كلمة : 

 

هذا مقال قديم كتبته رداً على بعض الحزبيين في أحد المنتديات التي يتستر خلفها 

خوان المسلمين .. 

 

 

                               ***

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم ..

 

 

 

عن العرباض بن سارية قال: « صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع؛ فأوصنا. فقال: أوصيكم بتقوى الله، والطاعة؛ وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء بعدي، الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة  ..

 

 

 

حديث شريف جامع لأصول الدين من كلام سيد المرسلين..صلى الله عليه وسلم ..

 

فتجد فيه توحيد الله بقوله عليه السلام في وصيته : أوصيكم بتقوى الله ..

 

وأعظم التقوى : التوحيد ..إفراد الله وحده بالعبادة فلارب سواه ولا شريك له في أسمائه وصفاته ...لذا ..فلا معبود بحق إلا إياه ...

 

تجد فيه حفظ أمر المسلمين وجماعتهم  والنهي عن التفرق وشق عصا الطاعة التي

 

تفت في عضد الأمة فقال عليه السلام : والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشيا ..

 

تجد فيه الحذر والتحذير من البدعة وأهلها والحث على التمسك بالسنة فإن

 

كل بدعة ضلالة ..بقوله عليه السلام : عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين

 

المهديين ... وإياكم ومحدثات الأمور ..أي البدع في الدين ..

 

فيتبين لك يا أخي المسلم أن الطريق واحد وهو اتباع الرسول بفهم أصحابه رضي الله عنهم 

 

وأن الرسول أخبر عن وقوع الاختلاف فلم يقل كل منكم له فهمه وليعذر

 

بعضكم بعضاً فيما اختلفتم فيه ..بل بين عليه السلام الطريق ..

 

وحذر من الاختلافات حول الحكم والسياسة وحول من ولاه الله أمر العباد فلا ننازع الأمر أهلة فتقع الفتنة  وتقطع السبل وتنتهك الحرمات ..وحذر من البدع والمحدثات وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ..

 

لأن بالتزام السنة لن تكون هناك اختلافات ولن تكون هناك نزاعات 

 

فالأمر يرد إلى قال الله ..قال الرسول ..قال الصحابة ..فمن وافق هذا قبل منه ومن خالفه طرح .. ونحن مأمورون برد النزاع لله وللرسول

 

لا لقول الجمهور ..والاحتجاج بالخلاف باطل فليس في الخلاف

 

حجة .. الحجة في الوحي المعصوم من كتاب وسنة  ..

 

ومن ذا الذي يوافق قول الجمهور دائماً .. وقول الجمهور حجة دائماًُ عند أرباب الديمقراطية الوثنية ..لا عند أهل السنة والجماعة

 

فلتحذر أخى المسلم من رد النصوص تحت بند أن المسألة مختلف

 

فيها ..

 

والخلاف على درجات ..

 

الخلاف منه خلاف تنوع ..مثل اختلاف الصحابة في صيغ التشهد مثلاً

 

في صفة رفع الكفين في الصلوات حذو الأذنين أو حذو المنكبين

 

فهذا من خلاف التنوع الذي قال فيه العلماء كله صواب من باب

 

التنوع ..

 

وهناك خلاف التضاد .. يعنى عالم يقول بالحرمة في مسألةوعالم يقول في نفس المسألة بالجواز  وهو محل النزاع ..ولا يمكن أن يكون كلا القولين صواب هذا محال ..  وهو على صنفين

 

الأول : مثل أن يحدث التضاد باحتمال الأدلة لكلا القولين فكل يعمل بما ترجح عنده ولا يقال الكل صواب بل يقال المسألة تحتمل والحق لا يتعدد وهو خلاف داخل دائرة أهل السنة ..فلا يعتبر المخالف خارجا عن أهل السنة مثل الخلاف في وجه المرأة هل هو عورة أم لا ..حلق الشارب أم قصه..في الأخذ من اللحية مازاد عن القبضة أو تركها على حالها   ..صلاة الجماعة واجبة أم مستحبة ..ما سبق يقال عنه خلاف سني ..

 

والثاني : خلاف تضاد  وقع بسبب عدم ثبوت النص عند البعض وثبوته عند الأخر أو ثبت لكنه  تأوله تأويل غير سائغ  ..

 

وهذا يرجع فيه للنص الصحيح وفهم الصحابة وفيه فصل النزاع كما أخبر أحكم

 

الحاكمين من فوق سبع سماوات .. ويغتفر خطأ المخطئ عن اجتهاد ويرد عليه مع حفظ مكانته ..ولا يحتج بخطئه ..

 

هذا النوع من الخلاف خلاف التضاد بصنفيه كما ترى يرد إلى قال الله قال الرسول لا إلى قول الجمهور ..

 

فليس كل خلاف معتبر عند أهل السنة ..وستجد  الصنف الأول من خلاف التضاد  في مسائل فقهية ..والصنف الثاني قد يقع في مسائل عقدية كما أخبرنا لعدم ثبوت النص وخلافه ولا يحتج بهذا الخلاف فلا خلاف في العقيدة أصلاً ..   

 

لكن قد تزل قدم عالم متبع  لأسباب كثيرة فلا يتبع على خطئه  ..

 

مثل ما وقع للنووى الإمام وابن حجر الحافظ ..من الزلل في بعض

 

مسائل الصفات ..وهي مسائل عقدية ..فهؤلاء  أئمة من أهل السنة والجماعة زلوا في مسائل 

بخلاف المبتدع الأصلي الذي قد يصيب في مسائل فهو مبتدع وإن أصاب بعض الحق 

 

فلا يقال عن خلاف قال فيه العلماء هو خلاف عقدي أنه خلاف

 

سطحي .. !! لا يليق أبداً أن تكون دماء المسلمين وأعراضهم

 

خلاف سطحي .. (كنت أرد على أصحاب المنهج الخارجي التهييجي وكان هذا قبل زوال دولة خوان المسلمين ) 

لأن هذا هو المترتب على ما يبيحه البعض ويجوزه ويعتبره جهاداً في سبيل الله .. وبسببه عم الخراب الديار

 

والفوضى ضاربة بأطنابها لكل ذي عينان ...ألا نتقى الله في الدماء ..؟

 

هل عند أهل السنة تيارات فكرية!!  أو أحزاب !! أو جماعات ..!!...؟ 

 

هناك كتاب قيم للشيخ الألباني بعنوان جماعة واحدة لا جماعات

 

وصراط واحد وليس عشرات ..أنصح به إخواني ففيه رفع اللبس

 

الذي قد يقع فيه البعض بحسن نية والله من وراء القصد ..

 

خلاصة القول : لابد أن نرفع الدليل فوق الأراء والأهواء

 

وإلا ..فهو الزيغ الذي توعد به رب العزة من اتبع المتشابه

 

وترك المحكم .. وجهنم التي توعد بها من سلك غير سبيل المؤمنين وهم الصحابة

 

رضى الله عنهم  أجمعين ..

 

                                     ***

 

 ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) النساء - 115

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجع : ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام  لشيخ الإسلام - دعائم منهاج النبوة

للدكتور محمد سعيد رسلان ) 

 

 

 

 

 

amrmuostafa

عمرو مصطفى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2013 بواسطة amrmuostafa

ساحة النقاش

عمرو مصطفى

amrmuostafa
قصص وروايات ومقالات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

57,468