يشعر معظم الأزواج بعد مضي أشهر على بداية حياتهم الزوجية أنهم يخضعون لمراقبة دقيقة من قبل محيطهم العائلي. فأهل الزوج يعاينون عن كثب تصرفات الزوجة و يضعونها تحت مجهر الاختبار لمعرفة مهارتها في الطبخ، في التنظيف، في المعاملة وفي خدمة البيت... وهل يسيطر ابنهم على الوضع أم أنه واقع تحت سيطرة زوجته، حيث يكونون متأهبين للتدخل السريع.

أما أهل الزوجة فيوجهون المجهر نحو الزوج في محاولات لمعرفة مدى قوة شخصيته واستقلاله عن أهله، وحسن معاملته لابنتهم...

حالة الترقب هذه كثيرا ما تزعزع الثقة بالنفس لدى الزوجين، فيتملكهما الإحساس بالتوتر والقلق والاضطراب… خصوصا الزوجة التي كانت تظن أن الحياة الزوجية هي المفتاح السحري إلى السعادة.

وللحد من حيرة الأزواج الجدد حول كيفية تجاوز هذه المرحلة وهذا الوضع، نقترح عليهم بناء الحصون التالية:


- حصن التعارف:


قد يكون لقصر فترة الخطوبة، وطغيان الميل العاطفي على التعقل في بداية الحياة الزوجية تأثير فلا يفسح المجال لوضع أهداف لهذا الارتباط أو الميثاق الغليظ. ولا لتعارف عميق يقلص الفوارق في الطباع التي قد تظهرها المعاشرة عن قرب، لهذا فلا بأس من تدارك ذلك عبر جلسة ود يناقش ويكشف من خلالها كل طرف - بحكمة وتعقل وهدوء- عما يرضيه ويسعده، ما يغضبه ويزعجه، وعن المواصفات التي بنى عليها اختياره للطرف الآخر حتى يتسنى له تنميتها وتقويتها مع مرور الأيام.


- حصن الثقة:

لا يتحقق الاستقرار في الحياة الزوجية ما لم يكن أساسها الثقة المتبادلة: فالغياب المتكرر، أو التأخر في الرجوع إلى البيت قد يثير بوادر الشك عند بعض الزوجات ويفتح باب الشر على مصراعيه للوساوس. كما أن ارتياد بعضهن لأماكن يكرهها الزوج، أو التعامل مع أشخاص ليسوا أهلا للثقة، أو الإفراط في التزين قد يثير حفيظة بعض الأزواج.
على العموم فكل مكان أو شخص أو تصرف أو معاملة تهز ثقة شريك حياتك فيك يجب التخلي عنها فورا ومن غير تردد.


- حصن الستر:

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}اللباس هنا رمز للستر والحماية والوقاية، وما أحوج الأزواج للباس التقوى، لأن به تستر الأعراض، وتحفظ الأسرار يقول الله عز وجل {ولباس التقوى ذلك خير} خير لأنه يلجم اللسان -عدو الإنسان اللدود- عن الشكوى وفضح أسرار الزوجية. فليحذر الأزواج إذن من أذية باللسان تجتاز أسوار البيت حتى لأقرب الناس، يتضاعف أذاها فلا تلتئم. وصدق الشاعر الذي قال:

جراحات السنان لها التئام (((()))) ولا يلتئم ما جرح اللسان


- حصن المداراة والمحبة:


يفترض بالأزواج عموما – والجدد على وجه أخص- التعامل بلين وبمحبة، وغض الطرف عن هفوات بعضهم البعض، والتماس العذر عند الخطأ، وتنمية السلوك الايجابي في التعامل بينهم، لأن الحياة الزوجية بدون صبر ومصابرة ضرب من الوهم؛ والمعاشرة محك واختبار حقيقي لمدى صدق المحبة والرغبة في استقرار الزواج واستمراره.

لابد في الأخير من الإشارة بأن تماسك بناء الحياة الزوجية رهين بحرص طرفيه على توطيد العلاقة بينهما، وبرسم حدود لتدخل الأهل والأقارب فيها. والأهم هو أن تكون فعلا كما تعاهد عليه الزوجان عند توقيع العقد على هدى الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<!-- / message -->

  • Currently 58/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 522 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2008 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,173,615