احمد السيد همام

هنا ستجد كل ما تحتاج اليه

      

أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

مأخوذ من كتاب للشيخ الزركشي

    

 فِي ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ حَالِهَا

      هِيَ أُمّ الْمُؤْمِنِيْنَ وَأُمُّ عَبْد اللهِ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِيْ  بَكْرٍ،الصِّدِّيْقةُ بِنْتُ الصِّدِّيْق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَ عَنْهَا حَبِيْبَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَقِيْهَةُ  الرَّبَّانِيَّةُ. كُنْيَتُهَا:أُمُّ عَبْدِ اللهِ كَنَّاهَا بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ أُخْتهَا عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. رَوَاهُ أَبُوْدَاوُدَ.

   وَقَالَ الْحَاكِمُ:صَحِيْح الْإِسْنَاد وَجَاءَ فِي مُعْجَمِ ابْنِ الْأَعْرَابِيّ: أَنَّهَا جَاءَتْ بِسِقْطٍ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ وَ فِي إِسْنَادهِ نَظَرٌ لِأَنَّ مَدَارَهُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ

      صَاحِبِ كِتَابِ "الْعَقْلِ".

      وَعَائِشَةُ مَأْخُوْذَةٌ مِنَ الْعَيْشِ. وَيُقَالَ أَيْضًا: عَيْشَةٌ"لُغَةً. حَكَاهَا ابْنُ الْأَعْرَابِيّ وَ عَليّ بْنُ حَمْزَةَ. وَلَا الْتِفَاتَ لِإِسْنَادِ أَبِيْ عُبَيْدَةَ فِي  الْغَرِيْبِ الْمُصَنَّفِ ذَلِكَ.وَذَكَرَ أَبُوالْفَضْل الْفَلْكِيُّ فِي "الْأَلْقَابِ":النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَغَّرَ اسْمَهَا وَقَالَ:  يَا عُوَيْشُ. وَذَكَرَ صَاحِبُ "مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ" أَنَّ الْإِمَام أَحْمَد فِيْ  مُسْنَدِهِ رَوَاهُ مِنْ حَدِيْثِ أُمّ سَلَمَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ:يَارَسُوْلَ اللهِ

 عَلِّمْنِيْ دَعْوَةً أَدْعُوْ بِهَا ! فَقَالَ:يَا عُوَيْشُ قَوْلي:  اللهُمَّ رَبَّ مُحَمَّد[النَّبِيِّ]الْأُمِّيّ أَذْهِبْ عَنِّيْ غَيْظَ

      قَلْبِيْ وَأَجِرْنِيْ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ"  وَ اسْتَغْرَبَهُ ابْنُ الصَّلَاحِ فِي طَبَقَاتهِ. وَفِي الصَّحِيْحَيْنِ :[إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا قَالَتْ: قَالَ   رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا:] يَا عَائِشَ[هَذَا

   جِبْرِيْل يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْت: وَعَلَيْهِ السَّلَام وَرَحْمَةُ  اللهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى" تُرِيدُ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.]عَلَى التَّرْخِيْمِ.

      و فِي الْأًوَّل دَلِيْل عَلَى جَوَاز التَصْغِيْر كَقَوْل[أَنَس بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:إِنْ كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  لَيُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُوْل لِأَخٍ لِيْ صَغِيْر]: يَا أَبَا عُمَيْرٍ[ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ].

      تَصْغِيْر تَحْبِيْبٍ.وَجَعَلَ صَاحِبُ "الْبَسِيْطِ" مِنَ النَّحْوِيِّيْنَ مِثْلُ قَوْلهِ: يَا  حُمَيْرَاء" تَصْغِيْر تَقْرِيْبِ مَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ بَعِيْدٌ  كَقَوْلهِمْ: بُعَيدَ الْعَصْرِوَ قُبَيْلَ الْفَجْرِ. قَالَ:لِأَنَّ  الْمُرَادَ بِهَا الْبَيْضَاءُ فَكَأَنَّهَا غَيْرُ كَامِلَةِ الْبِيَاضِ. قَالَ:وَكَذَلِكَ قَوْلهُ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا".  وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الثَّمَانِيْنِيُّ فِي شَرْحِ اللُّمَعِ: قَوْل   عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي ابْنِ مَسْعُوْد:" كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْم قَالُوْا: إِنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا التَّحْقِيْرِ تَعَظِيْمهُ كَمَا قَالُوْا فِي دَاهِيَةٍ: دُوَيْهِيَةٌ وَ "خُوَيْخِيَةٌ".  قَالَ:وَالصَحِيْح أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْد كَانَ صَغِيْر الْجِسْم قَصِيْرًا   فَقَالَ:كُنَيْفٌ" مُصَغَّرَةً لِيَدُلَّ عَلَى تَصْغِيْر جِسْمِهِ لِأَنَّ   كُنَيْفًا تَكْبِيْرُهُ:كَنَفٌ"وَهُوَشَيْءٌ يَكُوْنُ فِيْهِ أَدَاةُ  الرَّاعِيْ فأَرَادَ أَنَّهُ حَافِظٌ لِّمَا فِيْهِ. وَأُمُّهَا أُمّ رُوْمَانَ - بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا-بِنْتُ  عَامِرِبْنِ عُوَيْمَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ كِنَانَةَ. رَوَى الْبُخَارِيُّ لِأُمِّ رُوْمَانَ حَدِيْثًا وَاحِدًا مِنْ حَدِيْثِ  الْإِفْك مِنْ رِوَايَة مَسْرُوْقٍ عَنْهَا وَلَمْ يَلْقَهَا.وَقِيْلَ:عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ:حَدَّثَتْنِيْ أُمُّ رُوْمَانَ[وَهِيَ أُمُّ  عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا قَاعِدَةٌ أَنَا وَعَائِشَةُ إِذْ وَلَجَتْ امْرَأَة مِنَ الْأَنْصَارَ الخ] وَهُوَ وَهْمٌ. وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ أَنَّ ابْنَ إِسْحَاق سَمَّاهَافِي السِّيْرَةِ:  زَيْنَب. وَفِي "الرَّوْضِ لِلسُّهَيْلِيِّ": اسْمُهُا: دَعْدَةُ.

      وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن سَعْدٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ أُمَّ رُوْمَانَ مَاتَتْ فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَنَةِ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَة. وَ نَزَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فِي قَبْرِهَا. وَ هَذَا يُقَوِّي الْإِشْكَال فِي إِخْرَاجِ الْبُخَارِيِّ رِوَايَة  مَسْرُوْقٍ عَنْهَا.لَكِن أَنْكَرَقَوْمٌ مَوْتَهَا فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ أَبُونُعَيْمٍ الْأَصْفَهَانِيّ وَ لَا عُمْدَةَ لِمَنْ أَنْكَرَهُ إِلَّا رِوَايَة مَسْرُوْقٍ.وَقَالَ الْخَطِيْبُ: لَمْ يَسْمَعْ مَسْرُوْقٌ مِنْ أُمِّ رُوْمَانَ شَيْئًا وَالْعَجَبُ كَيْفَ خَفِي ذَلِكَ عَلَى الْبُخَارِيِّ وَ قَدْ فَطِنَ  مُسْلِمٌ لَهُ.[زِوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا وَ الْبِنَاءُ  بِهَا ]تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ  قَبْلَ الْهِجْرَة بِسَنَتَيْنِ وَقِيْلَ: بِثَلَاث بَعْدَ مَوْتِ خَدِيْجَةَ وَقَبْلَ سَوْدَة بِنْتِ زَمْعَةَ.

   وَقِيْلَ:بَعْدَهَا وَهَذَا هُوَالْأَشْهَرُُ. وَالْأًوَّلُ حَكَاهُ ابْنُ  عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ.وَيَشْهَد لَهُ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ مِنْ حَدِيْثِ  هِشَام عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْت امْرَأَة أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةبِنْتِ زَمْعَةَ الْحَدِيْث وَقَالَتْ فِي آخِرِهِ فِيْ بَعْضِ طُرُقِهِ:وَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا بَعْدِيْ. [عُمَرُهَا عِنْدَ الزِّوَاجِ وَالْبِنَاءِ] وَتَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَ الْأًوَّلُ أَصَحُّ. وبَنَى بِهَا بِالْمَدِيْنَةِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ فِي شَوَّالٍ  مُنْصَرَفَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مَقْدَمِهِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : "فِي [السَّنَةِ]الْأُوْلَى" وَصَحَّحَهُ  الدِّمْيَاطِيُّ وَأَمَّا ابْنُ دِحْيَةَ فَوَهَّاهُ الْوَاقِدِيُّ .وَ أَقَامَتْ فِي صُحْبَتِهِ ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَتُوُفِّيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ ابْنَة ثَمَانِيْ عَشْرَةَ سَنَةً.وَعَاشَتْ خَمْسًا وَسِتِّيْنَ[سَنَةً].

      [مَوْلِدُهَا وَوَفَاتُهَا] وَوُلِدَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ النَّبُوَّةِ وَتُوُفِّيَتْ بِالْمَدِيْنَة زَمَنَ مُعَاوِيَةَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ.وَقِيْلَ: ثَمَانٍ وَ خَمْسِيْنَ.وَأَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا أَبُوْهُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ  وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهَا مَاتَتْ بَعْدَ الْوِتْرِ وَ أَمَرَتْ أَنْ   تُدْفَنَ مِنْ لَيْلَتِهَا فَاجْتَمَعَ الْأَنْصَارُ وَحَضَرُوْا فَلَمْ نَرَ لَيْلَة أَكْثَرَ نَاسًا مِنْهَا نَزَلَ أَهْل الْعَوَالِيْ فَدُفِنَتْ  بِالْبَقِيْعِ.

      قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَحَدَّثَنِيْ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ:شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ بِالْبَقِيْعِ

      وَابْنُ عُمَرَ فِي النَّاسِ لَا يُنْكِرُهُ وَكَانَ مَرْوَانُ اعْتَمَرَفِيْ تِلْكَ السَّنَةِ وَاسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ .

      [ عَدَدُ مَرْوِيَّاتِهَا] رُوِيَ لَهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَا حَدِيْثٍ وَ مِائَتَا حَدِيْثٍ وَ عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ.اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْهَا عَلَى مِائَة وَ أَرْبَعَة وَ سَبْعِيْنَ حَدِيْثًا. وَانْفَرَدَ الْبُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةٍ وَخَمْسِيْنَ وَمُسْلِمٌ بِثَمَانِيَةٍ وَسِتِّيْنَ.[تَلَامِذَتُهَا وَالرُّوَاةُ عَنْهَا]رَوَى عَنْهَا خَلْقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ مِنْ  مُتَأَخِّرِيْهِمْ: مَسْرُوْق وَالْأَسْوَدُ وَسَعِيْدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ ابْنُ أُخْتِهَا وَالْقَاسِمُ ابْنُ أَخِيْهَاوَأَبُوْ سَلَمَةَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالشَّعْبِيُّ  وَمُجَاهِدٌ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَة وَعَمْرَة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

   وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَر  وَآخَرُوْنَ.

 

      وَكَانَ مَسْرُوْقٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْهَا قَالَ:حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيْقةُ بِنْتُ الصِّدِّيْقِ حَبِيْبَةُ حَبِيْبِ اللهِ الْمُبَرَّأَةُ مِنَ  السَّمَاءِ. وَرُوِيَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ ذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ:خَلَيْلَةُ رَسُوْلِ اللهِ

   صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَلِكَ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِرَجُل نَالَ مِنْهَا: أَغْرِبْ  مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا أَتُؤْذِيْ حَبِيْبَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.  وَمِنْ مَوَالِيْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْها:

       1/    بَرِيْرَةُ :وَهِيَ الَّتِيْ كَانَ فِيْهَا ثَلَاثُ سُنَنٍ.وَحَدِيْثُهَا مَشْهُوْرٌ فِي الصَّحِيْحِ. رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنَّ الرَجُل لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الْجَنَّة بَعْدَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا عَلَى مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ يُرِيْقُهُ مِنْ مُسْلِمٍ- يَعْنِيْ- بِغَيْرِ حَقٍّ.  رَوَتْهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ رَوَاهُ عَنْهَا زَيْدُ بْنُ

      وَاقِدٍ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّاميِّيْنَ لَقِيَ وَاثِلَةَ بْنَ  الْأَسْقَعِ.

