يلقي محاضره عامة عن الفلك ووصف كيف تدور الارض والكواكب حول الشمس وكيف تدور المجموعة الشمسية بكاملها ايضا حول مركز المجرة وعندما انتهى من تلك المحاضره وقفت سيدة عجوز وقالت ( ان ما قلته لنا هراء فالعالم في الواقع على لوح مسطح على ظهر سلحفاة عملاقة ) فابتسم لها وقال وعلى ماذا تقف السلحفاة , فقالت ( انت ذكي جدا ايها الشاب ولكن السلاحف تقف فوق بعضها البعض الى مالانهاية ) .
ليس القصد مما ذكرت استهانة في الاخ ناصر ابدا , ولكنني اقول له وبللغة سهلة ( رغم ان الاخ سالم وفى وكفى ) ان ما قام به العلماء من دراسة نظرية وتقديم الادلة العلمية عليها منذ اكثر من 600عام حول هذا الموضوع لم يكن اعتباطا , ولم يكن مخالفا للدين , والآيات القرآنية تحض على التفكر والتأمل ومحاولة معرفة ما يحيط بالانسان من اسرار كي يعرف قدرة وعظمة خالقها ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدء الخلق ) .
والانسان لم يولد عالما , والعلم بكل انواعه يعتمد على ماقدمه العلماء على مر العصور وما يحدث من ابطال نظريات وظهور اخرى هو بسبب ما توصل له العلم من استكشافات تتغير بتغير التكنولوجيا المستخدمة فيها ولا يكمل الا وجهه سبحانه . والانسان ليس معصوما عن الخطأ .
ولا تسمى منغصات كما تقول على النظام الشمسي ولكن لم يتوصل الى تفسيرها استجابة لقوله تعالى ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) ولكل اجل كتاب
وبالنسبة لكوبرنيكوس فلم يؤمن بعبادة الشمس كما تقول وكيف يؤمن بها وهو من كان يدرس القانون الكنسي في الجامعة , اي انه مسيحي , قال تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون )
ولماذا تقول اخترعوا ولا تقول اكتشفوا او تمكنوا من معرفة الجاذبية والتي اصبحت من الثوابت الاساسية حتى عند الجهال .
اخيرا اذا كنت مؤمنا بمركزية الارض فما هو تفسيرك لكل من :
1- الحركة التراجعية الظاهرية للكواكب الخارجية ( المريخ والمشتري --- )
2- اختلاف المنظر لبعض النجوم كل ستة اشهر
3- لصحة قوانين كبلر ونيوتن المتعلقة بمدارات الكواكب البيضاوية حول الشمس
4- اعتماد العلماء على نظرية مركزية الشمس وارسال المركبات الفضائية لحدود كوكب زحل

وهنالك الكثير ولا اريد الاطالة , ارجو منك ان لا تتبع هواك وان تعود الى رشدك وان تمعن النظر في هذا الموضوع وتلم به ولو بشكل مبسط قبل ان تقوم بالغاء ومسح جهود العلماء واكتشافات الانسانية كيفما اتفق . <!--IBF.ATTACHMENT_5019-->

كلام الأخ ناصر ( زوبعة في فنجان قهوة ) ، ولو سرنا معه فسيقودنا إلى نظرية المؤامرة والأحقاد والدسائس
فهو لم يأت بشىء جديد ولن يأت بجديد سوى تكرار لكلام قديم قد أكل عليه الدهر وشرب
وتوضيح ذلك أنه قد يقع جدل شديد بين طرفين قد يستمر لعدة سنوات ثم في نهاية الأمر يظهر الحق لأحد الطرفين وتنتهي المسألة
ثم بعد أن ينسى الناس أمر هذا الجدل يأت أحد المتطفلين ويتعصب لرأي أحد المتجادلين ويكرر وينقل نفس الأدلة القديمة التي أنتهى أمرها دون أن يلتفت لحجة الطرف الآخر التي رد فيها على هذه المزاعم
وهذا اسلوب منافي للبحث العلمي الحديث
فمسألة مركزية الأرض أو الشمس هي من المسائل التي دامت عدة قرون منذ عهد كبلير وجاليليو ونيوتن ، بين رجال المنهج التجريبي ورجال الكنيسة
وكل طرف كتب مئات المجلدات في الرد على خصمه
وقد انتهى أمر هذه المناظرات والردود بتدعيم الكشوفات الفلكية والأبحاث الفيزيائية لقضية مركزية الشمس
وسيحاول الأخ ناصر هنا تكرار نفس أدلة رجال الكنيسة
والكلام الذي سود بها صفحة المنتدى ، هي نفس الأفكار و الكلام القديم منذ القرن السادس عشر
وكلامه ( عن الرجل المتعلق بخشبة عائمة على سطح البحر ولا يرى شيئاً من اليابسة )
هذه الفكرة هو نفس كلام جاليليو ضد رجال الكنيسة لأجل التشكيك في نظرية مركزية الأرض
الآن هو هنا يستخدمها ويكررها للتشكيك في مركزية الشمس
وهو يغفل أن هذا الكلام يمكن به التشكيك أيضاً في الدوران المحوري للأرض
فإذا كانت هذه اسلوبه هنا فالمناقشة معه عقيمة ولن تجدى نفعاً ، بل ولا يستحق الألتفات له
اللهم إلا إذا جاء بشىء جديد من أبحاث العصر الحديث يستحق النظر والبحث فيه فسنكون معه وسنرحب به

