جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة

بداية كانت…
كل صباح… على إحدى المكتبات تأتي
تلك الشابة…
تهوى قراءة الكتب…
تجلس قرب النافذة… كأنها الربيع
الذي يطرب لأنفاسه الياسمين
فيتراقص الفراش…
شعاع الشمس يتخلل الزجاج
سابحا في خصلات شعرها
الأرجواني…
ليمتزج النور مع الظلام… خالقا
بعينيها نجوما تتدلى لآلئا
من أستار الليل فوق جيد النهار…
بسمة مغطوطة كانت… بالحزن
في خدود الزهور… كأنها
أنفاس منطوية
من اللاوجود بحاضرها… إلى
وجود غائب…
أو أنها…
حالة إستثنائية تبحث
عن مستثناها…
فالزحام المحيط كله متشابه
نوعا ما…
لا أحدا لفت إنتباهها… إلا
ذاك القاعد بطاولة…
في إحدى زوايا المكتبة…نفسها جلسته
في كل مرة… لم تتغير…
رجل عادي… لم يكن متأنقا
لكنه…
غريب الأطوار بعض الشيء
مبعثر الشعر…
لعينيه حدة عميقة… دافئة…
أحست بذلك…
عندما كان يناظرها بنظرة عابرة… ربماا
بين الحين والآخر…
عابس الوجه…
يبتسم مع نفسه… وهو منغمس في الكتاب
أحيانا…
فنجان القهوة… وعلبة السيكار… رفيقتاه
وحيد هو… كما هي…
فهما يتشابهان… في ذلك…
وأكثر مالفت إنتباهها له… كان
الشيء الذي يجمعه مع من حولها
هو القراءة…
لكن………
قراءته مختلفة وجدا…
يتصفح الكتاب… من خلفه مبتدئا…
وهكذا… حتى ينتهي لبدايته…
أمر ليثير الفضول…
ودت كثيرا أن تسأله…
وبذات صباح…
بعد إلحاح جامح في نفسها…
فضول عارم…
رغبة لمعرفة هذا الشيء
المختلف…
بخطى ليست متسعة… مترددة…
ذهبت إليه… لتجالسه… فتسأله…
إقتربت منه…
رفع رأسه عن الكتاب… وعيناه نحوها مبتسما…
قام لها مرحبا…
أزاح الكرسي الآخر قائلا…
_ قبل أن تسأليني… تفضلي سيدتي…
بإستغراب ناظرته…
_ شكرا لك…… جلست
أطبق الكتب التي كان يقرؤها
قائلا كأنه لا مباليا…
_حسنا إذا… إسألي…
أغمضت عينيها… وتنفست بعمق…
لا يجب أن تفقد سيطرتها… فتصرفه…
يغيظها…
_ وما تريد أن أسألك…
بثقة منه…
_ الذي أتى بك إلي…
_ غريب أنت…
_ نعم غريب…
_ لم يكن هذا سؤالي
_ ههههه أعلم
همهمت في نفسها… جلف
_لم تحاول إثارت إهتمام الغير بك…
أرجع ظهره متكئا على الكرسي… شابك يداه
خلف رأسه مع نفس هادئ… قائلا
_ لا… لا يهمني هذا…
أكثر مايهمني السؤال عقلا… لا فضولا
إنظري من حولك…
الكل يقرأ بلا عقل…
إستثارها رده… قامت … ضربت باطن يداها
على طاولته… قائلة
_ حسنا إذا… متأسفة أنا لتطفلي وفضولي…
ياسيد العقل… عن إذنك…
_إنتظري لحظة… مسكها من معصم يدها
بعينيها الواسعتين حدقت به مستهجنة
_ كيف تتجرأ على مسك يدي…
ترك يدها… إقترب منها أكثر…
وبصوت رخيم أجابها…
_ لأني مجنون… عذرا سأغادر الآن…
لدي موعد في مكان ما… وخرج
خلفها حائرة… تدلك معصمها…
فقد آلمتها خشونة يده…
قالت في نفسها وهي مبتسمة… لما حدث
_ ههه فعلا مجنون
;

نلقى بالجزء الثانى