تأمّل ما تجود به الصّور***ودقّق في القضـــــــاء وفي القدر
ألم تر قهر النّاس أضحى***يميل إلى عبودية البــــــــــشر؟
تداس كرامة الإنسان عمدا***ويدفن إن عصا بين الحــــــــفر
وهذا واقع لا لبـــــس فيه***يجسّده التّــــــــــــــسلّط بالصّور
ومن ألف الإهانة عاش قنّا***عديم الشّأن منــــــــطفئ البصر
////
أفارقة الجنوب بكوا كثيرا***وكان عذابهم فعلا عســـــــــــــيرا
يعامل جلّهم عملا مشينا***وفي استعبادهم فاقوا الحــــميرا
تعمّد قهرهم غرب لئــيم***ومن أجسادهم ربح الكــــــــــثيرا
وما التّحقير للإنسان فخر***ولا استعباده غلب الضّـــــــــميرا
فكافح ما استطعت لعلّ يوما***سينصرنا الذي بعث البـــشيرا
////
تدور المسرحيّة في البوادي***ونحن لها نـــــــصـفّق يالأيادي
يوجّهنا السّماسرة انتهازا***فننتخب المــــــــحنّك في الفساد
ونزعم أنّنا في المصلحين***وما نهواه ينســــــــــب للرّشـــاد
وذا قدر الضّعاف إذا استكانوا***لأنّ الضّعف يهبط بالعــــــــــباد
فقاوم ما استطعت بلا انقطاع***لكنس الذّل من بشر البــــلاد
////
يناديكم بأحرفه اللّـــــــــسان***وفي نبراته انتفـــض البيـــان
يناديكم عساكم تسمــــــعوه***وقد عظم التّــــسلّط والهوان
وأنتم في القذارة قد غرقتم***فشرّدكم بلعــــــــــــنته الزّمان
كرهت العيش في وطن أسير***تعطّل في ثقافـــته اللّســـان
تئنّ به النّفوس أسى وظلما***وقهر النّاس يعكسه المـــــكان
////
سألت عروبتي هذا السّؤالا***لأعرف ما الذي قهر الرّجـــــالا؟
لم انتزع اليهود القدس منّا؟***لم التّرهيــــب جرّعنا النّــــكالا؟
أجيبوني إذا أنتم سمعتم؟***وكيف يجيب من خسر النّـــزالا؟
فأنتم في المواجهة انهزمتم***وفي الهيجاء تخشون القـــتالا
صهاينة اليهود طغوا علينا***وبين شعوبنا زرعوا الضّــــــــــلالا
////
ثقافتنا تعلّـــــــــمنا الدّجل***وتغرس في عزائمنا الشّـــــــلل
وغضّ الطّرف في الإعلام جبن***يفسّر بالضّلالة والحــــــــيل
وإنّ البــــــــيع للأقلام عار***وضعف يســـــتبدّ به الوجــــــل
نراوغ كالثّعالب ليس إلاّ***كأنّ النّاس تعبد فــــي هـــــــــبل
فتبّا للثّقافة في شــعوب***تعيش على المهانة كالهـــــــمل