لكن أقول بداية أن الله عزوجل الذي خلق وأبدع هذا الكون قد أودع مع ذلك سننه الكونية في هذا العالم وربطها بقانون السبب والأسباب
وفضل الأنسان وميزه بالعقل والقدرة على الأدراك والمعرفة
فبفضل عقول المفكرين والعلماء والمبدعين والباحثين ، وعبر قرون وعقود من الزمن استطاع الأنسان أن يكتشف ولا يزال كل يوم يكتشف هذه القوانين والأسباب الكونية التي أودعها الله عزوجل في مخلوقاته ، ولا زال اللاحق يمحص أبحاث السابق
ومن ضمن هذه الأسباب المكتشفة قانون الجذب العام لنيوتن
نحن لا ننكر أن يكون بين نيوتن وبين بقية زملائه الباحثين نوع تنافس شأنهم في ذلك شأن كل العلماء والباحثين سواء علماء الفيزياء والرياضيات أو علماء الدين أو علماء اللغة
وهذا يحدث كثيراً في كل زمان وعصر
ولا يجوز علينا وفق المنهج العلمي أن نصطاد في الماء العكر ونلقف كلمة قالها نيوتن أو قالها خصمه في لحظة مجادلة، ونجعلها قاعدة للرد عليه ، وإنما نراجع أبحاثه من خلال النظر إلى سلسلة زمنية طويلة جاءت من بعده ، محص فيها اللاحقون أبحاثه
و الحقيقة هي التي تفرض نفسها في نهاية المطاف
فقانون الجذب العام لنيوتن والذي توالي على إثباته وتقريره عامة علماء الفيزياء ممن أتوا بعد نيوتن ، والذي ثبت صحته وتم حساب مقدار الثابت العام فيه في المعامل والمختبرات
فقد أجرى هنري كافيندش عام 1797 م باستخدام طريقة ميزان اللي إختباراً لفحص قانون الجذب العام وحساب مقدار الثابت العام له
وأجرى بويز نفس التجربة عام 1895 م مع إدخال تعديلات ميكانيكية بحيث أصبح جهاز الأختبار أكثر حساسية ودقة
أما بوينتينج فقد استعان بمعمل كبير لأجل دقة هذه القياسات
فكانت جميع هذه الأختبارات تؤكد صحة قانون الجذب
وكما ذكرت اللاحق يمحص أبحاث السابق
وبعض هذه الأجهزة موجودة في أغلب أقسام الفيزياء وبإستطاعة الطلبة التحقق منها
فالأمر أصبح محسوساً وقابل للتيقن لكل من يريد ، وليس الأمر مجرد تعصب لشخص نيوتن أو التقليد الأعمى له
ويدرس هذا القانون في المعاهد والجامعات
ويطبق قانونه ذلك في الحسابات والأزياج الفلكية
حتى أضحى الأمر من المسلمات الذي لا جدال فيه
فقانون الجذب العام ثابت لدى الجميع لأقتناع العلماء به وتطبيقهم له ، و ليس ( وكالة ناسا ) أو وكالة الشيطان هي التي تدفع الناس للأيمان به وتفرض تدريسه على الجامعات ( بالغصب ) (هذه نظرية المؤامرة )

فإذا قلنا بمركزية الأرض

فهل من المقبول والمعقول لكوكب صغير الحجم والكتلة مثل الأرض
أن تجذب إليها الشمس ( الأكبر حجماً وكتلة ) بمقدار يساوي مقدار القوة الطاردة بحيث تحافظ الشمس بسبب جاذبية الأرض لها على حركتها الدورانية في مدارها حول الأرض

حاولوا أن تحسبوا مقدار القوة الطاردة التي تحتاجها الشمس لتحافظ على دورانها حول الأرض
وستجدون الرقم الفلكي فوق طاقة الكرة الأرضية
فهل هذا معقول يا جماعة ؟؟؟

إذا كان القمر ( هذا الجسم الصغير ) تقوم الكرة الأرضية بجذبها نحوها
ورغم هذه القوة التي تبذلها الكرة الأرضية في ذلك
إلا أن الكرة الأرضية تخرج عن مسارها بمقدار 90 كيلومترتقريباً من محور دورانها إلى القمر وذلك من شدة الجذب بين الطرفين
بل إن بقية الكواكب الأخرى تزحزح الأرض بمقادير ضئيلة خاصة كوكب المشتري
وجميع هذه الأضطرابات في مسار الأرض محسوبة في أزياج الفلكيين تحت مصطلح ( القلاقل )

فما بالكم بالشمس ؟؟؟

لهذا نقول كما قال الأستاذ محمد مجدي
إذا أردت أن تأخذ بفكرة مركزية الأرض
فأخبرنا أولاً عن كيفية حساب الأزياج وفق هذا النظام الغريب
لأن حساب الأزياج والتي تعطي نتائج دقيقة جداً تصل إلى عشرة آلاف جزء من الثانية
ونشاهد دقة ذلك في حساب الخسوف والكسوف والأقترانات وحساب مواقع الكواكب و النجوم
كل هذا مبني على حساب الأزياج الفلكية ، والأزياج الفلكية مبنية على نظرية مركزية الشمس وعلى القوانين المادية الفيزيائية
فكل من ينتقد مركزية الشمس فهو يقدح في هذه الأزياج الفلكية التي ثبت دقتها