      2 - وَمِنْهُنَّ: سَائِبَةُ : رَوَى عَنْهَا نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَمُّ    سَائِبَةَ إِنَّ رَسُوْلَ

  اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ  الَّتِيْ فِي الْبُيُوْتِ إِلَّا ذَا  الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ   وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ. رَوَاهُ مَالِكٌ

    فِي الْمُوَطَّأِ عَن نَافِعٍ.وَقَدْ وَصَلَهُ ثِقَاتٌ مِنْ أَصْحَابِ نَافِعٍ عَنْ سَائِبَةٍ عَنْ عَائِشَةَ.

      3 -

 وَمِنْهُنَّ: مَرْجَانَةُ: وَ هِيَ أُمُّ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِيْ عَلْقَمَةَ  أَحَدِ شُيُوْخِ مَالِكٍ .

4 - ومِنْهُمْ:أَبُوْيُوْنُسَ: رَوَى عَنْهُ الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيْمٍ؛ اَخْرَجَ مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيْمٍ  عَنْ أَبِي يُوْنُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِيْنَ أَنَّهُ قَالَ:أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَامُصْحَفًا ثُمَّ قَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآَيَةَ فَآذِنِّي:{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات  وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوْا لِلَّه ِ قَانِتِينَ}فَلَمَّا  بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فَأَمْلَتْ عَلَيَّ:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ  وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِوَقُوْمُوْالِلَّه ِ قَانِتِينَ}قَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

  5 -وَمِنْهُمْ: أَبُوعَمْرٍو: كَمَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِيْ مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِيْ

      مُلَيْكَةَ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيْ عَائِشَةَ بِأَعْلَى الْوَادِيْ هُوَ  وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍوَالْمِسْوَرُبْنُ مَخْرَمَةَ وَنَاسٌ

      كَثِيْرفَيَعْرِفُهُمْ أَبُوعَمْرٍومَوْلَى عَائِشَةَ وَهُوَغُلَامُهَا  يَوْمئِذٍ لَمْ يُعْتَقْ .وَفِيْ رِوَايَةٍ لِابْنِ أَبِيْ شَيْبَةَ فِيْ مُصَنَّفِهِ أَنَّهُ كَانَتْ دَبَّرَتْه وَقَوْلهُ:بِأَعْلَى الْوَادِيْ" يُرِيْدُ وَادِيْ مَكَّة كَانُوْا يَأْتُوْنَهَا لِلزِّيَارَةِ وَالِاسْتِفْتَاء وَذَلِكَ عِنْدَمَا تَحُجُّ وَ  لَمَّا خَرَجَتْ إِلَى مَكَّةَ مُغَاضِبَةً لِعُثْمَانَ فِي السَّنَةِ  الَّتِيْ قُتِلَ فِيْهَا. قَالَهُ ابْنُ الْأَثِيْرِ فِي شَرْحِ المُسْنَدِ.[من خَصَائِصِهَا الْأَرْبَعِيْنَ  وَ لَهَاخَصَائِصُ كَثِيْرةٌ لَمْ يَشْرَكْهَا أَحَد مِنْ أَْزْوَاجهِ فِيْهَا الْأُوْلَى: أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًاغَيْرَهَا. فَإِنْ قُلْتَ:كَيْفَ حَثَّ عَلَى نِكَاحِ الْأَبْكَارِ وَ تَزَوَّجَ مِنَ  الثِّيِّبَاتِ أَكْثَرَ.فِيْهِ أَرْبَعَةُ أَجْوِبَةٍ:

      قُلْتُ: تَقْلِيْلًا لِلِاسْتِلْذَاذِ لِأَنَّ الْأَبْكَارَ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا   وَلِذَلِكَ قَالَ:فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ.

    وَتَكَثِيْرًا لِتَوْسِعَةِ الْأَحْكَامِ إِذْ هُنَّ بِالْفَهْمِ   وَالتَّبْلِيْغِ أَعْلَقُ وَجْبًرا لِّمَا فَاتَهُنَّ مِنَ الْبَكَارَةِ

      كَمَا قَدَّمْنَ فِي قَوْلهِ تَعَالَى:{ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً}.أَوْ لِلْإِشَارَةِ إِلَى تَعَظِيْمِ عَائِشَةَ وَتَمْيِيْزِهَا بِهَذِهِ

    الْفَضِيْلَةِ وَحْدَهَا دُوْنَهُنَّ لِئَلَّا تُشَارِكَ فِيْهَا  فَكَأَنَّهَا فِي كَفَّةٍ وَ هُنَّ فِي كَفَّةٍ أُخْرَى.

      الثَّانِيةُ: أَنَّهَا خُيِّرَتْ وَاخْتَارَتِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ عَلَى الْفَوْرِ؛وَ كُنَّ تَبْعًا لَهَافِي ذَلِكَ

 

      الثَّالِثُةُ: أَنَّهَا حَيْثُ خُيِّرَتْ كَانَ خِيَارُهَا عَلَى  التَّرَاخِيْ بِلَا خِلَافٍ. وَأَمَّا الخِلَافُ فِي أَنَّ جَوَابَهُنَّ هَلْ  كَانَ مَشْرُوْطًا بِالْفَوْرِ أَمْ لَا؟ فَفِيْ غَيْرِهَا. هَكَذَا قَالَهُ الْقَاضِيْ أَبُوالطَّيِّبِ الطِّبّرِيُّ فِي تَعَليّقِهِ  فَإِنَّهُ حَكَى الخِلَافَ وَ صَحَّحَ الْفَوْريَّةَ ثُمَّ  قَالَ:وَالْخِلَافُ فِي التَّخْيِيْرِ الْمُطْلَقِ. فَأَمَّا إِذَا قَالَ  لَهَا: اخْتَارِيْ أَيَّ وَقْتٍ شِئْتِ" كَانَ عَلَى التَّرَاخِيْ   بِالْإِجْمَاعِ  قَالَ:وَعَائِشَةُ مِنْ هَذَاالْقَبِيْلِ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِيْ حَتَّى تَسْتَأْمِرِيْ  أَبَوَيْكِ.

