جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يَكْفِي الشُّعُوبَ مَاذَاقَتْهُ مِنَ الأَلَمِ
قَتْلٌ وَتَشْرِيدٌ مَا أَخْزَاهُ مِنْ جَرَمِ
إِنَّ الُعرُوبَةَ تَبْكِي عِزَّ سُؤْدَدِهَا
فِيهَا رِجَالٌ يَعْلُو شأوهاَ القممِ
هَلّاَ نَظَرْنَا فِي تَارِيخِ أُمّتِنَا؟
مُذْ كُنّا سُراةَ الفُرسِ والعجمِ!
وَاليَوْمَ ذا يَمَنٌ في الوَيْلِ مُرْتَكِسٌ
وَفِي لِِيبْيَا جَرْحٌ غَيرُ ملتئمِ
وَفِي سُورْيَا الغَرَّاءُ أَبْشَعُ نَكْبَةٍ
لَحِقَتْ بِنَا بِمُرِّ الحزنِ والسّقمِ
والموتُ يعصفُ من كلّ ناحيةٍ
فبدا كموجٍ يجرفُ سيلهُ العرمِ!
وَلُبْنَانُ يَشْكُو شَرَّ مَارِقَةٍ
بَغيٌ وَطُغيانٌ يَادُجْنَةَ الظُّلَمِ
وَفِي بُورْمَا تَمْتِيلٌ وَمَحْرَقَةٌ
والعُرْبُ في بكْمٍ وفي صممِ
وَالقُدْسُ فَيْضٌ مِنَ الأَحْزَانِ تَكْلِمُنَا
وَجَعٌ بَدَا بِعُمْقِ الُّروحِ كالوشِمِ!
يَاوَيْحَ قَوْمٍ ضَاقَتْ بِهِمْ سُبُلٌ
بَاعُوا الثمِينَ بِأَبَخَسِ القِيَِمِِ
تَرَكُوا أَصَاَلةَ دِينِهِمْ وَشُمُوخِهِمْ
وَتَنَكَّبُوا سُبُلَ العُتَاةِ بِمَغْرَمِ
وَتَطَبَّعُوا بِأَخْلاَقِ الغُوَاةِ رَدِيَّةً
حَتَى غَدَوْا هُمْ سِفْلَةِ الأُمَمِ
إِنَّ الجَزَاءَ عَلَى الاَعْمَالِ مُنْعَكِسٌ
كُتِبَتِْ مَقَادِيرُ مِنْ سَالِفِ القِدَمِ
مَنْ رَامَ خَيْراً فَلْيَسْلُكْ لَهُ سُبُلٌ
ظَفَرٌ وَفَوْزٌ فِي عُقْبَاهُ مُغْتَنَمِ
وَالشَّرُّ مَبْتُورٌ لَهُ عَقِبٌٍ
خِزْيٌ وَذُلٌّ يَا سَوْءَةَ الغَرَمِ
ذَلََلْنَا فَصَابَ الوَهْنُ أُمَّتَنَا
سُبُلُ النَّجَاةِ فِي دِينِنَا القَيِمِ
عَوْدٌٌ جَمِيلٌ بِالضَّرَاعَةِ وَالتُّقَى
شَخِصَ العِلاَجُ فَهَلُمُّوا يَاقَوْمِ
مصطفى بونجيم
المصدر: مصطفى بونجيم