الأمر الآخر إذا قلنا بمركزية الأرض ودوران الكواكب جميعها حول الأرض فسنعود حتماً إلى نظرية فلك التدوير لتفسير تراجع الكواكب
وفلك التدوير بالنسبة لكوكب الزهرة ووفق الأثباتات الهندسية لا تسمح لوجه كوكب الزهرة أن تكون مضاءة بنور الشمس بأكثر من نصف قرصها ( التربيع ) 50 % ، ولكن ومع إختراع التلسكوب في عهد غاليليو تمكن من رؤية وجه الزهرة مضاءة بنور الشمس بأكثر من نصف القرص ( الوجه الأحدب ) وهذا نسف لمركزية الأرض ، وهذه من أقوى الأدلة التي جعلت غاليليو يقتنع بمركزية الشمس
ويمكن لهواة الفلك الآن أن يصوروا لك صورة كوكب الزهرة وهي مضاءة 75 % من قرصها لحظة بلوغها أقصى استطالة لها نحو الشرق أو الغرب ، ويمكن كذلك لكوكب عطارد الصغير رؤيتها عبر المراصد ( هذا الكلام شرح للبند رقم 3 والذي يقول ، بلوغ وجه كوكبي عطارد والزهرة درجة التحدب ولكن الأخ ناصر لم يستوعبه تماماً فرده دون أن يفكر فيه )
وهناك مسألة أخرى تثير الدهشة الا نلاحظ أن فلك التدوير للزهرة وعطارد دائماً قريبتان من الشمس ، ألا يثير ذلك شك في أن الكوكبين تدوران حول الشمس

الأمر الثالث هنا : وهو شرح للبند 2 ، لنفرض أنك كلما فتحت نافذة غرفتك تشاهد أمامك نافذة جارك فإذا تحرك منزلك بفعل هزة أرضية نحو اليمين بمقدار متر واحد فإنك إذا فتحت النافذة ستشاهد نافذة جارك قد أصبحت لليسار ( بمقدار يمكن حسابها بقوانين المثلثات )
وحيث أن الكرة الأرضية تدور حول الشمس فلابد أن يحدث اختلاف في مواقع النجوم القريبة منا ، وهذا ما حصل بالفعل بعد بناء المراصد الفلكية الكبيرة في القرن الثامن عشر الميلادي
وأصبح الاطلاع ميسوراً جداً بعد اكتشاف التصوير الفوتغرافي
فإننا نقيس موقع نجم مقارنة بدرجة مطالع معينة بعد غروب الشمس وبعد ستة أشهر نرصد نفس النجم بالفجر فنجد أختلافاً في موقعها إما لليمين أو لليسار
لأننا كنا نشاهد النجم عندما كانت الأرض في نقطة معينة في مدارها
وبعد ستة أشهر يكون في الجهة المناظرة للموقع الأول في المدار والمسافة بين الموقعين هو قطر مدار الأرض
فلو كانت الأرض ثابتة لا تتحرك لكان موقع النجم ثابت خلال العام لا تتزحزح قيد أنملة
وهذا دليل حسي ومادي ، وصور اختلاف منظر النجوم موجود في المراصد الفلكية يمكن مشاهدتها
طبعاً سيقول ( صاحب نظرية المؤامرة ) أن وكالة الشياطين هي التي وزعت الصور على المراصد الأمريكية والأوروبية
والجواب أن الصور موجودة قبل ظهور ناساً بأكثر من مائة عام
أو على الأقل خذ صور المراصد الصينية لأنها تبغض ناسا
الأمر الرابع : أبحاث عالم الفلك الكبير ( هاردلي برادلي ) عام 1725 م
وأبحاث هذا العالم الجليل الذي تخصص في أرصاد النجوم كثيرة وطويلة
لكن الذي يهمنا هنا هو قانون زوغان النجم والذي يأتي كنتيجة لحركة الأرض في مدارها حول الشمس
والزوغان هو إزاحة النجم الظاهرية الناشئة عن أن سرعة الضؤ ليست لا نهائية في الكبر بالقياس إلى سرعة الأرض في مدارها ، ويمكن تصور ذلك بواسطة متوازي أضلاع القوى وأقرب تشبيه أن تتصور قطاراً يتحرك بسرعة منتظمة بينما يسقط عليه هاطل من المطر رأسياً ، فراكب القطار المواجه لأتجاه الحركة يخيل إليه أن قطرات الماء تسقط مائلة نحوه لأن سرعتها النسبية إليه هي محصلة سرعتها وسرعة القطار فإذا كان الضوء مكوناً من جسيمات فمن الواضح أن اتجاه الضوء الظاهري الذي يصل إلينا من نجم يكون بنفس الطريقة تماماً محصلة اتجاه سرعة جسيمات الضوء وحركة الأرض ، ورغم أن أبحاث برادلي ثابتة ومتفقة عليها لدى الفلكيين فقد ثبت في المجال الفيزيائي مع ظهور نظرية الضوء الموجي
ومن ذلك يتبين أنكل النجوم تكون مزاحة إزاحة ظاهرية نحو النقطة في السماء التي تتجه إليها الأرض في حركتها حول الشمس وتتوقف كمية الأزاحة على الزاوية بين خط حركة الأرض واتجاه النجم وثابت الزوغان تقدر 20.5 ثانية
وهذا الزوغان معمول به في الأرصاد الفلكية وحسابات الأزياج
ونقد مركزية الشمس هنا يؤدي إلى نقد الثوابت العلمية وقدح لجهود العلماء وتسطيح للعلوم
مسألة الزوغان ومسألة وجه كوكب الزهرة المتحدب ( لا دخل لها بالخشبة العائمة في وسط المحيط ) فتنبه ، الله يهديك
أما موضوع الجمعيات الغربية التي تتبنى فكرة مركزية الأرض فقد تواصلت سابقاً عن طريق زميل لي بدولة مصر وتبين أنهم ينطلقون في هذه الفكرة من منطلق ديني بحت ويكررون نفس كلام الأوائل ولم يأتوا بجديد ويستدلون بأن الكتاب المقدس يقرر أن الرب يشاهد ويراقب البشر فإن كان الأرض غير ثابتة في مكانها فكيف يرانا الله من السماء ( سبحان الله ) ولديهم أدلة ونصوص دينية كثيرة في هذا المعنى



