حصيلة الكوارث المرتبطة بالطقس في 2009
أظهرت احصائيات عام 2009 للكوارث أن اكثر من 90% من الكوارث الطبيعية فى العالم هذا العام كان سببها احداث الطقس المتطرف. ومن بين 245 كارثة حدثت فى عام 2009 ، كانت هناك 224 مرتبطة بالطقس ، تأثر بها 55 مليون شخص من جملة 58 مليون ، وقتل 7000 شخص من بين 8900 ، وبلغت الخسائر الاقتصادية 15 مليار دولار امريكى من بين 19 مليار دولار. وبالرغم من أن أرقام 2009 تقل عن مثيلاتها في الأعوام السابقة الا أن الكوارث ذات العلاقة بالتغيرات المناخية والطقس ما تزال تتصدر قائمة الكوارث ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم معرضين بشدة للمخاطر وهم يعيشون في المناطق الساحلية.
وفى هذا الإطار، أكدت مارجريتا والستروم، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للحد من الكوارث، أن أن مليار شخص فى العالم يعيشون حاليا تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن الدراسات أوضحت أن ارتفاع درجة الحرارة بدرجتين مئويتين ينتج عنه وقوع ٤٠٠ مليون شخص آخر تحت خط الفقر فى العشرين عاماً المقبلة.
وأوضحت والستروم أن قارة أفريقيا تعد من أكثر قارات العالم عرضة للتأثر السلبى لتغير المناخ والأقل قدرة على التكيف مع الكوارث التى يمكن أن تقع فى المستقبل خاصة موجات الجفاف، مضيفة أن التوقعات تشير إلى أن قارة آسيا ستعانى أكثر من نقص فى المياه العذبة، بينما قارة أمريكا الشمالية ستعانى من ارتفاع درجات الحرارة التى سينتج عنه انخفاض حجم الجليد على الجبال وزيادة التبخر ومن ثم تغير موسمى لتوافر المياه. وحذرت من تراجع الإنتاج الزراعى فى كثير من دول العالم كنتيجة للاحتباس الحرارى، القمح والأرز بنحو ٢٥% مما يؤثر على الأحوال المعيشية والتغذية فى الدول المنتجة لهذه المحاصيل.
ويعتبر التقدم في رصد التغيرات الجوية ومراقبة الطقس والأخطار الطبيعية الناتجة عن المناخ من أهم عوامل التقليل من المخاطر والخسائر المحتملة في الأرواح نتيجة الكوارث. كما أن الاستعداد والاستجابة الفعَالة للطوارئ على الأرض يسهم في انقاذ الأرواح عند وقوع الكوارث. لا شك إذاً أن الاستثمار في تطوير القدرات والامكانيات لمراقبة المناخ وتوفير معلومات دقيقة لصانعي القرار سيعزز من قدرة المحتمعات على التصدي لمخاطر المناخ والكوارث التي قد تنتج عن الأعاصير والفيضانات والعواصف وغيرها. تعتبر بنغلاديش نموذجاً يُحتذى به في استخدام الإنذار المبكر وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر الكوارث حيث أن قتلى إعصار 1970 تجاوز 300000 نسمة وقتلى إعصار 1991 تجاوز 191000 نسمة بينما حصد إعصار سدر نحو 3500 نسمة في عام 2007.
إن منطقتنا العربية ليست بمنأى عن الكوارث وتعتبر من أكثر المناطق تضرراً من التغيرات المناخية التي ستأثر بشكل كبير على معدلات درجات الحرارة ومعدلات الجفاف وارتفاع مستوى البحر وازدياد حدة وتكرار العواصف. وارتفاع درجات الحرارة سيكون له تبعات اقتصادية وبيئية وتنموية سلبية للغاية في المنطقة العربية التي تعاني من ندرة المياه وتزايد متسارع للنمو السكاني. كما شهدت المنطقة العربية في 2009 ازدياد حدة وتكرار الفيضانات التي ضربت المغرب والجزائر ولبنان والمملكة العربية السعودية.
ولتلافي خسائر الكوارث والحد من مخاطرها يجب اعتماد الحد من المخاطر في آليات وأدوات التكيف مع التغير المناخي. الحد من المخاطر يكون من خلال أنظمة الإنذار المبكر، تعديل كودات البناء وتعزيز قدرة البنية التحتية على مجابهة الكوارث وإعداد خطط وطنية للاستجابة والتأهب في حالة وقوع الكوارث. إن التخطيط والاستعداد للحد من مخاطر الكوارث في إطار التغيرات المناخية سيجنبنا خسائر عديدة في الأرواح وسيحد من الأضرار التي قد تلحق بالمنازل والطرق والمدارس والمستشفيات والقطاع الزراعي والصناعي والبيئي.
ساحة النقاش