بعد فشـل كوبنهاجن الأمل في المكسـيك 2010

الدول المتقـدمة تتجـاهل النـامية

 وتوافق علي رفع المتوسـط لدرجة حرارة الأرض درجتيـن

إتفـاق كوبنهاجن ...

يسبب مزيد من الكوارث البيئية في الدول النامية!!

 

وإنفض مولد كوبنهاجن الذي أسموه المؤتمر الدولي للمناخ أو قمة كوبنهاجن كما بدأ، دون أن يقدم أي جديد لحماية هذه الأرض... إنفض المولد بعد تجمع 130 رئيس دولة وحكومة إتفقوا علي ألا يتفقوا فخرج الإتفاق الذي قدموه للعالم هزيلا لايرقي حتي ليس لمواجهة المشكلة فحسب، ولكنه لايرقي حتي لمجرد إعتباره مجرد بداية.

 

فلا يعقل أن يعاني العالم من كل ما يعانيه من أعاصير وفيضانات وعواصف وتوقعات مؤكدة بغرق العديد من البلدان بسبب التغيرات المناخية وإرتفاع درجة حرارة الأرض،  ولا تخرج علينا قمة كوبنهاجن برؤسائها المائة والثلاثون بهذا الإتفاق الهزيل الذي إن أكد شئ إنما يؤكد أن العالم بالفعل بات منقسماً بين دول غنية لاتري إلانفسها ومصلحتها متسببة في ذلك حدوث مشكلة تغير المناخ وزيادة تعقيدها ودول نامية أو بمعني أدق فقيرة ستتأثر من جراء الكوارث الناجمة عن هذه المشكلة دون أن تملك حتي أن تدافع عن نفسها في مواجهتها.

 

وقد خرجت قمة كوبنهاجن للتغيرات المناخية التي إختتمت أعمالها عشية التاسع عشر من ديسمبر الماضي باتفاق هزيل ينص علي ضرورة خفض إنبعاثات الكربون للحد من إرتفاع درجة حرارة الأرض بواقع درجتين دون وضع تاريخ محدد لذلك وقد جابه هذا الإتفاق معارضة شديدة من الدول النامية بسبب عدم وضع خطوات محددة للحد من تلك الإنبعاثات، كما أن الاتفاق الجديد لم ينص علي ضرورة تقليل أقصي مدي وصلت إليه الانبعاثات الغازية المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض وذلك بسبب رفض الصين القاطع لذلك.

 

وقد إحتدم الخلاف بين الدول الغنية والفقيرة أو كما يقولون النامية بسبب إصرار الأخيرة علي ضرورة النص علي عدم السماح بزيادة درجة حرارة ونصف فقط مع تحديد نسب حقيقية وعملية لخفض الانبعاثات المتسببة في المشكلة، وهو الأمر الذي رخصته الدول المتقدمة، مؤكد بذلك أنه لا يعنيها إلا نفسها وتقدمها وليغرق من يغرق أو حتي يذهب إلي الهلاك.

 

وأوضحت الدول الإقريقية أن السماح بزيادة درجة حرارة الأرض درجتان كما نص إتفاق كوبنهاجن سيؤدى إلي زيادة درجة الحرارة في القارة الإفريقية بنسب تتراوح بين ثلاث وأربع درجات وهو الأمر الذي سيؤدي إلي غرق العديد من الدول المكونة من جزر صغيرة.

 

 

الدول المتقدمة فقط ... في الإعتبار

ومن جانبه فقد أعلن ألدن ماير رئيس الجلسة الموسعة للمؤتمر أن الدول المشاركة وافقت علي أخذ الإتفاق الأخير الذي توصل إليه قادة الدول المتقدمة في الإعتبار مما يرفع مانعاً قانونياً هاماً أمام تطبيق هذا الاتفاق، وأضاف أن اتباع ما تم إحرازه من اتفاق هو مسألة اختيارية لا إلزام فيها بالنسبة للدول المشاركة في المفاوضات، حيث أنه يعني اعترافاً رسمياً بالاتفاق الذي تمخضت عنه القمة دون وقف إقراره بسبب معارضة الدول النامية.

 

أي فلينفذ الاتفاق من ينفذه، وليمتنع الآخرون وهكذا ترسخ انقسام العالم إلي قسمين دول متقدمة وأخري نامية، دول لا يعنيها شئ من مصلحة الأخري أو أي أخطار تهددها.

 

 وقد أكدت كافة المجموعات الإقليمية للدول النامية أن هذا الاتفاق ضعيف للغاية، وأن الفرصة التي كان العالم أجمع ينتظرها لحماية الأرض من أثار السلبية للتغيرات المناخية قد ضاعت وأن قمة كوبنهاجن لم تكن إلا قمة للحلم الضائع.

 

وأكدت الدول النامية كذلك علي أن اتفاق كوبنهاجن سيتسبب في المزيد من الفياضنات والكوارث والجفاف والانهيارات الطينية وإرتفاع منسوب البحر وغيرها من الكوارث البيئية التي ستشهدها الدول النامية بسبب سماح تلك المتقدمة بزيادة درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين، لا شئ إلا لعدم رغبتها في تقليل إنبعاثاتها بالدرجة التي كان يأملها العالم لكبح جماح التغيرات المناخية، وذلك حتي لا تتوقف خزائنها عن الإمتلاء وليذهب الفقراء إلي الجحيم.

 

قمة كوبنهاجن.. وورقة التوت

ويبدو أن تلك الدول التي من المفترض إنها متقدمة وتحترم حقوق الإنسان قد شعرت بالخزي، فقررت أن تتجمل بورقة التوت لتداري عودة عورة قراراتها، فتعهدت بتقديم مساعدات مالية تصل إلي 30 مليار دولار حتي عام 2012، بينها 11 مليار من اليابان، ومليار واحد من الإتحاد الأوربي و3.6 مليار من الولايات المتحدة، كما تضمن الإتفاق كذلك تقديم 100 مليار دولار سنوياً بعد ذلك التوقيت للدول النامية لمساعدتها في التكيف والتصدي للتغيرات المناخية.

ونص الإتفاق علي تحديد نهاية يناير من العام المقبل 2010 كمهلة نهائية لكل الدول لتقديم خططها الخاصة بتقليص الإنبعاثات للأمم المتحدة، مع التخلي التام عن التوصل إلي معاهدة ملزمة قانونياً.

 

الأمل .. في المكسيك

ويبدو أننا كدول نامية لا نملك إلا محاولة ممارسة الضغوط التي لم تفلح حتي الأن علي الدول الغنية، على أمل أن تنجح هذه الضغوط  في الفترة القادمة علي الدفع إلي مفاوضات حقيقية تقترن فيها الأقوال بالأفعال لضمان نجاح المؤتمر القادم في المكسيك في ديسمبر 2010، خاصة أن مؤتمر كوبنهاجن قد أهال جميع مشروعات القرارات إلي مؤتمر المكسيك دون الإتفاق علي أي منها.

ولعل المكسيك قد تشهد حدوث المعجزة التي تتمثل في التوصل إلي معاهدة جديدة تلزم الدول المتقدمة وفي مقدمتها أمريكا والصين بخفض محدد ومشروط لإنبعاثاتها، ودعم الدول النامية بميزانيات أكبر لدعم إجراءات تكيفها لمواجهة المشكلة.

 

المصدر: أ. محمد محمود / المكتب العربي للشباب والبيئة
  • Currently 136/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 974 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

152,317