حركات الأرض في القرآن الكريم
في الوقت الذي ساد فيه اعتقاد الناس بثبات الأرض‏,‏ وسكونها‏,‏ تنزل القرآن الكريم بالتأكيد علي حركتها‏,‏ وعلي حركة باقي أجرام السماء‏,‏ ولكن لما كانت تلك الحركات خفية علي الإنسان بصفة عامة‏,‏ جاءت الإشارات القرآنية إليها لطيفة‏,‏ رقيقة‏,‏ غير مباشرة‏,‏ حتي لا تصدم أهل الجزيرة العربية وقت تنزل القرآن فيرفضوه‏,‏ لأنهم لم يكونوا أهل معرفة علمية‏,‏ أو اهتمام بتحصيلها‏,‏ فلو أن الإشارات القرآنية العديدة إلي حركات الأرض جاءت صريحة صادعة بالحقيقة الكونية في زمن ساد فيه الاعتقاد بسكون الأرض وثباتها واستقرارها‏,‏ لكذب أهل الجزيرة العربية القرآن‏,‏ والرسول‏,‏ والوحي‏,‏ ولحيل بينهم وبين الهداية الربانية‏,‏ ولحرمت الإنسانية من نور الرسالة الخاتمة‏,‏ في وقت كانت قد حرمت فيه من أنوار الرسالات السماوية السابقة كلها فشقيت وأشقت‏!!!‏
من هنا فإن جميع الإشارات القرآنية إلي حقائق الكون التي كانت غائبة عن علم الناس كافة في عصر تنزل الوحي السماوي ومنها الإشارات المتعددة إلي حركات الأرض وإلي كرويتها‏,‏ جاءت بأسلوب غير مباشر‏,‏ ولكن بما أنها بيان من الله الخالق فقد صيغت صياغة محكمة بالغة الدقة في التعبير‏,‏ والشمول‏,‏ والإحاطة في الدلالة‏,‏ حتي تظل مهيمنة علي المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها‏,‏ لكي تبقي شاهدة علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ وعلي أن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ وأنه لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي‏.‏
ومن تلك الإشارات القرآنية ما يتحدث عن جري الأرض في مدارها حول الشمس‏,‏ ومنها ما يتحدث عن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وقد استعاض القرآن الكريم في الإشارة إلي تلك الحركات الأرضية بالوصف الدقيق لسبح كل من الليل والنهار‏,‏ واختلافهما وتقلبهما‏,‏ وإغشاء كل منهما للآخر‏,‏ وإيلاج كل منهما في الآخر‏,‏ وسلخ النهار من الليل‏,‏ ومرور الجبال مر السحاب كما يتضح من الآيات القرآنية التالية‏:‏

أولا‏:‏ سبح كل من الليل والنهار‏:‏
يقول ربنا تبارك وتعالي في وصف حركات كل من الأرض والشمس والقمر‏:‏
‏(1)‏ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون‏(‏ الأنبياء‏:33)‏
‏(2)‏ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون
‏(‏يس‏:40).‏
فالليل والنهار ظرفا زمان لابد لهما من مكان‏,‏ والمكان الذي يظهران فيه هو الأرض‏,‏ ولولا كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس لما ظهر ليل ولا نهار‏,‏ ولا تبادل كل منهما نصفا سطح الأرض‏,‏ والدليل علي ذلك أن الآيات في هذا المعني تأتي دوما في صيغة الجمع كل في فلك يسبحون‏,‏ ولو كان المقصود سبح كل من الشمس والقمر فحسب لجاء التعبير بالتثنية يسبحان‏,‏ كما أن السبح لا يكون إلا للأجسام المادية في وسط أقل كثافة منها‏,‏ والسبح في اللغة هو الانتقال السريع للجسم بحركة ذاتية فيه من مثل حركات كل من الأرض والشمس والقمر في جري كل منها في مداره المحدد له‏,‏ فسبح كل من الليل والنهار في هاتين الآيتين الكريمتين إشارة ضمنية رقيقة إلي جري الأرض في مدارها حول الشمس‏,‏ وإلي تكورها ودورانها حول محورها أمام الشمس‏.‏

