الأهلى والترجى
تحليل- كريم سعيد:
سنستعرض ابرز احداث المباراة من وجهة نظر المحرر في سطور قليلة بالإضافة الي اختيار نجم المباراة وسبب ذلك في اخر التقرير.
وجرت العادة ان اقدم "تحليل ع الطاير" عقب المباريات ولكن اليوم سنعقد استثناءً بسيطا بتقديم رؤية مسبقة لما يخص النادي الاهلي فنيا قبل مباراته الهامة والمرتقبة امام الترجي التونسي يوم السبت 17 نوفمبر الجاري في اياب الدور النهائي لدوري ابطال افريقيا وهو اللقاء الذي سيقام على ملعب رادس بالعاصمة تونس.
3-4-2-1 الخطة الامثل للأهلي لبداية اللقاء
- في البداية سأستعرض في نقاط سريعة الموقف الحالي للأهلي والترجي قبل لقاء الاياب:
***الاهلي تعادل في لقاء الذهاب 1-1 وبالتالي فهو خاسر حاليا للقب قبل لقاء العودة الذي سيبدأ بنتيجة التعادل السلبي.
***الاهلي محتم عليه احراز هدف في لقاء الاياب من اجل معادلة هدف الترجي الذي احرزه في لقاء الاسكندرية.
***الاهلي تأكد غياب سيد معوض عنه في المباراة القادمة.
*** الترجي تأكد غياب كل ثنائي الجبهة اليمنى عنه وهما هاريسون افول وسامح الدربالي اضافة الي شكوك حول لحاق صانع الالعاب يوسف المساكني باللقاء.
- يتضح مما سبق ان الاهلي خرج بشكل سلبي للغاية من لقاء الذهاب وبالأخص فيما يتعلق بنتيجة اللقاء اضافة الي الشكل السلبي للأمور الفنية وهو ما سنتطرق اليه في السطور القادمة.
- البدري بدأ لقاء الذهاب بطريقة 4-2-3-1 وفي بداية الشوط الثاني ومع دخول السيد حمدي بدلا من شريف عبدالفضيل تحولت الطريقة بشكل انتحاري الي 2-4-4 خصوصا مع عدم وجود اي واجبات دفاعية لثنائي الطرف فتحي وسليمان.
- ومع التبديل الثاني بخروج حسام غالي وقتما كان الاهلي متأخر في النتيجة 0-1 تحولت الطريقة الي شكل انتحاري اكبر وهو 2-3-5. ولم يغير تبديل جدو بمتعب شيئا في الطريقة كونه كان تغيرا مباشرا في نفس المركز.
- ولن اخوض كثيرا في لقاء الذهاب كوننا تحدثنا فيه باستفاضة في الحلقة السابقة لـ"تحليل ع الطاير" ولكني وددت فقط ان أؤكد ان كل ما حدث في لقاء الذهاب لا يجب حدوثه بأي طريقة كانت في مباراة العودة.
- البدري عليه ان يتخلى تماما عن فكره في 4-2-3-1 والذي اثبت مستوى اللاعبين الدفاعي اضافة الي جاهزيتهم البدنية انهم غير مستعدون على الاطلاق لتطبيق التكتيك الخاص بهذه الطريقة سواء الدفاعي او الهجومي.
- مرونة البدري في التخلي عن ايمانه الشخصي بـ4-2-3-1 ستكون البذرة الاولى في رحلة "احتمالية" عودة الاهلي باللقب من تونس.
- النقطة الثالثة في حقائق ما قبل مباراة الاياب والتي استعرضنا في السطور العليا كانت تأكد غياب سيد معوض عن لقاء الاياب، والبدائل المتاحة حاليا هي:
*** احمد شديد قناوي وهو يلعب في نفس المركز ولكنه حاليا ليس بقوة الاساسي سيد معوض.
*** شريف عبدالفضيل وهو ليس بظهير ايسر ولكن يمكن استخدام قوته الدفاعية في سد هذه المنطقة.
- السؤال الذي سيجعلنا نجيب عن الاسلوب الامثل لاختيار البديل المناسب لمعوض هو "ما هي الطريقة المثلى للأهلي لخوض لقاء الاياب والتي منها يكون قادر على احراز هدف وفي الوقت ذاته الحفاظ على نظافة شباكه."
- البدري لديه تحفظا كاملا في الشق الدفاعي لشديد قناوي، وهو على حق تماما في ذلك فاللاعب هجوميا افضل منه دفاعيا وبالتالي لا يمكن ان يتحمل مسؤولية الجانب الايسر بالكامل، فلا قدراته الفنية ستساعده في ذلك خصوصا امام خصم قاري قوي، ولا لياقته البدنية ستسعفه طوال الوقت.
