جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة

كان نهارا… مليئا بالصخب والضجيج…
في نفس تلك الشابة…
بعدما… كانت معتادة ...
على الهدوء الممل… المحيط بها…
وتشابه كل الأشياء… من حولها…
رغم إختلاف الألوان…
فتكرارها في ناظرها… يجعلها
تراها بلونين… فقط…
رماديا تارة… كغطاء يبهت…
حمراوتي… الشروق و الغروب…
وتارة… أبيضا شفافا بلا خطوط…
أو رسوم…
ففي ليلتها جلست…
على شرفة غرفتها وهي تفكر…
بما حدث صباحا… بإستغراب تحادث نفسها…
_لم يهزني أحدا يوما ما لهذه الدرجة…
أو أثار إنتباهي أو إنفعالي…
وأنت… لست
بذلك الرجل الذي ترجوه النساء…
نعم إنك مختلف… وأنا إمرأة فاتنة…
أي رجل… يتمنى أن أحاكيه… وأجالسه…
من أنت… تساءلت. ....
إضطرت إلى التوقف… عما تتحدث به…
أخذت نفسا عميقا… وطويلا
حتى تهدأ… ضربات قلبها المتسارعة…
لا تعلم هل… هي خوفا… أم ماذا ؟؟
فكان من المثير للسخرية…
أن تكون مرعوبة ...كثيرا… ومتوترة…
.وضعت يديها… على أذنيها…
فصوته… خيال يحملها عند البدر مرة…
وأخرى يشعل لهيبا في صدرها…
فيتشظى من عينيها شرارا…
لتنسى ما حصل…
أتت بورقة بيضاء كعادتها…
فهي رسامة تشكيلية…
وفرشاتها… وألوانها…
أرادت أن تحضر لوحة فنية ما…
لعرضها… في إحدى عروض الرسم…
أمسكت الفرشاة… مبتدئة بلون السماء…
لا… أبدلته بلون الشمس… لا
أبدلته أخرى بلون الزهر…
أزفرت غضبا…
فكل الأفكار… تلاشت…
وألوانها… باتت كفقاعات تطفو…
فوق الورقة… فتختفي…
إلا فكرة واحدة… دون رسمها…
هي… الكتاب وقارئه…
ركضت مسرعة… نحو المرآة…
تطلعت إلى صورتها…
مارأته لم يسعدها…!!!
كأن عيناها الواسعتان…
تبتلع وجهها الشاحب متسائلة…
كيف لهذا… اللاشيء…
أن يصب جميع ألواني… في لوحته…
وكيف له… أن يفزع منام الليل… في سكوني…
فتحت عينيها أكثر… أحست… بأنها
ضعيفة وهشة… كالمولود الجديد…
بإصرار وعناد… صرخت
_ لاااااااااااااا… غدا سأنتقم
أخذت من ديلاب ملابسها…
ثوبها الأسود… المرصع باللآلئ…
قامت بإرتدائه أمام المرآة
كان… كما الكحل السائل…
فوق بشرة… من حريرها الأبيض…
وضعت حول عنقها… قلادة ذهبية…
خف بريقها خجلا… بين ضياء نهديها…
أسدلت شعرها… تراقص فوق كتفيها…
مالت قليلا… رفعت جانبا منه …
وكأنها تعمل بروفا… لتريه الإنتقام
على أشده… وهي تجالسه… مع فنجان قهوة
صباح الغد…
تبسمت بكيد… قائلة…
_ أيها المجنون… ستقتل غدا…
رجعت ضاحكة … للوحتها ترسمها…
بادئة به…
وهو راكع… على قدميه…
راميا الكتاب… خلفه… يتوسلها لتناظره…
وهي… تدير له ظهرها… كأنها تقول…
_أردها لك…
لا أحب فضول الرغبات… أكثر من جنون العقل…
أكملتها… أخذت تتراقص معها فرحا…
حتى… تهادت تعبا… فوق سريرها…
توقفت مع نفسها… للحظات تسأل…
_من غير المجدي… أن أصاب بهذا التوتر والخوف
فحتما… أني لن أنجح…
… مع هذه السذاجة…
فكرت… أن ما أعدت له من ترتيب خطة…
لم تكن إلا دعوة للقاء رومانسي…
فهي… لم تكد تعرفه مسبقا…
ولا هو… دعاها لذلك…
علمت…أن ما خططت له… ماهو إلا
إستسلام… وليس إنتقاما…
رمت… باللوحة أرضا…
تلحفت بغطائها مرتعدة…
بردا… أم مما سيحصل غدا حال تراه…
لا تعلم………
أما في الجانب الآخر… كان هو…
مستلقيا على ظهره… في إحدى الشواطئ…
يناظر السماء… هامسا مبتهجا…
وغدا لي ولك بين الجموع شعرا
لم يعرفه العاشقون ولا قصائد الشعراء
سيقرأ كل ما كتب بك بداية
وستشهدين لي أنا من قرأتك إنتهاءا
;
