--- ثمن الحماقة ---

إن ما تعيشه مصر اليوم من واقع اقتصادي صعب إنما هو ثمن لحماقة بعض من أبنائها. أولئك الذين تصوروا بحُمق أن لهم الحق أن يصدروا وينفذوا أحكام القتل والذبح والتدمير، ضد كل من يخالف أفكارهم. لقد ابتليت مصر، بل ابتليت الأمة الإسلامية كلها عبر تاريخها، بمثل تلك الأفكار الهدامة والجماعات المارقة. ولقد دفعت مصر ثمن تلك الحماقات، في تاريخها المعاصر، مرتين:

حماقتهم الأولى كانت عندما اغتالوا الرئيس أنور السادات، قائد النصر؛ وأي نصر، إنه أول نصر لمصر في تاريخها الحديث. النصر الذي أعاد للشعب ثقته في نفسه وفي جيشه. اغتالوه، ثم أشاعوا القتل والتدمير في كل ربوع البلاد ... ويكفي ما حدث في أسيوط. من يومها، وقد أدخلوا البلاد في حالات الطوارئ ودوامة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. بعدها، أعلنوا من السجون توبتهم واعترفوا بخطائهم، أصدروا المراجعات؛ ولكنهم ما لبثوا أن عادوا لما نهو عنه مع أول سراب خادع لهم بعودتهم.

حماقتهم الثانية، عندما ظنوا أنهم يستطيعون أن يخدعوا المصريين طويلاً بشعارات كاذبة. قالوا، "نحمل الخير لمصر"، ولم تر مصر منهم غير القتل والتدمير والترويع؛ خاصة بعد أن ثار عليهم الشعب وخلعهم. ولقد كان أكثر حماقاتهم جرماً في حق هذا الوطن تفجير الطائرة الروسية منذ حوالي العام، والتي أوقفت حركة السياحة إلى مصر، وادت إلى أزمة السيولة النقدية الحالية. إن هذا الجريمة لا تضر الحكومة بقدر ما تضر الفقراء من أبناء هذا الوطن. الذهاب للبنك الدولي يضر المواطن قبل الحكومة. ولكنها الحماقة التي أعيت مَنْ يداويها ... والتي يدفع ثمنها الوطن والمواطن. فليس هذا سلوك المظلوم الذي يطلب النصرة، ولكنه سلوك المجرم الذي يجب أن يُؤخذ على يديه ... وعلى الدولة أن تقوم بهذا بكل الحزم ... وبدون تأخير ... تفادياً لحماقات أخرى.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2016 بواسطة antarkorin

ساحة النقاش

antarkorin
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

11,372