####حديث الشام####
جـاءت تحـدثنـي والـدمـعُ ينـهـمرُ
 والـنفـسُ مجـهدةٌ والـقلبُ منفطرُ
والـروحُ قـد أُزلفت تشـكو لبارئها
 ظلـماً تعـهدهُ فـي جـنبها البشـرُ
تـقـولُ ايـنهـمـو أهلـي واخـوتنا
 أيـن الـقرابةُ أيـن الـدينُ والـعبرُ
أين العمائـمُ هـل فضت بكارتهـم
 ثـم اسـتبيحـوا فلا حسٌ ولا خـبرُ
أيـن المـلوكُ وتـيجـانٌ ومـملـكةٌ
 مثلُ الـنعامِ إذا ما حـاقها الخطرُ
أيـن الـجـيـوشُ وآلافٌ مـؤلـفـةٌ 
 هل أستكانوا فما جاؤوا وما عبروا
فقلتُ دونكِِ يا أمـي أريـقُ دمـي
 وسامحيني فإن القومَ قـد غدروا
كل السكاكينِ قد قضَّت مضاجعنا
 كلابُ غدرٍ وفي ساحاتنا انتشروا
ما عـادَ لـلـدينِ أوتـادٌ تـمـكـنـه 
 لـم يبـقَ معتصـمٌ للـدينِ ينتصـرُ
إنـَّا تُركـنا إلـى الكـفارِ تنهشـنا
 ما عادَ في قومنا عدلٌ ولا عمـرُ
قالت رويدكَ لا تهلك علـي أسـاً
 أنا الشـآمُ التي قد صـانها القدرُ
أنا الشآمُ وكل الناسِ تعرفنــي 
 أمُ الـحضاراتِ لا إفـكٌ ولا بطـرُ
سـل الفرنجـةِ كـم عاثوا بأمتنا
 ومـا تَعَبَّدنـي فـرسٌ ولا تـتـرُ
أمُ الرجالِ ومن ذا ليسَ يعرفهم
 تاريخـهمُ عـبـقٌ أخـبارهـمُ دررُ
باللهِ قاموا وما هانت عزيمتهم
 للدينِ قومتهمُ باللهِ قد صـبروا
فلتستعينوا بربِ البيتِ ياولدي
اللهُ أكبرُ، إن الشامَ تـنـتـصـرُ
*********************
 محمد يحيى قشقارة