<!--<!--<!--
العلاقات العامة وصناعة القرار بقلم : عقيل السوداني [email protected]
تعني العلاقات العامة بابسط تعريفاتها (فن وعلم صناعة السمعة الطيبة) وان القرار (أي قرار) هو اختيار البديل الأفضل من بين مجموعة بدائل, وتخصص المؤسسات في الدول المتقدمة (حكومات , شركات , منظمات) جزء كبير من ميزانياتها للإنفاق على ما يساعد جماهيرها (مواطنون , زبائن , عملاء ) في الاحتفاظ بصورة ذهنية طيبة على ما تتبناه من قرارات وتشريعات ومواقف متنوعة وما تقدمه من خدمات وما تنتجه من سلع وبضائع , وهي في سبيل إرضاء جماهيرها تستعين بالبحوث والدراسات التي يعدها الخبراء والمختصون في أجهزة العلاقات العامة, إذ يحتل هذا الجهاز موقع الصدارة في الهيكل التنظيمي لكل مؤسسة ,وهو الأقرب إلى مركز صنع القرار فيها , لإدراك المسؤولين في تلك الدول أن الحصول على رضا الناس وترك انطباعات ايجابية لديهم مع تعدد آرائهم وتنوع انتماءآتهم واختلاف مستوياتهم أمر من الصعب تحقيقه بالاعتماد على الاجتهادات الظنية والأحكام التصورية التي يتبناها من لا يفرق بين العلاقات العامة والإعلام ولا يدرك أن العلاقات العامة تعتمد على تطبيق مجموعة من العلوم والفنون وهي تعني في جملة ما تعنيه (بناء السمعة وإدارة اتصالات الأزمات وصناعة الحدث وو...الخ ) وهي بذلك تمثل حلقة الوصل بين المؤسسات وجماهيرها , ويزداد الأمر خطورة مع تعدد وسائل الاتصال وتنوع طرق الحصول على المعلومة والنتاجات العظيمة للثورة المعلوماتية الهائلة والتي كانت السبب الرئيس في أحداث الثورات الجماهيرية في الدول العربية , وبمقارنة ذلك بما يجري في بلدنا الحبيب نلاحظ قصور في فهم الكثيرين لأنشطة العلاقات العامة وتهميش دور هذا الجهاز المهم في اغلب المؤسسات الحكومية والخاصة , وهو ما يبدو جلياً في الأزمات المتكررة التي تعصف بنا والناتجة عن قرارات خطيرة تتخذ دون دراسة الجمهور والرسائل الاتصالية الموجهة إليه ولعدم اخذ عامل الوقت بالحسبان بالإضافة إلى الافتقار للحملات الإعلانية التي تمهد لكل إجراء فضلا عن عدم وجود تحليل آني لرجع صدى الجماهير على تلك الإجراءات وعدم اخذ ردود أفعال الناس المتوقعة بالحسبان وانعكاسات ذلك كله على سمعة المؤسسة صاحبة القرار, إنها دعوة إلى إعادة النظر في التعامل مع هذا الجهاز المهم وبناءه وفق المعطيات العلمية واختيار أصحاب الخبرة والاختصاص وتمكينهم لأخذ دورهم في صناعة القرار في بلد يعاني أزمة بهذه الصناعة و الأمثلة لا يتسع لها المقام .
ساحة النقاش