ثانيا‏:‏ مرور الجبال مر السحاب‏:‏
وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي‏:‏ وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون‏*(‏ النمل‏:88).‏
ومرور الجبال مر السحاب هو كناية واضحة علي دوران الأرض حول محورها‏,‏ وعلي جريها حول الشمس ومع الشمس‏,‏ لأن الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية وحركته منضبطة مع حركة الأرض‏,‏ وكذلك حركة السحاب فيه‏,‏ فإذا مرت الجبال مر السحاب كان في ذلك إشارة ضمنية إلي حركات الأرض المختلفة التي تمر كما يمر السحاب‏. لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولا أو قصرا ، كما تشير الآية الي دور ضوء الشمس كمؤشر للظل نظرا لاختلاف نفاذية الضوء خلال الأوساط المادية المختلفة ، ولاختلاف الموقع الظاهري للشمس خلال النهار بسبب دوران الأرض حول نفسها بمعدل يؤدي الــــــي نسخ الظل تدريجيا بمقدار متناسب مع مرور الزمن وليس دفعة واحدة وهذا هو المقصود بقوله تعالي : قبضـــــــا يسيرا ، وهناك آيات أخري يقسم فيها الله بالليل ويصفه بأوصاف تقتضي الحركة كناية بالغة عن حركة الأرض كما في قوله تعالي ( والليل اذا عسعس ) التكوير : 17 ، ( والليل اذ أدبر ) المدثر : 33 ، ( والليل اذا يسر ) الفجر:‏

ثالثا‏:‏ إغشاء كل من الليل والنهاربالآخر‏:‏
يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
‏...‏ يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏*(‏ الرعد‏:3)‏
ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
والشمس وضحاها‏*‏ والقمر إذا تلاها‏*‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*...(‏ الشمس‏:1‏ ـ‏4).‏
ويقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
والليل إذا يغشي‏*‏ والنهار إذا تجلي‏*(‏ الليل‏:2,1).‏

وغشي في اللغة تأتي بمعني غطي وستر‏,‏ يقال غشيه غشاوة وغشاء بمعني أتاه إتيان ما قد غطاه وستره‏,‏ لأن الغشاوة ما يغطي به الشيء‏.‏
والمقصود من يغشي الليل النهار أن الله تعالي يغطي بظلمة الليل مكان النهار علي الأرض فيصير ليلا‏,‏ ويغطي مكان الليل علي الأرض بنور النهار فيصير نهارا‏,‏ وهي إشارة لطيفة لحقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس دورة كاملة كل يوم‏(‏ أي في كل أربع وعشرين ساعة‏)‏ يتعاقب فيه الليل والنهار بصورة تدريجية‏.‏ أي يحل أحدهما محل الآخر في الزمان والمكان مما يجعل زمن كل منهما يتعاقب بسرعة علي الأرض‏.‏

والليل والنهار يشار بهما في مواضع كثيرة من القرآن الكريم إلي الزمان والمكان‏(‏ أي الأرض‏)‏ وإلي أسباب تبادلهما‏(‏ أي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏),‏ كما يشار بهما إلي الظلمة والنور‏,‏ وإلي العديد من لوازمهما‏!!‏ ويتضح ذلك من قول الحق تبارك وتعالي‏:‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*‏ أي يقسم ربنا تبارك وتعالي‏(‏ وهو الغني عن القسم‏)‏ بالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة‏,‏ وبالليل إذ يغيب فيه ضياء الشمس ويحتجب‏,‏ وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ والليل إذا يغشي‏*‏ والنهار إذا تجلي‏*‏ حيث يقسم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالليل الذي يحجب فيه ضوء الشمس فيعم الأرض الظلام‏,‏ وبالنهار إذ تشرق فيه الشمس فيعم الأرض النور‏,‏ ومن هنا كانت منة الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي عباده أن جعل لهم الليل لباسا وسكنا‏,‏ وجعل لهم النهار معاشا وحركة ونشاطا حيث يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏
هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون‏*(‏ يونس‏:67).‏
ويقول‏:‏ وجعلنا الليل لباسا‏*‏ وجعلنا النهار معاشا‏*(‏ النبأ‏:11,10).‏
ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون‏*‏ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون‏*‏ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون‏*(‏ القصص‏:71‏ ـ‏73).‏

رابعا‏:‏ إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل‏:‏
يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
‏(1)‏ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل‏...(‏ آل عمران‏:27).‏
‏(2)‏ ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير‏*‏
‏(‏ الحج‏:61).‏

‏(3)‏ ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلي أجل مسمي وأن الله بما تعملون خبير‏*(‏ لقمان‏:29).‏
‏(4)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير‏*(‏ فاطر‏:13).‏

‏(5)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور‏*(‏ الحديد‏:6).‏
والولوج لغة هو الدخول‏,‏ ولما كان من غير المعقول دخول زمن علي زمن اتضح أن المقصود بكل من الليل والنهار ليس الزمن ولكن المكان الذي يتغشاه كل من الليل والنهار‏,‏ وهو الأرض‏.‏ وعلي ذلك فمعني قوله تعالي‏:‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل أن الله تعالي يدخل الجزء من الأرض الذي يخيم عليه الليل بالتدريج في مكان الجزء الذي يعمه نور النهار‏,‏ ويدخل الجزء من الأرض الذي يعمه نور النهار في مكان الجزء الذي يخيم عليه الليل وذلك باستمرار‏,‏ وبطريقة متدرجة‏,‏ إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏.‏
وليس هنالك من إشارة أدق من ذلك في التأكيد علي حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وهذه الإشارة القرآنية تلمح أيضا إلي كروية الأرض‏,‏ لأنه لو لم تكن الأرض كروية الشكل‏,‏ ولو لم تكن الكرة تدور حول محورها أمام الشمس ما أمكن لليل والنهار أن يتعاقبا بطريقة تدريجية ومطردة‏.‏

