خلال عام 1982 قامت منظمة اليونسكو بأهم مسح عالمي حول التربية البيئية. وقد شمل هذا المسح العديد من الدول الأفريقية والآسيوية بما فيها العربية. وقد كانت الإجابات الصادرة عن الأطراف المستجوبة آن ذاك بالغة الأهمية من حيث أنها قد كشفت على أى حد تتناقض الرغبة في تطوير التربية البيئية في هذه البلدان مع فقدان الحاجة إلى تكوين تربوي منهجي ومنظم للأطر التعليمية ولواضعي البرامج وحتى لواضعي السياسات التربوية. وبالنسبة إلى الوطن العربي (المنطقة العربية) فلقد تبين بأن سكان المدن هذه البلدان قد أصبحوا في الثمانينات، أكثر وعياً بالمشكلات البيئية من سكان المناطق الريفية وينطبق هذا بوجه خاص على العلماء والعاملين بالخدمة المدنية وبدرجة أقل العاملين بالقطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة. ويخلص التقرير إلى أنه توجد في العديد من بلدان المنطقة العربية أنشطة للتربية البيئية يخضع بعضها لتشريعات التعليم الإلزامي. وتطبق هذه التشريعات بالدرجة الأولى على النظام المدرسي ولاسيما في المرحلتين الابتدائية والجامعية وعلى إعداد المعلمين.

 

المراحل التي مرت بها التربية البيئية من مؤتمر تبليسى إلى اليوم

 

المرحلة (1)

المرحلة (2)

المرحلة (3)

المرحلة (4)

 

 

 

 

تنمية الوعي العام بالقضايا البيئية.

تطوير المفاهيم ذات الاستعمال التربوي

 

تطوير الأساليب والأدلة والمواد التربوية

التربية من خلال معالجة الوقائع

-عقد الندوات والمؤتمرات

- تزويد الدول بالمراجع والوثائق الخاصة بالتربية البيئية.

- تدريب المعلمين قبل الخدمة.

- ظهور التربية البيئية من خلال مفهوم القدرات ومهارات المواطنة.

- عقد الورشات الخاصة في المناطق العربية والإفريقية (برنامج الأمم المتحدة للتربية البيئية)

- إنشاء جهاز معلومات الحاسب الآلي، والذي يضم بيانات عن 900 مؤسسة و300 مشروع تربية بيئية.

- وضع الأدلة التربوية.

 

- تدريب المعلمين في أثناء الخدمة.

- الاعتماد على تطوير الحس النقدي لدى المتعلمين.

- تناقل المعلومات والتجارب التحسيسية الأولى.

 

- تعزيز التعاون الدولي

- الربط بين العملية التربوية والوعي بنتائج السياسات العامة فى مجال البيئة.

 

·   يشير هذا المسح الدولي إلى أن معظم البلدان العربية التي أجابت على الاستبانة الموزعة، كانت قد أدرجت تنمية مفاهيم التربية البيئية في إطار النظام المدرسي، ولقد تشكلت الإستراتيجية المتبعة من دمج مضامين التربية البيئية فى مواد العلوم الطبيعية (كالأحياء والإيكولوجيا والكيمياء وأحياناً فى مواد العلوم الاجتماعية والجغرافيا) كما ركز العديد من البلدان العربية جهوده على نهج تعليمي لمشكلات التغذية والصحة وصون الموارد الطبيعية، أما أنشطة التربية البيئية غير الصفية وغير النظامية والتي اتخذت من قبل عدد من بلدان المنطقة فتتألف أساساً من تعليم الكبار الذي سعى عادة لإثارة وعى السكان بالمشكلات البيئية المختلفة خصوصاً تلك المتعلقة بالصحة والتغذية.

       

ومن حيث التوزيع، تشير نتائج المسح إلى أن المواد التعليمية ( مثل الكتب المدرسية وأدلة المعلم والمراجع والبحوث المبسطة والمجلات والصحف) تتوزع توزيعاً عادلاً على المدارس فى بلدان المنطقة ولكنها لم تتطور بعد بصورة كافية، أما المضامين التي تعالجها المواد التعليمية فتتعلق إلى حد كبير بالصحة والتغذية وإلى حد أضيق بصون وحماية الموارد الطبيعية والجوانب المختلفة من التلوث. وتتطابق هذه المواد عموماً مع مقتضيات الإستراتيجية التربوية التي تركز على نقل المعرفة من المعلم إلى الدارس، كما تشير نتائج المسح إلى أن التطور الذي أحرزته المواد التعليمية التي تهدف إلى تشجيع مشاركة الطلاب الفعالة فى عملية التعليم والتعلم كان غير كاف، بالرغم من بذل بعض البلدان العربية قدراً من الجهد الذي كرس لهذا النوع من المواد وبخاصة فيما يتعلق بمشكلات التلوث والصحة والتغذية.

       

على أنه وفى مستوى التأطير (نوعية الكادر التعليمي) تشير نتائج هذا المسح الأولى إلى أن إعداد المعلمين فى التربية البيئية قبل الخدمة وفى أثنائها غير كاف فى كل الدول العربية، على أن هذا الحكم ليس عاماً إذ وعلى الرغم من ذلك فإنه توجد فى مجال البيئة بعض المحاولات لإعداد معلمي العلوم الطبيعية بالمدارس الثانوية بشكل خاص، أما التدريب فى أثناء الخدمة فهو يتخذ إلى حد كبير شكل الدورات العامة القصيرة التى تتناول بعض المشكلات البيئية العاجلة.

 

المصدر: د. محمد السيد جميل - خبير تربوي / المكتب العربي للشباب والبيئة
  • Currently 150/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
50 تصويتات / 992 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

156,137