جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة

عناقٌ مؤجّل ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَتْ أَفِقْ..
فَغَرِقْتُ فِي تَفكِيري
ونَسِيْتُ..
حَتَّى عَاوَدَت تَذكِيري
.
ونَسِيتُ
حَتَّى عَاوَدَت..
لَكِنَّنِي أُصْغِي
ولِي إطرَاقَةُ السِّكِّيرِ
.
أرنُو إليهَا والفُؤادُ مُعَلَّقٌ
ما بَينَ جَنَّةِ حُسْنِهَا وسَعِيري
.
يَهفُو إلى طِيبِ العِنَاقِ, وحَولَهُ
حَشدٌ مِن التَّهلِيل والتَّكْبيرِ
.
هي تتّقِي أشوَاقَهَا بعَفَافِهَا
وأنا أُصَارِعُ مُنكَرِي ونَكِيري
.
كانت مَعِي,
والحبَّ..
كُنّا خَمسَةً
مَعَنا (الرَّقِيبُ)
و(كاتبُ التقريرِ)
.
قالَت: سَلامًا
قُلْتُ: كانَتْ..
إنَّمَا
خَدَشَ الأحِبَّةُ وَجْهَهَا بالـ (مِيري)
.
قالَت: أَزِح عَنكَ السِّيَاسَةََ
لا تُهنْ بالحُبِّ شَوقَ أمِيرةٍ لأميرِ
.
دَعْ عَنكَ هذا الحُزنَ
وامْلأ راحَتِيْ بالشِّعر..
أنتَ فَرَزدَقي وجَريري
.
وتَغَرغَرَتْ بالدَّمْع
قُلتُ تَرَفَّقي
ما زالَ (أَحمَرَ) عائقي ومَسِيري
.
ما زلتُ أهدِمُ ما بَنَيتُ مِن الهَوَى
شَوقًا إلى الإنشاءِ والتَّعمير
.
قالَت: (أحِبُّكَ)
قُلتُ حُبَّاً صَادِقًا؟!
أمْ حُبَّ مَن مَرُّوا عَلَى (التحريرِ)؟!
.
فتَجَهَّمَتْ
حَتَّى رَأيْتُ بِوَجهِهَا
شيئًا
يُحَاكِي (سُورةَ التَّكوير)
.
حَاوَلتُ تَغييرَ الحَدِيثِ..
فَلَمْ أجِد لِلبَوح
إلَّا شَهْقَتِي وزَفِيري
..
يا أنتِ..
يا أشْهَى من الخُبزِ الذي
مِن جُوعِهِ
أمْسَكتُ بالقِصديرِ
.
يا وَجْفَةً تَلِجُ الخِيَامَ كَثَوْرةٍ
مَلَّتْ مِنَ التَّقدِيمِ والتَّأخِير
.
يا غَفوَةَ الدَّمِ بالشَّرَايينِ التي
جَفَّتْ جَفَافَ المَاءِ بالقِطْمِيرِ
.
عَينَاكِ أشرَسُ غَارةٍ صارعتُها
وكَسَرتُ فِيها أضْلُعِي وسَريري
.
شَفَتَاكِ تَجتاحَانِنِي كَقَضِيَّةٍ
بَدَأتْ بوِزرٍ وانتَهَت بِوَزيرِ
.
"نَهداكِ" دَرْسَا عِزَّةٍ وكرامةٍ
مُذْ مُرِّغَا فِي لَحْظَةِ التَّفجِيرِ
.
أنَا لَسْتُ أنْسَى ظَبْيَةً أسقَيْتُهَا
بالحُبّ مِن هَمْزِيّةِ البُوصِيري
.
وغَزالةً أقفَلتُ قَوسِي بَعْدَهَا
خَوْفًا مِنَ التَّحريفِ والتَّزوير
..
قَالَت: وأخشَى ..
قُلتُ: لا تَتَرَدَّدِي
لنْ يَرجِع "العَدَّادُ" لِلتَّصْفِيرِ
.
ذَاكَ الزَّمَانُ المُرُّ أنتِ قَطَعْتِهِ
فَتَأَهَّبي بالقُطنِ والتَّطهيرِ
.
ودَعي حُرُوفِي لِلَّتي أشرَكتُهَا
بِكِ، إنَّهَا تَشكُو مِنَ التَّقصِيرِ
.
لَمْ تَلتَئِمْ بَعْدُ الجِراحُ, وإنَّنِي
كَجراحِها أبكِي من التَّخْدِيرِ
.
إنْ عُوفِيَتْ عُوفِيْتُ مِن آلامِهَا
وأرَحْتُ مِنهَا لَوْعَتِي وضَمِيري
.
وإذا اسْتَدَامَتْ فَالمَصِيرُ مُوَحَّدٌ
لا فَرقَ بَينَ مَصِيرِهَا ومَصيري
.
يا أنتِ خَلِّي عَنكِ حُبي رَيثَمَا
أجْتَازُني بالرَّصْدِ والتَّصوير
.
أنَا لَسْتُ مِمَّن يَخلَعُونَ وُجُوهَهُمْ
في غَمْرَةِ التَّطبيلِ والتَّزْمِيرِ
.
لا وَقتَ بي للحُبِّ إنِّي ثَائرٌ
مُتنسِّكٌ في (سَاحَةِ التَّغييرِ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحيى الحمادي