خامسا‏:‏ سلخ النهار من الليل‏:‏
يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏
وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‏*(‏ يس‏:37)‏
والسلخ لغة هو نزع جلد الحيوان عن لحمه‏,‏ ولما كان من غير المعقول أن يسلخ زمن النهار من زمن الليل‏,‏ كان المقصود بكل من الليل والنهار هنا هو مكان كل منهما علي الأرض‏,‏ الذي يتبادل فيه النور والظلام‏,‏ وليس زمانه‏,‏ وعلي ذلك فمعني قوله تعالي‏:‏ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون أن الله تعالي ينزع طبقة النهار من أماكن الأرض التي يتغشاها الليل كما ينزع جلد الحيوان عن لحمه‏,‏ ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وفي تشبيه إزالة نور النهار من غلاف الأرض بنزع جلد الحيوان عن لحمه تأكيد علي أن نور النهار إنما ينشأ في طبقة رقيقة من الغلاف الغازي للأرض تحيط بكوكبنا‏(‏ كما يحيط جلد الحيوان بجسده‏),‏ وأن هذا النور مكتسب أصلا من ضوء الشمس وليس ذاتيا‏,‏ وأنه ينعكس من سطح الأرض ويتشتت في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي المحيط بها‏,‏ والذي يصبح ظلاما ببعده عن أشعة الشمس‏,‏ كما أن الظلام سائد في الفضاء الكوني بصفة عامة لعدم وجود جسيمات كافية فيه لإحداث التشتت لضوء الشمس ولضوء غيرها من النجوم‏,‏ وهذا الضوء لا يظهر إلا بالانعكاس علي أسطح الكواكب وأسطح غيرها من الأجرام المعتمة أو بالتشتت في أغلفتها الجوية إن كانت بها جسيمات كافية للقيام بهذا التشتت‏.‏

سادسا‏:‏ اختلاف الليل والنهار‏:‏
وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي‏:‏
‏(1)‏ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون‏*(‏ البقرة‏:164).‏
ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
‏(2)‏ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب‏*‏
‏(‏ آل عمران‏:190).‏
ويقول جل وعلا‏:‏
‏(3)‏ إن في اختلاف الليل والنهار وماخلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون‏*(‏ يونس‏:6).‏
ويقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏
‏(4)‏ وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون‏*(‏ المؤمنون‏:80).‏
ويقول‏:‏
‏(5)‏ واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون‏*‏
‏(‏ الجاثية‏:5).‏
ويقول عز من قائل‏:‏
‏(6)‏ وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا‏*(‏ الفرقان‏:62).‏
وفي تلك الآيات يؤكد القرآن الكريم كروية الأرض‏,‏ ودورانها حول محورها أمام الشمس بالوصف الدقيق لتعاقب الليل والنهار‏,‏ كما سبق أن أكد ذلك في آيات سبح كل من الليل والنهار‏,,‏ ومرور الجبال مر السحاب‏,‏ والتكوير والإغشاء‏,‏ والولوج‏,‏ والسلخ‏,‏ وهي تصف حركة تولد الليل من النهار‏,‏ والنهار من الليل‏,‏ وصفا غاية في البلاغة و الدقة العلمية‏.‏

سابعا‏:‏ تقليب الليل والنهار‏:‏
دوران الأرض حول محورها أمام الشمس
كذلك يشير القرآن الكريم إلي ذلك أيضا بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار‏*‏
‏(‏ النور‏:44).‏

حركات الأرض في العلوم الحديثة
الأرض هي أحد كواكب المجموعة الشمسية‏,‏ وتمثل الكوكب الثالث بعدا عن الشمس‏,‏ وتبعد عنها بمسافة تقدر بحوالي المائة وخمسين مليون كيلومتر‏.‏ ولما كانت كل أجرام السماء في حركة دائبة‏,‏ فإن للأرض عدة حركات منتظمة‏,‏ منها دورتها حول محورها أمام الشمس والتي يتبادل بواسطتها الليل والنهار‏,‏ وجريها في مدارها حول الشمس بمحور مائل فيتبادل كل من الفصول والأعوام‏,‏ وحركتها مع الشمس حول مركز للمجرة‏,‏ ومع المجرة حول مراكز أكبر إلي نهاية لا يعلمها إلا الله‏.‏
وقد عرف من حركات الأرض ما يلي‏:‏
أولا‏:‏ حركات الأرض حول محور دورانها‏:‏
‏(1)‏ الحركة المحورية‏(‏ الدورانية أو المغزلية‏)‏ للأرض‏:‏ وفيها تدور الأرض حول محورها الوهمي من الغرب إلي الشرق أمام الشمس بسرعة‏(1674)‏ كيلومترا في الساعة لتتم دورة كاملة في يوم مقداره حوالي الأربع وعشرين ساعة‏(23‏ ساعة‏,56‏ دقيقة‏,4‏ ثوان‏)‏ يتقاسمه ليل ونهار بتفاوت في طول كل منهما نظرا لميل محور دوران الأرض بمقدار‏23.5‏ درجة عن العمود النازل علي مستوي مدارها‏,‏ ويعرف هذا اليوم باسم اليوم النجمي‏,‏ أما اليوم الشمسي فيبلغ مدي زمنه‏24‏ ساعة تماما‏.‏
‏(2)‏ الحركة الترنحية للأرض
‏(Precession):‏
وهي حركة بطيئة تتمايل فيها الأرض من اليمين إلي اليسار بالنسبة إلي محورها العمودي‏,‏ وتؤدي هذه الحركة إلي تأرجح‏(‏ زحزحة‏)‏ محور دوران الأرض حول نفسها تدريجيا مما يؤدي إلي تغير موقع كل من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي‏,‏ وهما يمثلان نقطتي تقاطع المحور الوهمي لدوران الأرض مع السطح الخارجي لذلك الكوكب‏,‏ ويتأرجح محور الأرض المائل بقدر يكفي لرسم دائرة كاملة مرة كل حوالي‏26.000‏ سنة‏(25.800‏ سنة‏),‏ وبذلك يرسم المحور مخروطين متعاكسين تلتقي قمتاهما في مركز الأرض‏.‏

