<!--
<!--<!--
(1)
نضال خرجت بأعجوبة من تحت الأنقاض .. نضال نجت بأعجوبة
من غارة استهدفت كالعادة .. قلب النضال ..
وحينما رفعت كفيها لتدعو على من كان السبب شعرت بماسورة البندقية الساخنة تلسع جبينها ..وفهمت .. حينما رأت جثث كثيرة متناثرة من حولها لأناس حاولوا أن يدعوا مثلها
على من كان السبب ..
ساعتها ظلت تلهج بالدعاء الحار أن يوفق الله المقاومة !
(2)
بالأمس كان يسعى مع رفاقه من ذوات الأربع في الأزقة والحارات مردداً :
ـ عبيد البيادة ..
ـ عبيد البيادة ..
واليوم جلس يشاهد على الشاشات.. نضال تدعو لبيادة شعبها المطحون ..
هز رأسه وقال :
ـ هكذا الشعوب الأبية النقية التقية الزكية !
ثم لعق أصابعه الأربع وغمغم في رضا :
ـ مااااااااااااااء !..
(3)
رأيت ذلك المشهد مراراً ..
الطفل المعجزة يعبيء مدفعه البلاستيكي أمام الدار التي اغتصبت من أبيه يوماً وحوله حشد من أترابه ينظرون إليه بانتظار الكارثة .. ثم ينظر الطفل المعجزة يمنة ويسرة ..هل يراه من أحد ..ثم يدوي الصوت المروع ..
وحينما يخرج الرجل الذي اغتصب الدار مزمعاً تحطيم رؤوس الأطفال تكتشف أن الطفل المعجزة صاحب المدفع البلاستيكي قد اختفى عن الأنظار ..
رأيت ذلك المشهد مراراً في رمضان .. لكنني أراه الأن بصورة
أفظع وأقبح على شاشات الأخبار ..
(4)
حوار دار في أحد المقار السرية !
ـ لابد من رد على العدوان الصهيوني السافر على إخواننا الفلسطينيين .
ـ الله أكبر !
ـ نحن جاهزون لسحق الغرور الصهيوني ..
ـ على بركة الله يا إخوان.. لنصعد إذن الهجمات على مصر!
ـ الله أكبر !
ـ إلى القدس !
(5)
عزيزي شيمون بيريز :
أرجوا منكم ضبط النفس والمحافظة على أرواح القتلة والمقتلوين ..
أما بعد ..
فمازلت أمل في وصول صاروخ من صواريخكم بعيدة المدى لباب زنزانتي
كي تحررني من ذل وهوان السجن .. لا أظن أن الصداقة والمودة التي بيننا
تجعلكم تنسوا صديقكم المخلص بطيخة الشرقاوي ..
(6)
وقف المندوب العربي والمندوب الاسرائيلي في صحن البطريرك الأعظم
صاح العربي :
ـ أرجوك تعال لتدير أنت القدس وارحمني من ظلم وجور اليهود ..
وقال الاسرائيلي وهو يحك أنفه المعقوف :
ـ بل أنا الذي يرجوك تعال لتدير القدس وترحمني من صواريخهم التي
حتى الأن أصابت نصف سكان تل أبيب بالأرق ..
وقف البطريرك في تواضع مشبكاً كفيه .. قال في هدوء :
ـ الحقيقة أنتم أحرجتموني يا جماعة .. لا يوجد حل لتعيشو سوياً في سلام
أنتم رجال ناضجون بما يكفي ولستم بحاجة لوصاية من أحد ؟..
ردد كليهما :
ـ لا ..بل لن نرضى حكماً غيرك ..
ـ على بركة الله ..
وحينما انصرفا .. التفت البطريرك الأعظم لرهبانه وقال :
ـ الأن فقط ..يمكنني أن أعلن انتهاء الحروب الصليبية ..
(7)
حاول أن ينتقدهم مرة.
فعقدت له محاكمة سريعة وخرج الحكم النهائي :
ـ أنت عميل للصهاينة وأمك يهودية! ..
شد قامته وقال باعتداد :
ـ أطالب بكتابة ذلك على كل جدران المدينة ..
ـ لماذا ؟
ـ لأني لا أريد أن أصارح أمي بالحقيقة المرة بطريقة مباشرة !
***
ساحة النقاش