رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج

 

يالوعة الأشراف في أوطاني.
جاءتنا حربٌ في غضونِ زمانِ
 كالداءِ في الأحشاءِ كالسرطانِ
عصفت معربدةً بكلِ وقاحةٍ
 حرب تسعرها يدُ الطغيانِ
فتكت بشعب بلادنا فهي اذًا
 هدف الطغاة - هدية الغربان
وتبدل الأفق الرحيب سحائبا
 ترغو؛ فتزبد وافر النيران
الطير زوحم في الفضاء طريقه
 فارتد منكوصا عن الطيران
والبر ضاق فلست تبصر ملجأً
 فيه لمظلوم - وﻻ لمهان
والبحر غص من الحديد وما بقى
 أسماك ترتع فيه مع حيتان
زادوا بتاريخ العروبة- نكبةً
 في موطني حلت بكل مكان
وحشيةٌ - فجعت لشدة بطشها
 هاجت لتفتك بالضعيف العاني
في حمص مجزرة تطوف دماؤها
 مثل السيول تصب في الوديان
ملء البحار معاقل مملوءة
 جنداً وملء الأرض جيش ثان
وتحشدت في الجو من امثالها
 بالنار تقصف شامخ البنيان
مازعزع الشهباء صوت قذيفة
 إلا دوي الصوت في لبنان
شعبي يكافح كي يصون ترابه
 يحيا عليه معززًا - بأمان
فرضوا عقوباتٍ عليه - وما اكتفوا
 شنوا حروبَ الجوعِ والحرمان
في رقةٍ - في الدير حشد جحافلٍ
 في درعا والشهباء حشد ثان
والكل جاءوا من مغاورِ جهلهم
 من تونس الخضراء للشيشان
هذا الصراع سجيةٌ موروثةٌ
 في الناس منذ تقاتل الأخوان
رفعوا شعار الدين فوق رؤوسهم
 وهم عن الدين بمنأى زمان
جاؤوا ونار الجهل تحرق فكرهم
 والشر منهم مُطلقٌ بعنان
ﻻ شرع يمنع طيشهم وكأنهم
 خلقوا لحرب الله والأديان
قف في ميادين الجريمة كي ترى
 ملء السهول مصارع الشبان
من كل مخضوب الجبين كأنه
 فوق الثرى غصن من الريحان
لم يرعَ فيهِ أبٌ وأمٌ ثاكلٌ
 أو صِبْيةٌ نعموا بظل حنان
أو غادة عشقت به غض الصبا
 حلو الشبيبة ناظر الألوان
حتى إذا كانت تفوز بقربه
 فتعيش في أمن من الحدثان
عادت وبين ضلوعها نار الأسى
 تكوي الفؤاد بصفقة الخسران
وإذا نسيت فلست أنسى أمةً
 شعت حضارتها على الأزمان
في عهد أرسطو فلاسفة أُوَلْ
 غمروا الحياة بحكمةٍ وبيان
يا أمةً قد غاب نجمها آفلاً
 يا لوعة الأشراف في أوطاني
@*****///*****@...
 مها نصر.

المصدر: للشاعرة / مها نصر.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2016 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

41,724