بمحاذاة نهر الليطاني في وادي البقاع تقع مدينة بعلبك الساحرة التي يعود تاريخها الى العصر الروماني رغم أن علماء التاريخ يرجحون أن جزءا كبيرا من المدينة يعود الى عصور ما قبل التاريخ. تعد مدينة بعلبك من أغرب المدن التاريخية التي ما زالت محافظة على آثارها و التي ارتبط بناؤها بالآلهة الرومانية القديمة.
في هذه المدينة تقع واحدة من أغرب غرائب هذا العالم و هي أكبر صخرة تم حفرها من المحجر الواقع في نفس المدينة و الذي يبعد 3 أميال عن المعبد، وزن هذه الصخرة تجاوز الألف طن (بعض المصادر ذكرت أن وزنها 1500 طن) و تسمى “صخرة المرأة الحامل” أو كما يسميها أهل لبنان “حجر الحبلى” (الصورة في الأعلى لهذه الصخرة)، هناك أيضا 24 صخرة كل منها يزن ما يقارب 350 طن، و لكن الغامض و الغريب في أمر هذه الصخور هو كيف تم نحتها و تشكيلها و نقلها و تثبيتها على ربوة مرتفعة؟! صخرة أخرى من نفس الموقع و قد أزيلت بعض أجزائها.
هنالك ما هو أغرب من ذلك أيضا فعمر تلك الصخرات الذي قدره علماء التاريخ يسبق العهد الروماني و هم يقدرون أن عمر تلك الصخرات بحوالي الـ 2000 عام تقريبا عندما غزا الاسكندر المقدوني مدينة بعلبك و حولها الى ما يعرف ب “مدينة الشمس” أو Heliopolis. هذا يجعلنا نتساءل عن مستوى الاتقان و الهندسة التي كانت موجودة في عصور ما قبل التاريخ ليتم نحت و قص هذه الصخرات بهذا المستوى العالي من الدقة؟ صورة قديمة لصخرة المراة الحامل و لم تظهر عليها الصدوع و التشققات بعد.
لا نزال نموج في بحر غرائب هذه المدينة التاريخية العظيمة، فهناك في المدينة ما حير علماء الاثار أكثر و أكثر، على الجانب الغربي للمعبد يوجد ثلاث صخرات موضوعات على شكل صف في أسفل أحد جدران المعبد وزن الواحدة منهن 750 طن. و هنا نتساءل اذا تمكن انسان ما قبل التاريخ من ازاحة صخرة وزنها 350 طن فكيف استطاع أن يحرك هذه الصخرة التي تزن ضعف وزن الصخرة الاولى؟ انه حقا انجاز يدعو الى التساؤل و الحيرة فهل مستوى التطور الذي وصل اليه انسان ما قبل التاريخ يفوق ما وصلنا نحن اليه علما بأن ازاحة مثل هذه الصخور في وقتنا الحاضر امر شبه مستحيل مع استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا..صور للصخور الثلاث الذي يطلق عليه اسم Trilithon لاحظ في الصورة الأولى حجم الصخرة بالنسبة لحجم الانسان.
وفي معرض الحديث عن تقنيات البناء القديمة دائما نجد أن للمصريين القدماء دور لا يمكن إغفاله, ففي عام 2005 إكتشف العلماء (مسلة\obelisk) ضخمة غير منتهية الصنع في مدينة أسوان في مصر وأطلق عليها العلماء إسم (المسلة الغير منتهية \ The unfinished obelisk) وقد بلغ طول المسلة 42 متر وقدر وزنها بحوالي 1100 طن وتعتبر هذه المسلة هي أضخم مسله في التاريخ. وتوقع العلماء أن المصريين القدماء بدأوا في نحت المسلة والعمل عليها وبعد أن وصلوا إلى مراحل متقدمة في مشروعهم إكتشفوا وجود تصدعات في المسلة من ما إضطرهم إلى وقف العمل عليها وهجرها الصور التالية توضح مسلة أسوان.
الصورة التالية توضع التصدعات والشقوق على المسلة الغير منتهية.
ولمن لا يعرف ما هي المسلة فالمسلة هي عبارة برج أو عمود حجري نحيف عمودي ذو أربع جوانب وينتهي رأسه بهرم صغير؛ اشتهرت به الحضارة المصرية الفرعونية القديمة. حيث كانت تنحت علي أضلاعه كتابات هيروغليفية ورسومات ملكية ودينية، ولكنها وجدت أيضاً في حضارات أخرى كالحبشة، أشور، روما، سورية. الصورة التالية لـ (مسلة اليد اليسرى \ left hand obelisk) في معبد الكرنك في الأقصر في مصر.