#على_غير_موعد
بينا أنا سارحٌ بالفِكر في الأفُقِ
سمعت صوتا خفيفا أسفل النفقِ
فرُحْتُ أرقبُ صَوبَ الصَّوت مُنْتَبِهًا 
وحائرا وَلِهًا في ذُروةِ القَلق
إذا بِها ظبية في عزّ رَوْنَقِها 
مِن مَخْدع خَرجتْ حَمراء كالشفق
تسربلت بحياء غير منقطع
في الأرض دقت عيون الريم في ألق
فلم أجد ليَ بُدًّا غير رؤيتها 
أسكنتُ طرفيَ بين الرمش والحدق
قالت: رويدك يا هذا ستخجلني 
ويخفت النطق في جوفي بلا رمق
ما لي أراك وحيدا ههنا دنفا 
وطرفك الحر في الآفاق ذو نزق
ألست تسمع قولي؟ سيدي! أسفي
إن كنت أزعجت موصولا إلى الأفق
فقلت يا ظبيةً رنّتْ بنبرتها 
آهاتُ صدري وجفّ الصوت في رمقي
عيناك بحرٌ وطرفي لا خيار له
في أن يخوض عباب البحر ذا فلق
ما ذا أقول وفصلُ القول قد نطقت 
به المحاسنُ من ورديّة الحدق
والجيدُ ماضٍ يحاكي في نعومته
حرير فارسَ في ديباجة العنق
والخدُّ رُمَّانُ صَيفٍ أزْهَرٌ وجلٌ
من خلف حمرته يخفي هوى الحَذِق
كيفَ اللقاءُ بلا ميعادَ يسبقُه؟
يا صدفة الدهر جاء الصبح بالفلق
أفقتُ بعد هيام في المنام فلم 
أجد بجنبي سوى حبري على ورقي
الصديق قاسم مسوس
2016.11.14