بسم الله الرحمن الرحيم
ذرفت عيني دمعاً ؛ فلم تجد يدي بداً إلا أن تكتب هذا المقال , لا أعرف من أين أبدأ حديثي ؟ ولكن أبدأ من حيث إنتهينا ... تعيش مصر الآن ليالٍ وأياماً حالكة السواد من الأحداث المؤسفه والموجعه التي تحدث الآن , شاهدنا ما حدث في الأيام القليله الماضيه من عملية سطو مسلح علي مركز صرافه في شرم الشيخ وأخري علي بنك HSBC في التجمع الخامس مروراً بأحداث شارع جامعة الدول العربيه ؛ ثم إحتكاكات ومظاهرات ماسبيرو ومجلس الشعب , وأخيراً الطامة الكبري والمجزرة التي حدثت في بورسعيد عقب مباراة الأهلي والمصري ... كل هذه الأحداث نتيجة للوهم الذي عشناه وهو الثورة , للآسف إعتقدنا أن الثورة قد نجحت وقد حققت أهدافها , وحلمنا بعهد جديد للديمقراطيه والحريه والكرامه والعداله الإجتماعيه ؛ ولكننا إستيقظنا علي كابوس الدم والقتل والعنف واللامبالاه , لا مبالاه من الذين من المفترض أنهم يديرون هذه البلاد , الذين إستئمناهم عليها وهم الآن أيديهم ملخطة بدماء الأبرياء ... للأسف نحن شعب عاطفي وغلبان مهما قالوا أننا شعب سيء الطباع فأنا أقول أننا شعب غلبان , مثل الطفل الصغير الذي أعطوه لعبه ليجعلوه يصمت من البكاء ولما فرح بها قليلاً أخذوها منه ليعود إلي البكاء مرة أخرى , فهذا حالنا نحن .... كان من المفترض عقب خلع الطاغيه , أن نفكر بجد في أن ننهض سريعاً بمصر ولكن ليست السرعه التي تؤدي إلي الفوضي أو التخبط , فقرر المجلس الأعلي للقوات المسلحه أن يطيل من الفترة الإنتقاليه ظناً منه أن ذلك يؤثر بالإيجاب في عملية نقل السلطه , ولكنه أخطأ فكلما طالت هذه الفترة كلما وجدنا أحداث مؤسفه ومصائب شتى منها علي سبيل المثال ما حدث في شارع محمد محمود وأحداث السفارة الإسرائيلية وأحداث ماسبيرو ؛ وعشنا الفوضي والتخبط بعينه .. ولكننا لا ندري من السبب هل المجلس الموقر أم الشعب أم حكومة شرف أم حكومة الجنزوري .
من وجهة نظري المتواضعه أن الحل أبسط مما نتخيل , وكان لابد أن يحدث من قبل وهو يتلخص في ثلاث نقاط : أولاً . محاكمة كل رموز النظام البائد الفاسد محاكمات عسكرية فورية رادعة وحاسمة , ثانياً : وضع دستور جديد فوراً عقب الثورة يضعه كبار المفكرين و السياسين و رجال القانون والذي ع أساسه يتكون البرلمان الذي يدير شئون البلاد في فترة إنتقاليه لاتتجاوز 6 شهور , ثالثاً. إجراء إنتخابات الرئاسه .... كل هذا لن يأخذ سوي عام واحد ع الأكثر دون أن يحدث تخبط أو فوضي .
لكننا الآن نعيش مرارة وذل وهوان ما فعله السابقون ؛ فهل إلي مفرٍ من سبيل ؟!!!! .............
وفي النهاية أود أن أوضح أن مستقبل مصر مشرق بإذن الله , وهذا ما سوف يتحقق وسوف نراه في المستقبل القريب , وإذا كتب الله لنا البقاء فموعدي بكم بعد خمس سنوات من الآن عندما تصبح مصر في صفوف الدوال المتقدمة :)
ساحة النقاش