      وَهُوَتَقْيِيْدٌ مُرْتَبِطٌ بِهِ إِطْلَاقُ "الشَّرْحِ" وَ "الرَّوْضَةِ" وَ  لَمْ يَقِفِ ابْنُ الرِّفْعَةِ عَلَى هَذَا النَّقْلِ فَقَالَ فِي شَرْحِ  الْوَسِيْطِ: وَ فِي طَرْدِ ذَلِكَ فِي بَقِيَّةِ أَْزْوَاجِهِ صَلَّى اللهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِنَّ نَظَرٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْمَهْلَ فِي التَّخْيِيْر إِنَّمَا قِيْلَ لعَائِشَةَ فَقَطْ.وَسَبَبُهُ- وَ اللهُ أَعْلَمُ- أَنَّهَا كَانَتْ أَحَدثَ نِسَائِهِ سِنًّا وَ أَحَبَّ نِسَائِهِ  إِلَيْهِ فَكَانَ قَوْلهُ لَهَا: لَا تُبَادِرِيْنِيْ بِالْجَوَابِ" خَوْفًا  مِنْ أَنْ تَبْتَدِرَهُ بِاخْتِيَارِ الدُّنْيَا.وَ مَغَبَّتُهُ أَلَّا  يَطَّرِدَ الْحُكْم فِي غَيْرِهَا لَاسِيِّمَا إِذَا نَظَرْنَا إِلَى مَا جَاءَ فِي الصَّحِيْحِ مِنْ تَخْصِيْصِ ذَلِكَ بِهَا كَانَ ذَلِكَ يَنْزِلُ  مَنَزْلَةً مَا قَالَ الوَاحِدُ مِنَّا لِبَعْضِ نِسَائِهِ: اخْتَارِيْ مَتَى

   شِئْتِ" وَقَالَ لِأُخْرَى: اخْتَارِيْ " فَإِنَّ خِيَارَ الْأُوْلَى يَكُوْنُ عَلَى التَّرَاخِيْ وَالْأُخْرَى عَلَى الْفَوْرِ .الرَّابِعُةُ: نُزُوْلُ آَيَةِ التَّيَمُّمِ بِسَبَبِ عِقَدْهَا حِيْن حَبَسَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ وَقَالَ   لَهَا أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ:مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِيْ بَكْرٍ الْخَامِسُةُ: نُزُوْلُ بَرَاءَتِهَا مِنَ السَّمَاءِ مِمَّا نَسَبَهُ  إِلَيْهَا أَهْل الْإِفْك فِي سِتِّ عَشْرَةَ آَيَةً مُتَوَالِيَةٍ وَشَهِدَ اللهُ لَهَابأَنَّهَا مِنَ الطَّيِّباتِ وَوَعَدَهَا بِالْمَغْفِرَةِ  وَالرِّزْقِ الْكَرِيْمِ  وَانْظُرْ تَوَاضُعَهَا وَ قَوْلهَا:وَلَشَأْنِيْ فِي نَفْسِيْ كَانَ

     أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ فِيَّ بِوَحْيٍ يُتْلَى".  قَالَ الزِّمَخْشَرِيُّ:وَلَوْ فَلَّيْتَ الْقْرْآنَ وَ فَتَّشْتَ عَمَّا

      أَوْعَدَ بِهِ الْعُصَاةَ لَمْ تَرَ اللهَ عَزَّوَجَلَّ قَدْ غَلَّظَ فِي  شَيْءٍ تَغْلِيْظَهُ فِي إِفْكِ عَائِشَةَ.

  وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ بِالْبَصْرَةِ يَوْم عَرَفَة[وَكَانَ   يُسَأَلَ عَنْ تَفْسِيْرِ الْقُرْآنِ] وَقَدْ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ  الْآَيَات:مَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا ثُمَّ تَابَ مِنْهُ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ  إِلَّا مَنْ خَاضَ فِي إِفْكِ عَائِشَةَ ثُمَّ قَالَ:بَرَّأَ اللهُ تَعَالَى   أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَة  يُوْسُفَ بِـ[ـلِسَانِ الشَّاهِدِ]الْوَلِيْدِ:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ  أَهْلهَا} وَ[بَرَّأَ]مُوْسَى[مِنْ قَوْل الْيَهُوْدِ فِيْهِ]بِالْحَجَرِ[الَّذِيْ  ذَهَبَ بِثَوْبِهِ]   وَ[بَرَّأَ]مَرْيَم بِإِنْطَاقِوَلَدِهَا:{إِنِّيْ عَبْدُ اللهِ}.  وَبَرَّأَ عَائِشَةَ بِهَذِهِ الْآَيَاتِ الْعَظِيْمةِ فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ هِيَ الْمُرَادَةُ فَكَيْفَ

    قَالَ:{الْمُحْصَنَاتِ}.؟قُلْتُ: فِيْهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْمُرَادَ أَْزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

      وَسَلَّمَ[وَأَنْ يُخَصَّصْنَ بِأَنَّ مَنْ قَذَفَهُنَّ فَهَذَا الْوَعِيْدُ  لَاحِقٌ بِهِ وَإِذَا أُرِدْنَ؛عَائِشَةُ كُبْرَاهُنَّ مَنَزْلَةً وَقُرْبَةً   عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ الْمُرَادَةُ   أَوَّلًا] لِيَكُوْنُ الْحُكْمُ شَامِلًا لِلْكُلِّ.وَالثَّانِي: أَنَّهَا أُمّ الْمُؤْمِنِيْنَ فَجُمِعَتْ إِرَادَةً لَهَا  وَلِبَنَاتهَا مِنْ نِسَاءِ الْأُمَّةِ.السَّادِسُةُ: جَعَلَهُ قُرْأَنَا يُتْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة   السَّابِعُةُ: شَرَعَ جَلْدَ الْقَاذِفِ وَصَارَ بَابُ الْقَذْفِ وَحْدَهُ بَابًا عَظِيْمًا مِنْ أَبْوَابِ الشَّرِيْعَةِ وَكَانَ سَبَبُهُ قِصَّتُهَا  رَضِيَ اللهُ عَنْهُا فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بِهَا أَمْرٌ تَكْرَهُهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ فِيْهِ لِلْمُؤْمِنِيْنَ فَرَجًا   وَمَخْرَجًا كَمَا سَبَقَ نَظِيْرُهُ فِي التَّيَمُّمِ

