نهر السلف الصالح
نهر ما جفَ ماؤه ، ولا قل جريانه ، ترى قاعه من صفاء ماءه ، وعلى ضفافه يأخذ لب قلبك جمال حدائقه وتناسق أزهاره ، إذا مشيت تساقطت ورقات من أشجاره ، نقش على كل ورقة علم من أعلامه كالليث بن سعد ، أو الأوزاعي ، الشافعي ، وغيرهم
لثوانٍ مرت نسمات سكنت لها جوارحي، واهتزت لها مشاعري وصفى لها قلبى ، نسمات أتت أطيب من المسك ’ وأزكى من العنبر ، وأرق من رائحة الياسمين
إنها رائحة أفواه الصائمين
فكانت تلك النسمات تحمل دلائل فرسان النهار ، وأحوالهم، وعلو همتهم وجلدهم في الطاعة
تنقلت بين الوديان على جانبي النهر أقطف زهرات من أقوال السلف عن الصيام وأشعارهم
وجدت زهرة لعمر بن الخطاب عن صيام رمضان (فقال مرحبا بمطهر الذنوب )
وقيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير والصيام يضعفك فقال : إني أعده لسفر طويل
ومشيت الأغطان ووجدت كلمات لسلف في الإشتياق لرمضان
وجدت ليحيى بن أبي كثير زهرة كتب عليها (اللهم سلمني لرمضان، وسلم لي رمضان ،وتسلمه مني متقبلا )
ووجدت حجرا نقش عليه كلمات من الشعر
من صام نال الفوز من رب العلا وبوجهه أضحى عليه مقبلا
يا من يروم توسلا وتوصلا صم رغبة في قول رب قد علا
(الصوم لي وأنا أجزي به)