ليلةٌ شتاءٍ بامتياز ، أمطارٌ تتسللُ عبرَ نافذةٍ عتيقة , قاومت الصدأ وقهرَ الرياحِ طويلاً ، قطراتٌ باردةٌ تحملُ صقيعَ العالم ، البردُ يتجاوزُ حواجزَ الرحمةِ الإلهية ، الأشجارُ تلتصقُ ببعضها حيناً وبالأرضِ أحياناً ، رُبما هرباً منْ قساوةِ المشهد المظلم ، ورُبما طلباً للدفء ، الكلبُ الأبيضُ المتوسطُ الحجم ... والعُمر ، يلجأُ لكوخٍ مُهترئ ، الأصداءُ تشتعلُ مرةً وتترنحُ أخرى ، مَحَاوِر البيت القابعِ خلفَ خيوط القمر تتهيأُ بِصمت ، عزْفُ طبلةٍ منِ عُمقِ العاصفة ، صوتٌ ساحرٌ يُهللُ غير مُكترث بكلِّ العناوين ، يتوسلُ الأرواحُ الغافية ، لقدْ آنَ آوانُ الرِحلة ، المطرُ يتكاثفُ فجأة ، البردُ يتقهقرُ للمرةِ الأولى ، إمرأةٌ بجاذبيةٍ آسِرَة تجتاحُ المكان ، أثقلَ رأسها طبقٌ القشِّ العتيق ...
------------

وليد.ع.العايش