 

      تَنْبِيْهٌ جَلِيْلٌ:

 

      عَلَى وَهْمَيْنِ وَقَعَا فِي حَدِيْثِ الْإِفْك فِيْ صَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ أَحَدُهُمَا: قَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ" قَالَ:فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  بَرِيْرَةَ ..."وَبَرِيْرَةُ إِنَّمَا اشْتَرَتْهَا عَائِشَةُ وَأَعْتَقَتْهَا بَعْدَ ذَلِكَ. ... وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهَا لَمَّا أُعْتِقَتْ وَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا

    جَعَلَ زَوْجُهَا يَطُوْف وَرَاءَهُا فِي سِكَكِ الْمَدِيْنَةِ وَدُمُوْعُهُ   تَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ لَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ:لَوْ رَاجَعْتِيْهِ فَقَالَتْ: أَتَأْمُرُنِيْ؟  فَقَالَ:إِنَّمَاأَنَا شَافِعٌ" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:ياعَبَّاسُ!أَلََا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيْثٍ لِبَرِيْرَةَ وَ  بُغْضِهَا لَهُ. وَالْعَبَّاسُ إِنَّمَا قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ...وَالْمَخْلَصُ مِنْ هَذَاالْإِشْكَالِ أَنَّ تَفْسِيْرَالْجَارِيَةِ بِبَرِيْرَةَ مُدْرَجٌ فِي الْحَدِيْث مِنْ بَعْضِ الرُّوَاة ظَنًّا مِنْهُ   أَنَّهَا هِيَ.وَهَذَا كَثِيْرًا مَّا يَقَعُ فِي الْحَدِيْثِ مِنْ  تَفْسِيْرِ بَعْضِ الرُّوَاةِ ،فَيُظَنُّ أَنَّهُ مِنَ الْحَدِيْث وَهُوَ  نَوْع غَامِضٌ لَا يَنْتَبِهُ لَهُ إِلَّا الْحُذَّاقُ.ومن نَظَائِرِهِ مَا وَقَعَ فِيِ[سُنَنِ] التِّرْمَذِيِّ وَ غَيْره مِنْ  حَدِيْثِ يُوْنُسَ بْنِ أَبِيْ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيْ بَكْرٍ بْن أَبِي مُوْسَى عَنْ أَبِيْهِ قَالَ:خَرَجَ أَبُوْطَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ   مَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ  قُرَيْشٍ فَذَكَرَ الرَّاهِبَ وَ قَالَ فِيْ آَخِرِهَا: فَرَدَّهُ   أَبُوْطَالِبٍ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُوْ بَكْرٍ بِلَالًا وَزَوَّدَهُ  الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ. فَهَذَا مِنَ الْأَوْهَامِ الظَاهِرةِ لِأَنَّ بِلَالًا إِنَّمَا اشْتَرَاهُ أَبُوْ بَكْرٍ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ بِلَالٌ وَ عَذَّبَه  قَوْمُهُ. وَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى

     الشَّام مَعَ عَمِّهِ أَبِيْ طَالِبٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْعُمَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرَانِ وَ أَيَّامٌ وَلَعَلَّ بِلَالًا لَمْ يَكُن   بَعْدُ وُلِدَ وَ لَمَّا خَرَجَ الْمَرَّةَ الثَّانِيةَ كَانَ لَهُ قَرِيْبٌ مِنْ خَمْسٍ  وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَ لَمْ يَكُن مَعَ أَبِيْ طَالِبٍ إِنَّمَا كَانَ مَعَ مَيْسَرَةَ. الثَّانِي: مَا ذَكَرَهُ مِنْ تَحَاوُرِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَ سَعْدِ  بْنِ مُعَاذ وَ قِصَّة إِفْكٍ كَانَتْ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَجَمَاعَةٍ، قَالَ الْبُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ: قَال مُوْسَى بْن عُقْبَةَ: كَانَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ". وَ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ لِهَذَا القَوْلِ بِحَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ:

      عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحْدٍ   وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَرَدَّنِيْ ثُمَّ عُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ أَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِيْ". وَأُحْدٌ بِلَا شَكّ سَنَةَ ثَلَاثٍ. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْخَنْدَقَ سَنَةَ  أَرْبَعٍ ثُمَّ قَالَ فِي الصَّحِيْحِ:أَنَّهَا غَزْوَةُ الْمُرَيْسِيعِ. قَالَ ابْنُ  إِسْحَاق:سَنَةَ سِتٍّ. وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ  الزُّهْرِيِّ: كَانَ الْإِفْكُ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ.

      وَأَمَّا مُوْسَى بْنُ عُقْبَةَ فَقَالَ:سَنَةَ أَرْبَعٍ  وَلَا رَيْبَ أن قِصَّة الْإِفْك كَانَتْ بَعْد نُزُوْل آَيَة الْحِجَابِ وَ  الْحِجَابُ نَزَلَ فِي شَأْن زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِيْنَ

      وَهِيَ فِي قِصَّةِ الْإِفْك كَانَتْ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تَتَكَلَّمْ فِي عَائِشَةَ. وَ نِكَاحُ زَيْنَبَ   رَضِيَ اللهُ عَنْهُا كَانَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ

      الْهِجْرَة فِي قَوْلِ ابْنِ سَعْدٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَالْوَاقِدِيُّ: تَزَوَّجَهَا فِي سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ

      الْهِجْرَة.   وَبِهِ قَالَ غَيْرُهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ. فَدَلَّ تَأَخُّرُ  آَيَةِ الْحِجَاب عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ بَعْدَ الْخَنْدَقِ. وَقَدْ ثَبَتَ بِلَارَيْبٍ أَنَّ سَعْدَ ابْنَ مُعَاذٍ تُوُفِّيَ عَقِبَ الْخَنْدَقِ؛