‏(3)‏ حركة الميسان‏(‏ النودان أو التذبذب‏)‏ للأرض
‏(Nutation):‏
وهي حركة تجعل من ترنح الأرض حول محورها مسارا متعرجا بسبب جذب كل من القمر والشمس للأرض‏,‏ ويؤدي ذلك إلي ابتعاد الدائرة الوهمية التي يرسمها محور الأرض في أثناء ترنحها‏(‏ كنهاية للمخروطين المتقابلين برأسيهما في مركز الأرض‏)‏ عن كونها دائرة بسيطة إلي دائرة مؤلفة من أقواس متساوية‏,‏ ويقدر عدد الذبذبات التي ترسمها الأرض في مدارها بهذه الحركة بدءا من مغادرة محورها لنقطة القطب السماوي وحتي عودته إليها بـ‏1400‏ ذبذبة‏(‏ قوس‏)‏ نصفها إلي يمين الدائرة الوهمية‏,‏ والنصف الآخر إلي يسارها‏,‏ ويستغرق رسم القوس الواحد مدة‏18.6‏ سنة‏,‏ أي أن هذه الحركة تتم دورة كاملة في‏(26.040‏ سنة‏)‏ تقريبا‏.‏
‏(4)‏ حركة التباطؤ في سرعة دوران الأرض حول محورها‏:‏ ويتم هذا التباطؤ بمقدار جزء من الثانية في كل قرن من الزمان‏,‏ بينما يسرع القمر في دورته المحورية بنفس المعدل‏,‏ ويؤدي ذلك إلي تغير تدريجي في حالة التوازن بين الأرض والقمر مما يؤدي في النهاية إلي انفلات القمر من عقال جاذبية الأرض‏,‏ وارتمائه في أحضان الشمس‏,‏ وصدق الله العظيم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق‏:‏
وجمع الشمس والقمر‏.(‏ القيامة‏9)‏
‏(5)‏ الحركة الانتقالية المدارية للأرض‏(‏ سبح الأرض‏):‏ وفيها تجري الأرض في مدار بيضاني‏(‏ إهليلجي‏)‏ حول الشمس بسرعة تقدر بحوالي الثلاثين كيلومترا في الثانية‏(29.76‏ كم‏/‏ث‏)‏ لتتم دورة كاملة في مدة سنة شمسية‏(‏ مقدارها‏365.24‏ يوم شمسي‏)‏ يتقاسمها اثنا عشر شهرا قمريا‏,‏ وأربعة فصول‏.‏
‏(6)‏ حركة استدارة فلك الأرض‏:‏ وبها يتم تقريب مدار الأرض الإهليلجي حول الشمس إلي مدار أقرب ما يكون إلي شكل الدائرة‏,‏ وتستغرق هذه الحركة‏(92.000)‏ سنة لكي تقترب بؤرتا مدار الأرض من بعضهما البعض حتي تتطابقا‏,‏ ثم تعاودان التباعد من جديد‏.‏

‏(7)‏ حركة جري الأرض مع المجموعة الشمسية في مسار باتجاه كوكبة الجاثي بسرعة تقدر بحوالي عشرين كيلومترا في الثانية‏.‏
‏(8)‏ حركة جري الأرض مع بقية المجموعة الشمسية حول مركز المجرة التي تتبعها‏(‏ سكة التبانة‏)‏ في مدار لولبي بسرعة تقدر بحوالي‏206‏ كيلومترات في الثانية‏(741.600‏ كيلومتر في الساعة‏)‏ لتتم دورة كاملة في مدة تقدر بحوالي المائتين وخمسين مليون نسمة‏.‏

‏(9)‏ حركة جري الأرض والمجموعة الشمسية والمجرة بسرعة تقدر بحوالي‏980‏ كيلومترا في الثانية‏(3.528.000‏ كيلومتر في الساعة‏)‏ لتؤدي إلي ظاهرة اتساع السماء بتباعد مجرتنا عن بقية المجرات في السماء الدنيا‏.‏ وقد يكون للأرض حركات أخري لم تكتشف بعد‏.‏
من هذا الاستعراض يتضح أن حركات الأرض حول محورها‏,‏ وجريها في مدارها حول الشمس‏,‏ ومع الشمس في مدارات متعددة هي من حقائق الكون الثابتة‏,‏ وإشارة القرآن الكريم إليها في أكثر من عشرين آية من آياته في زمن سيادة الاعتقاد بثبات الأرض وسكونها لمما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ ويؤكد أن الرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه واله وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏
راجع مقال الدكتور :زغلول النجار
في الموقع الأتي:www.islamicmedicine.org
بالمناسبة انا لم اصدق انك تشك في دوران الأرض اكيد انك تمزح؟صح !!!لا تعيده
<!--IBF.ATTACHMENT_5327-->أعتذر للأخوة عن تأخري في الرد بسبب بعض الظروف التي حالت بيني وبين الإنترنت:

وفي أثناء هذا الحوار المثمر إن شاء الله ردد بعض الأخوة: أن القائلين بدوران الأرض قدموا حسابات فلكية دقيقة لحركة الكواكب والنيرين والنجوم واستطاعوا بواسطة هذه الحسابات أن ينطلقوا إلى قرب كوكب زحل، وأن على من يخرم نظرية دوران الأرض لا بد أن يعطينا تصورًا لتوزيع الأرض مع الكواكب السيارة والنيرين (الشمس والقمر) ويعطينا الحسابات الفلكية في ظل ثبوت الأرض.

