قطف الأزهار من رياض السلف الكبار
إخواني ، أحبائي
لنترك الدنيا ، لنترك شواغلها، و لنسمو بأرواحنا ؛ هيا نجول في
رياض السلف الصالح ، نقطف من بستان أحوالهم ؛ وكلامهم،
زهورا نديه تسكن بها الروح ، وتصفوا لها القلوب .
تجولت بين الروض ، فوقفت عند زهر التوبة ووجدت
السلف زينوا حياتهم بها
<!--وكان قول الله عز وجل :
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا) - الزمر
كالمطر يطهر قلوبهم ، يغسل ذنبهم ، فأنبت زهرا يفوح منه عطرا
أطيب من المسك ؛يفوح شذا أرق من ريح الفل
تعايش السلف هذه الآية- وغيرها من الآيات كثير - ،
<!--وأخذ بلب فؤادي ،عبير من روض إمام السلف
وهادي البشرية
فقطفت من قوله (صلى الله عليه وسلم ) عن التوبة
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّى أَتُوبُ فِى الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ». صحيح مسلم
وقطفت أيضا :
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ ». مسند أحمد
ثم سرحت النظر فوجدت
<!--زهرة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : اجلسوا إلى
التوابين فإنهم أرق أفئدة
<!--وزهرة لأبي بكر الواسطي رحمه الله : التأني في كل
شيء حسن إلا في ثلاث خصال : عند وقت الصلاة ، وعند دفن
الميت ، والتوبة عند المعصية
<!--وزهرة لمجاهد رحمه الله : من لم يتب إذا أمسى وإذا
أصبح ، فهو من الظالمين
<!--وصعدت إلى ربوة التائبين فوجدت قول أبو نواس
يا ربِّ إنْ عَظُمتْ ذنوبي كثرة
لقد علمتُبأنَّ عفوكَ أعظمُ
إنْ كانَ لا يرجوكَ إلا مُحسن ٌ
فبمَنْ يلوذ ُ ويستجيرُ المجـرمُ
أدعوكَ ربـِّي كما أمرتَ تضرُّعا ً
فإذا رددتَ يدي فمنْ ذا يرحمُ
ما لي إليكَ وسيلة ٌ إلا الرَّجـا
وجميل ظنـِّي ثمَّ أنيَّ مـُسلم
<!--
أحبائي جمعت هذه الزهرات في باقة
أهديها إلي كل الأحبة
فزينوا بها حياتكم