      وَعَقِبَ حُكْمِهِ فِي بَنِيْ قُرَيْظَةَ. وَلَمْ يَكُن بَيْنَ الْخَنْدَقِ  وَقُرَيْظَةَ غَزَاةٌ .وَلِهَذَا يَعْدِلُ الْبُخَارِيُّ فِي أَكْثَرِ  رِوَايَاتِهِ لِحَدِيْثِ الْإِفْك عَنْ نِسْبَةِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيْهِ   فَيَقُوْلُ: فَقَامَ سَعْدٌ أَخُوْ بَنِيْ عَبْدِ الْأَشْهَلِ" وَ هَذِهِ   رِوَايَتُهُ فِي الْمَغَازِي. وَقَالَ:سَنَةَ أَرْبَعٍ.  فَالظَّاهِرُ أَنَّهَا عَلَى قَوْلِهِ:" قَبْلَ الْخَنْدَقِ" لِأَنَّ  الْخَنْدَقَ كَانَتْ فِي آخِرِ السَّنَةِ فِي شَوَّالٍ وَاتَّصَلَتْ  بِغَزْوَةِ قُرَيْظَةَ.وَعَلَى هَذَا فَيَصِحُّ أَنْ يَكُوْنُ الْمُرَادُ   عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ هُوَ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. وَقَدْ تَقَدَّمَ وَهْمٌ آَخَرُ: وَهُوَ رِوَايَةُ مَسْرُوْقٍ عَنْ أُمِّ   رُوْمَانَ.  وَ أَجَابَ الْقَاضِيْ أَبُوْ بَكْرٍ ابْنُ الْعَرَبيِّ عَنْ هَذَا بأَنَّهُ  جَاءَ فِي طَرِيْق: حَدَّثَتْنِيْ أُمُّ رُوْمَانَ" وَ فِي أُخْرَى: عَنْ   مَسْرُوْقٍ عَنْ أُمِّ رُوْمَانَ" مُعَنْعَنًا.

      قَالَ رَحِمَهُ اللهُ :وَالْعَنْعَنَةُ أَصَحُّ فِيْهِ وَإِذَا كَانَ الْحَدِيْث مُعَنْعَنًا كَانَ مُحْتَمِلًا وَ لَمْ يَلْزَمْ فِيْهِ مَا

      يَلْزَمُ فِي " حَدَّثَنِيْ"لِأَنَّ لِلرَّاوِيْ أَنْ يَقُوْلَ: عَنْ   فُلَانٍ" وَ إِنَّ فُلَأَنَا لَمْ يُدْرِكْهُ. حَكَاهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ .   فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَوْهَامٍ ادُّعِيَتْ فِي حَدِيْثِ الْإِفْك: وَهْمٌ فِيْ بَرِيْرَةَ وَوَهْمٌ فِيْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَوَهْمٌ فِيْ أُمِّ رُوْمَان وَالثَّلَاثَةُ ثَابِتَةٌ فِي الصَّحِيْحِ فَلَا يَنْبَغِيْ الْإِقْدَامُ   عَلَى التَّوْهِيْمِ إِلَّا بِأَمْرٍ بَيِّنٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا يَدْفَعُ  الْكُلَّ الثَّامِنُةُ: لَمْ يَنْزِلْ بِهَا أَمْرٌ إِلَّا جَعَلَ الله ِلَهَا مِنْهُ   مَخْرَجًا وَ لِلْمُسْلِمِيْنَ بَرَكَةٌ. التَّاسِعُةُ: أَنَّ جِبْرِيْلَ أَتَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ   عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيْرٍ

      فَقَالَ:هَذِهِ زَوْجَتُكَ.فَقُلْتُ: إِن يَكُن مِّنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ.   وَقَدْ أَدْخَلَهُ الْبُخَارِيُّ فِيْ بَابِ النَّظَرإِلَى الْمَرْأَة إِذَا  أَرَادَ تَزْوِيْجَهَا. قَالَ بَعْضُهُمْ وَهُوَ اسْتِدْلَالٌ صَحِيْحٌ لِأَنَّ فِعْلَ النَّبِيِّ

      صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ وَالْيَقَظَةِ سَوَاءٌ وَقَدْ   كَشَفَ عَنْ وَجْهِهَا.

    وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمَذِيِّ: فِي خِرْقَةِ حَرِيْرٍ    خَضْرَاءَ.وَقَالَ:حَسَنٌ غَرِيْبٌ.وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ غَرِيْبَةٍ:أَنَّ طُولَ تِلْكَ الْخِرْقَةِ ذِرَاعَانِ   وَعَرْضُهَا شِبْرٌ" ذَكَرَهُ الْخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِ بَغْدَادَ مِنْ     رِوَايَةِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ.  وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إن يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ"فَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: لَيْسَ بِشَكٍّ لِأَنَّ رُؤْيَا إِلَّانْبِيَاءِ وَحْيٌ وَلَكِنْ لَّمَّا كَانَتْ الرُّؤْيَا تَارَةً تَكُوْنُ عَلَى ظَاهِرِهَا وَ تَارَةً تَزْهُوْ نَظِيْرَ الْمَرْئِيِّ أَوْ شَبَهِهِ فَيَطْرُقُ الشَّكّ مِنْ هَاهُنَا.  ويَبْقَى سُؤَالٌ: لِمَاذَا أَتَى بِـ"إِنْ" وَالْمُنَاسِبُ لِلْمَقَامِ  "إِذَا" لِأَنَّهَا لِلْمُحَقَّقِ وَ"إِنْ" لِلْمَشْكُوْكِ فِيْهِ   وَجَوَابُهُ يُعْلَمُ مِمَّا قَبْلَهُ.

  وَذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَك عَن الْوَاقِدِيِّ حَدَّثَنِيْ  عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ مَيْمُوْن مَوْلَى عُرْوَة عَن حَبِيْب مَوْلَى  عُرْوَة قَالَ:لَمَّا مَاتَتْ خَدِيْجَةُ حَزِنَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى  اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ جِبْرِيْلُ بِعَائِشَةَ فِي مَهْدٍ   فَقَالَ:هَذِهِ تُذْهِبُ بِبَعْضِ حُزْنِكَ وَ إِنَّ فِيْهَا لَخَلَفًا مِنْ  خَدِيْجَةَ" الْحَدِيْث.

      فَيَحْتَمِلُ أَنَّهَا عُرِضَتْ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ لِمَّا يَدُلُّ   عَلَيْهِ اخْتِلَافُ الْحَالِ وَ يَشْهَدُ لَهُ رِوَايَةُ الْبُخَارِ

      الْعَاشِرُةُ: أَنَّهَا كَانَتْ أَحَبَّ أَْزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ.

      قَالَ لَهُ عَمْرو بْنُ الْعَاصِ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:عَائِشَةُ. قَالَ:وَمِنَ الرِّجَال؟ قَالَ:أَبُوْهَا .  أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ صَحَّحَهُ التِّرْمَذِيُّ.

      الْحَادِيْةُ عَشْرَةَ: وُجُوْب مَحَبَّتِهَا عَلَى كُلِّ أَحَدٍ.  فَفِي الصَحِيْح لَمَّا جَاءَت فَاطِمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا إِلَى  النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا:أَلَسْتِ تُحِبِّيْنَ مَا أُحِبُّ؟ قَالَتْ: بَلَى قَالَ:فأَحِبِّيْ هَذِهِ يَعْنِيْ عَائِشَةَ" وَ هَذَا الْأَمْر ظَاهِرُ الوُجُوْبِ.  وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَاضَتْ

     عَائِشَةُ: إِنَّ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آَدَمَ.   وَقَوْلُهُ لَمَّا حَاضَتْ صَفِيَّة: عَقْرَى حَلْقَى أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟  وَ فرق عَظِيْم بين الْمَقَامَيْنِ وَلَعَلَّ مِنْ جُمْلَةِ أَسْبَابِ  الْمَحَبَّةِ كَثْرَةُ مَا بَلَغَتْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ دُوْنَ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاء الصَحَابِيًّاتِ كَمَا قِيْلَ  بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: وَ حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ. الثَّانِيةُ عَشْرَةَ: أَنَّ مَنْ قَذَفَهَا فَقَدْ كَفَرَ لِتَصْرِيْحِ

      الْقْرْآنِ الْكَرِيْمِ بِبَرَاءتِهَا  قَالَ: الْخُوَارَزَمِيُّ - فِي "الْكَافِي "- مِنْ أَصْحَابنَا فِي كِتَابِ

      الرِّدَّةِ: لَوْ قَذَفَ عَائِشَةَ بِالزِّنَى صَارَ كَافِرًا بِخِلَافِ غَيْرِهَا مِنَ الزَّوْجَاتِ لِأَنَّ الْقْرْآنَ نَزَلَ بِبَرَاءتِهَا.  وَعِنْدَ مَالِكٍ أَنَّ مَنْ سَبَّهَا قُتِلَ. قَالَ: أَبُو الْخَطَّاب بْنُ  دِحْيَةَ فِي أَجْوِبَة الْمَسَائِلِ: وَيَشْهَدُ مَالِك كِتَاب اللهِ فَأَنَّ اللهَ   تَعَالَى إِذَا ذَكَرَ فِي الْقْرْآنِ مَا نَسَبَهُ إِلَيْهِ الْمُشْرِكُوْنَ

      سَبَّحَ لِنَفْسِهِ قَالَ: تَعَالَى:{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ  وَلَداً سُبْحَانَهُ} وَ اللهُ تَعَالَى ذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ:{ وَ لَوْ لَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَا يَكُوْنُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا  سُبْحَإِنَّك هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.

      فَسَبَّحَ نَفْسَهُ فِيْ تَنْزِيْهِ عَائِشَةَ كَمَا سَبَّحَ نَفْسَهُ لِنَفْسِهِ فِيْ تَنْزِيْهِهِ. حَكَاهُ الْقَاضِيْ أَبُوْ بَكْرٍبْنُ

      الطَّيِّبِ.  الثَّالِثُةُ عَشْرَةَ: مَنْ أَنْكَرَكَوْنَ أَبِيْهَا أَبِيْ  بَكْرٍ،الصِّدِّيْق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَحَابِيًّا كَانَ كَافِرًا نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيّ فَأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُوْل:{إِذْ يَقُولُ

      لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ أَنَّ اللهَ مَعَنَا}  ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْكَافِيْ وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهُ لَا يَجْرِيْ ذَلِكَ فِيْ

    إِنْكَارِ صُحْبَةِ غَيْره وَ لَيْسَ كَذَلِكَ؛ نَعَمْ يُدْرِكُ تَكْفِيْرَ   مُنْكِرِ صُحْبَةِ الصِّدِّيْق تَكْذِيْبُ النُّصُوْصِ وَصُحْبَةِ غَيْرِهِ  التَّوَاتُرُ.  الرَّابِعُةُ عَشْرَةَ: أن النَّاس كَانُوْا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ

      يَوْمَهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   فَيُتْحِفُوْنَهُ بِمَا يُحِبّ فِي مَنْزِلِ أَحَبِّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ

     يَبْتَغُوْنَ بذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ  أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ الْخَامِسُةُ عَشْرَةَ: أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمًا لَهَا بِخُصُوْصِهَا.