وأنا أريد من الأخوة أن يتأملوا كلامي السابق حول الفصل بين:
1-مسألة هل الأرض تدور، وهل هي مركز الكون.
2- التصور والتوزيع للكواكب والنيرين والأرض.
وأنا لا أزال أشدد على هذا الأمر، وأنه لا بد لنا من الفصل بين الأمرين، وكلامي في هذا مفهوم جدًا. وكل الحسابات الفلكية إنما تم استخراجها أو اكتشافها بواسطة الرصد الأرضي تم حصل بعد ذلك تحوير الحسابات باعتبار أن هناك حقيقة لدوران الأرض وما نراه ما هو إلا حركة ظاهرية لا حقيقية. فماذا هذا التكلف أنا أقول يا فلكيين أبقوا نتائج رصدكم للكواكب كما هي بدون تحوير، والحمد لله رب العالمين.

وأما من قال بأن هذه الحسابات لا تزال صامدة ولم يحصل بها أي خلل، واستطاع بواسطتها الفلكيون أن يصلوا إلى أماكن بعيدة في الفضاء، فأنا أكرر وأقول لهم أن ابن سينا كان متيقناً بنظرية العناصر الأربعة (التي لا يشك أحد في بطلانها حاليًا فيما أعلم) ومع ذلك فإنه استطاع أن يكتشف علاجات عديدة لأمراض لم تكتشف قبله، حتى أصبحت كتبه منطلقًا للدراسات الطبية إلى قرون قريبة في بلادنا الإسلامية وفي أوربا أيضًا، وكان ابن سينا ينطلق في أبحاثه الطبية من نظرية العناصر الأربعة ويفسر الأدواء والأدوية على أساس هذه النظرية. فنحن نلزمكم بقبول نظرية العناصر الأربعة وعدم الطعن فيها، فإن أبيتم فردنا هو ردكم.
وبهذه المناسبة يجب علينا أن نعرف ما هو الدليل: فكوني أفسر ظواهر معينة تفسيرًا جيدًا في ظل نظرية معينة فإن هذا ليس دليلاً على صحة تلك النظرية، لكن هذا ربما يكون مؤيدًا وقرينة وليس دليلاً.
ولذا فإني أكرر وأقول ليس هناك دليل نظري أو حسي على دوران الأرض. ونحن نطلب الأدلة وليس القرائن أو المؤيدات.

والآن نأتي إلى مقال الأخ الجعيدي في الرد علي وهو أحسن تلك الردود، ونرجو من أن يستمر في المناقشة.
فقد تلخص كلامه حول 3 نقاط: 1- قانون الجذب العام لنيوتن، 2-فلك التدوير وظاهرة التحدب، 3- تغير مواقع النجوم، 4- الزوغان.
1- أما قانون الجذب العام: فكلام الأخ الجعيدي غير صحيح في أن هذا القانون مسلم به عند جميع أهل الفيزياء، بل إن كثيرًا من الظواهر الطبيعية تقدح في قانون الجذب العام لنيوتن، منها تجربة لعالم فيزيائي مشهور لا يحضرني اسمه الآن في أحد الكسوفات الشمسية لاحظ أن البندول اضطربت حركته وزاد وزنه في وقت الكسوف، وهذا ينقض نظرية الجذب العام.
2- أما ظاهرة التحدب فإنه (دليل خارج موضع النزاع)، لأننا نتكلم على مسألة ثبوت الأرض ومركزيتها للكون، وغاية ما في ظاهرة التحدب هو ما قاله الأخ الجعيدي أنه دليل على دوران الزهرة وعطارد حول الشمس، فإذا كان كذلك فهل يلزم من هذا أن الأرض تدور حول الشمس؟!! أقول: ليس هناك أي تلازم بين هاتين المسألتين، وما المانع أن يدور الزهرة وعطارد وغيرهما حول الشمس والشمس بالتأكيد تدور حول الأرض مع ما يدور حولها.
3- تغير مواقع النجوم قد سبق الكلام عليه وأنه لا يوجد أي مانع من حركتها.
4- ظاهرة الزوغان: كون هذه الظاهرة فسرت على أساس دوران الأرض فليس هذه دليلاً على صحة نظرية الدوران. كما سبق في شرح الفرق بين الدليل والمؤيد.
أما كلامه حول الجمعيات الفلكية فهو كلام بعيد جدًا عن الواقع، بل هذه الجمعيات الفلكية قائمة أسس وقواعد العلم التجريبي مع التمسك بالمعتقدات النصرانية الكاثوليكية، وليس كما يزعم الجعيدي هداه الله، بأنهم استشكلوا علم الله بما يحصل في الأرض، ولكن النصوص في الإنجيل تنص صراحة على ثبوت الأرض كحال النصوص القرآنية ، راجع للنصوص الإنجيلية هذا الرابط http://www.fixedearth.com/links/what_if.htm وهذا الرابط http://www.
21 تصويتات / 1219 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2007 بواسطة ashrafhakal

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,579,877