- وضعا في الاعتبار فشل 4-2-3-1 في الذهاب وضرورة تغيير طريقة اللعب من اجل تأمين الجبهة اليسري وايضا وضع شق هجومي بها، لن يجد البدري امامه سوى اللجوء الى 3-4-2-1 لبداية لقاء الترجي.
طريقة 3-4-2-1 ستساعد البدري في اكثر من امر دفاعي في بداية لقاء الاياب:
*** القضاء على اي خوف من اشراك قناوي من البداية، فبوجود الثلاثي جمعة ونجيب وعبدالفضيل سيكون على الاخير دائما مساندة قناوي في العملية الدفاعية مع ترك الشق الهجومي له اثناء الهجوم.
*** القضاء على الضعف الدفاعي للأهلي بشكل عام وهو ما جعل الفريق يتلقى 7 اهداف كاملة في مبارياته الخارجية التي خاضها في البطولة حتي الان وهي 6 مباريات، اي بنسبة تبلغ 1.16 هدف في المباراة الواحدة.
*** سواء قرر البدري اللعب بثلاثي الدفاع بليبرو او على خط واحد، فسيتخلص من خطورة ترك جمعة بمفرده امام اي لاعب من الترجي خصوصا في ظل عدم قدرة مدافع الاهلي على تقديم الجزء البدني كما كان عليه من قبل.
- بالانتقال لخط الوسط سنجد ان فتحي سيأخذ مركز لاعب خط الوسط الايمن، وسيتولى شديد قناوي مركز لاعب خط الوسط الايسر، ولا خلاف على تواجد الثاني حسام عاشور كلاعبي خط وسط مدافعين (Defending Midfielders)، على ان يتحول غالي فقط في الشق الهجومي للاعب وسط مهاجم (Center Midfielders).
- وفيما يخص الثلاثي الهجومي، فسيكون على البدري حسم ثنائي ما خلف المهاجم الاوحد ليكونا بشكل واضح وصريح وبدون اي مجاملات عبدالله السعيد متطرف للجبهة اليمني (Right Wing)، ومحمد ناجي جدو كمتطرف للجبهة اليسرى (Left Wing)، ورغم انه من المفترض ان يشغل وليد سليمان هذا الجانب حاليا الا ان في ظروف اصابة اللاعب الاخيرة اري ان بقاءه على الدكة سيكون افيد من البداية به.
- المهاجم الاوحد في هذه الطريقة سيكون "Striker" او مهاجم الصندوق، وفي الوقت الحالي لا يملك الاهلي سوى لشغل هذا المركز سوى عماد متعب واوسو كونان والسيد حمدي رغم ان الاخير دائما وابدا ما يفضل الخروج لخارج المنطقة.
- وصراحة وبعد تفكير عميق في جميع ما يخص هذا الثلاثي وضعا في الاعتبار ظروف وحساسية المباراة القادمة، ارى ان عماد متعب هو الافضل للبدء في هذا المركز في البداية رغم كل الانتقادات التي يتم توجيها له مؤخرا بسبب هبوط مستواه سواء الفني او البدني.
- عماد متعب سيكون مفيدا للغاية في استغلال ذكاءه الهجومي امام اعتماد مدافعي الترجي على القوة فقط، اضافة الي ان خبرة اللاعب بهذه المباريات افضل بكثير من خبرة كونان والسيد حمدي.
- وبناء عليه، فسيكون التشكيل الامثل للأهلي للبداية هو:
حراسة المرمي: شريف اكرامي.
خط الدفاع: شريف عبدالفضيل – وائل جمعة – محمد نجيب.
خط الوسط: احمد شديد قناوي – حسام غالي – حسام عاشور – احمد فتحي.
ثنائي خلف المهاجم الاوحد: جدو- عبدالله السعيد.
المهاجم الاوحد: عماد متعب.
- من المنطقي ان تعطي هذه الطريقة للأهلي افضلية دفاعية وهجومية بشكل اكبر من ذلك التي اعطته 4-2-3-1 في لقاء الذهاب ولكن يجب وضع في الاعتبار ان هذه الطريقة هدفها الاول الحفاظ على شباك الاهلي نظيفة طوال الـ45 دقيقة الاولى خاصة وانه يجب تقسيم اللقاء لـ4 اجزاء بـ4 خطط مختلفة وهو ما سنتطرق اليه في السطور القادمة.
- هذه الطريقة بهذا التشكيل حال حالف الاهلي التوفيق من عند الله في الحفاظ على شباكه نظيفة في المرحلة الاولى والتي ستكون منذ الدقيقة الاولى وحتي الدقيقة 40، فسيكون على البدري اجراء التغيير الاول له من اجل بداية مشوار الضغط الهجومي على الترجي مع بداية المرحلة الثانية والتي ستبدأ من الدقيقة 41 وستستمر حتي الدقيقة 60، وهذا التغيير سيكون بشكل كبير، حال ايضا استمر لاعبو الاهلي على نفس حالتهم البدنية ولم يصاب احد منهم لا قدر الله، سيكون بإخراج لاعب الوسط الايسر وهو ما افترضناه في التشكيل ان يكون احمد شديد قناوي، وادخال لاعب خط وسط مهاجم هو وليد سليمان كما افترضنا بدايته على دكة البدلاء.