      السَّادِسُةُ عَشْرَةَ: اخْتِيَارُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ  يُمَرَّضَ فِيْ بَيْتِهَا. قَالَ أَبُوالْوَفَا عَقِيْلٌ رَحِمَهُ اللهُ :  انْظُرْ كَيْفَ اخْتَارَ لِمَرَضِهِ بَيْتَ الْبِنْتِ وَ اخْتَارَ  لِمَوْضِعِهِ مِنَ الصَّلَاةِ الْأَبَ فَمَا هَذِهِ الْغَفْلَةُ   الْمُتَحَوِّذَةُ عَلَى قُلُوْبِ الرَّافِضَةِ عَنْ هَذَاالْفَضْلِ  وَالْمَنْزِلَةِ الَّتِيْ لَا تَكَادُتَخْفَى عَنِ الْبَهِيْمِ فَضْلًا عَنِ  النَّاطِقِالسَّابِعُةُ عَشْرَةَ: وَفَاتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ

      سَحَرِهَا وَ نَحَرِهَا.  قَالَ: الصَّاغَانِيْ: السَّحَرُ بِفَتْحِ السِّيْنِ وَ ضَمِّهَا مَا

      تَعَلَّقَ بِالْحُلْقُوْمِ وَ بِالْمَرِيْءِ مِنْ أَعْلَى الْبَطْنِ مِنَ  الرِّئَةِ وَ غَيْرِهَا". وَعَنِ الْفَرِّاءِ فِيْهِ: سَحَرٌ بِالتَّحْرِيْكِ.وَ كَانَ عَمَّارَةُ بْنُ عَقِيْلِ بْنِ بِلَالِ بْنِ جَرِيْر يَقُوْلُ:  إِنَّمَا هُوَ بَيْنَ شَجَرِيْ" بِشِيْنٍ مُعْجَمَةٍ وَجِيْمٍ" فُسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَ قَدَّمَهَا عَنْ صَدْرِهِ كَأَنَّهُ

      يَضُمُّ شَيْئًا. يُرِيْدُ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قُبِضَ وَقَدْ ضَمَّتْهُ بِيَدَيْهَا  إِلَى نَحْرِهَا وَصَدْرِهَا وَخَالَفَتْ بَيْنَ أَصَابِعِهَا وَ كَأَنَّهُ  عِنْدَهُ مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: اشْتَجَرَتِ الرِّمَاحُ" إِذَا  اشْتَبَكَتْ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ.

      الثَّامِنُةُ عَشْرَةَ: وَفَاتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ  يَوْمِهَا.  التَّاسِعُةُ عَشْرَةَ: دَفْنُهُ فِيْ بَيْتهَا بِبُقْعَةٍ هِيَ أَفْضَل  بِقَاعِ الْأَرْض بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ. الْعِشْرُوْنَ: أَنَّهَا رَأَتْ جِبْرِيْلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   فِيْ صُوْرَة دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثَبَتَ فِي  الصَّحِيْحَيْنِ.

      زَادَ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ عَنْ مَسْرُوْقٍ عَنْهَا: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ:بِمَنْ شَبَّهْتِهِ؟ قُلْتُ: بِـ"دِحْيَةَ"  قَالَ:لَقَدْ رَأَيْتِ جِبْرِيْلَ. وَ فِيْ رِوَايَةٍ لَّهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْهَا: وَ

      رَأَيْتُ جِبْرِيْلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِّسَائِهِ غَيْرِيْ.

      فَأَخْرَجَ مِنْ جِهَةِ مَالِكِ بْنِ سَعِيْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيْلِ بْنِ

      أَبِيْ خَالِد أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ أَنَّ عَبْد اللهِ

      بْنِ صَفْوَانَ أَتَى عَائِشَةَ وَآخَرُ مَعَهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُُ:

      لِأَحَدِهِمَا: أَمَنَعْتِ حَدِيْثَ حَفْصَة يَا فُلَانٌ؟ فَقَالَ:نَعَمْ يَا

      أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ.

      فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ: وَ مَا ذَاكَ يَا أُمَّ

      الْمُؤْمِنِيْنَ؟

      قَالَتْ: خِلَالٌ تِسْعٌ لَمْ تَكُ لِأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ قَبْلِيْ إِلَّا

      مَاأَتَى اللهَ مَرْيَم بِنْتِ عِمْرَان وَ اللهِ مَا أَقُوْلُ هَذَا أَنِّيْ

      أَفْخَرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبَاتِيْ".

      فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ: وَمَا هُنَّ يَاأُمَّ

      الْمُؤْمِنِيْنَ؟

      قَالَتْ:جَاءَ الْمَلَكُ بِصُوْرَتِيْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ

      عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَزَوَّجَنِيْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

      وَسَلَّمَ وَ أَنَاابْنَة سَبْعِ سِنِيْنَ وَ أُهَدْيتُ إِلَيْهِ وَأَنَا

      ابْنَة تِسْعِ سُنَنيْنَ وَ تَزَوَّجَنِيْ بِكْرًا لَمْ يَشْرَكْهُ فِيَّ

      أَحَدٌ مِّنَ النَّاسِ وَ كَانَ يَأْتِيْهِ الْوَحْيُ وَ أَنَا وَهُوَ فِيْ

      لِحَافٍ وَاحِدٍ وَكُنْتُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ وَنَزَلَ فِيَّ

      آَيَاتٌ مِّنَ الْقْرْآَنِ كَادَتِ الْأُمَّةُ تَهْلِكُ فِيْهَا وَ رَأَيْتُ

      جِبْرِيْلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِّن نِّسَائِهِ غَيْرِيْ وَ قُبِضَ فِيْ

      بَيْتيْ وَ لَمْ يَلِهِ غَيْرُ الْمَلَكِ وَ أَنَا.

      وَقَالَ:صَحِيْحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.

      وَمَالِكُ بْنُ سَعِيْرٍ مِنْ رِجَال مُسْلِمٍ.

      وَقَالَ: أَبُوْ حَاتِم: صَدُوْقٌ. وَضَعَّفَهُ أَبُوْدَاوُدَ.

      وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِيْهَا نَظَرٌ لِمَا فِيْ كِتَابِ مُسْلِمٍ أَنَّ

      أُمّ سَلَمَةَ رَأَتْهُ فِيْ صُوْرَة دحية أَيْضًا.

      قَالَ: أَبُو الْفَرَجِ: وَ إِنَّمَا سَلَّمَ عَلَيْهَا وَ لَمْ يُوَاجِهْهَا

rt

المصدر: كتاب للشيخ الزراكشي
asd12435

الاستاذ/ احمد السيد همام - مدرس تربية فنية بكالوريوس تربية نوعية قنا 1998 قسم تربية فنية الاقصر - الغربي قمولا -نجع البركة

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 129 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2010 بواسطة asd12435

ساحة النقاش

احمد السيد همام

asd12435
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

36,148