- هذا التغيير سيجعل خطة اللعب تتغير لتكون 3-3-3-1 بواجبات هجومية واضحة وصريحة لسليمان في الجبهة اليسرى من اجل الضغط بشكل هجومي اكبر على الجبهة اليمني للترجي والتي ستكون منقوصة من افول والدربالي ومهما كان اسم البديل الذي سيعتمد عليه نبيل معلول فمن المفترض ان يكون مستواه ليس بمثل الثنائي الاساسي، كما سيتم منح عبدالفضيل مرونة للتقدم قليلا لتغطية المنطقة ما خلف وليد سليمان.
- حال ايضا استمرت المباراة على نفس المنوال وبنفس الطريقة هي عدم قدرة الاهلي على هز شباك الترجي وايضا قدرته على الحفاظ على نظافة شباكه، فستبدأ المرحلة الثالثة من الدقيقة 61 بإجراء التغيير الثاني للأهلي في المباراة بإخراج احد ثلاثي الدفاع والاقرب لذلك ان يكون وائل جمعة الا اذا اثبت صخرة الدفاع الاهلاوي قدرته البدنية علي الاستمرار وبالتالي فسيتجه التغيير نحو شريف عبدالفضيل ويتم ادخال محمد بركات كلاعب خط وسط ايمن لتتغير الطريقة لتصبح 2-4-2-2 بإدخال جدو في الخط الهجومي بجوار متعب، وبالتالي يكون تشكيل الاهلي بداية من الدقيقة 61 كالتالي:
حراسة المرمي: شريف اكرامي.
ثنائي الدفاع: وائل جمعة – محمد نجيب.
خط الوسط: وليد سليمان - حسام غالي - حسام عاشور - احمد فتحي.
ثنائي خلف الهجوم: عبدالله السعيد –محمد بركات.
الهجوم: جدو - عماد متعب.
- هذه المرحلة من المفترض ان تعطي الاهلي افضلية هجومية واضحة امام الترجي، مع بعض المخاطرة الدفاعية وتوقيت هذه المخاطرة سيكون منطقيا كونها ستكون النصف ساعة الاخيرة لحسم اللقب وهو ما سيتطلب قتال من اللاعبين داخل الملعب لتعويض نتيجة الذهاب حال استمر التعادل السلبي او حتي تقدم الترجي بهدف في اسوأ الظروف.
- حال استمر التعادل السلبي او حتي تقدم الترجي بهدف نظيف، فستبدأ المرحلة الرابعة بحلول الدقيقة 75 بإدخال محمد ابوتريكة بدلا من حسام غالي مع عودة عبدالله السعيد لشغل مركز غالي في خط الوسط ودخول ابوتريكة ليكون بجوار بركات خلف الثنائي الهجومي.
- وهنا تبدأ مخاطرة الاهلي في الزيادة بنسبة كبيرة حيث سيكون الاعتماد في الدفاع فقط على الثنائي جمعة ونجيب وامامهم عاشور كلاعب ليبرو متقدم كما في خطط الفرق الايطالية التي تفضل ان يكون الليبرو امام المساكين بدلا من خلفهما، فيما سيكون الشق الهجومي للفريق متكون قوامه من 7 لاعبين كاملين.
- عوامل كثيرة ستؤثر في مقدار جودة هذا السيناريو وهي ما يمكن ترتيبه من حيث الاولوية كالتالي:
1- قدرة الجهاز الفني علي الاعداد النفسي للاعبين قبل المباراة من اجل الثبات وتنفيذ الخطط الموضوعة بكامل حذافيرها وعدم الخروج عنها.
2- قدرة اللاعبين على تحمل الشق البدني وعدم هدر طاقتهم بشكل كامل في الشوط الاول مثلا.
3- الثبات الانفعالي المطلوب لكل لاعب في حكم اعصابه امام الاستفزازات المتوقعة من لاعبي الترجي في ملعبهم ووسط جماهيره.
وفي النهاية، حال اظهر البدري مرونة في تغير طريقة لعبه من البداية ومنطقية في تغيراته اثناء اللقاء واظهر اللاعبون قوة وحماس ورجولة كما حدث في لقاء الذهاب بغض النظر عن نتيجتها وبغض النظر عن التفوق الفني والبدني الواضح للترجي، فلن يسعنا ان نقول في النهاية سوى " وما النصر الا من عند الله"