اقرأ أحدث مقال كتب عن رساله في مصر طاقة نور مبهرة مبهجة أغلبنا لا يعرف
في مصر طاقة نور مبهرة مبهجة أغلبنا لا يعرف شيئا علي الإطلاق عنها لأن الكلام في النميمة وعن الحوادث وعن كل ماهو سلبي بياع في الجرائد ومسموع في التليفزيون ولذلك تغطية حادثة قتل ومتابعة تطوراتها ودقائق تفصيلاتها يوميا يحظي بأعلي نسبة قراءة ومشاهدة وهذه النسبة تنخفض تماما وقد تتلاشي فيما لو أن التغطية الإعلامية تناولت حكاية نجاح أو كلاما في موضوع جد.. والدليل!
في مصر ومن تسع سنوات شباب مصري من طلبة هندسة القاهرة وجد من يضعه علي الطريق ويوجهه إلي الهدف فظهرت فكرة أعظم مشروع اجتماعي إنساني خيري موجود الآن علي ظهر الأرض!. فكرة أن العطاء هو الثروة الأعظم علي الإطلاق وكل إنسان يملك قدرات أغلبنا لا يشعر بها ولا يعرف قيمتها وما أملكه ولا أعرف قيمته هو مهم جدا لإنسان آخر ومفرح جدا له.. وتلك النقطة أظنها كانت نبع الفكرة.. فكرة إسعاد الآخرين بما نملكه من عطاء!
شباب كلية الهندسة جامعة القاهرة مع أستاذهم د. شريف عبدالعظيم بدأوا قبل تسع سنوات تجربتهم الإنسانية الاجتماعية الحضارية القائمة علي مساعدة الغير المحتاج للمساعدة ورأسمالهم الأساسي في التجربة بعض من جهدهم وقليل من وقتهم ومبلغ عشرة جنيهات شهرية من كل طالبة وطالب.. صحيح أن عددهم قليل والمبلغ أقل لكن كل واحد نجح في أن يجمع الجنيهات العشرة الشهرية من دائرة أصدقائه وأقاربه ومعارفه.. لتبدأ التجربة بجهد ومساهمة شباب الهندسة ومعارفهم وأقاربهم ويوما بعد يوم النقطة المضيئة تكبر وتكبر إلي أن أصبحت طاقة نور هائلة اسمها:' رسالة'!
'رسالة' في نهاية2008 أصبح في عضويتها100 ألف متطوع من الشباب والفتيات وهم متطوعون بوقت وجهد يقدمونه عن طيب خاطر وجمعية' رسالة' توظف عطاء متطوعيها في خدمة أهالينا البسطاء علي كل أرض مصر!. في' رسالة' كل متطوع يتبرع بمبلغ رمزي شهري هو عشرة جنيهات!
والعشرة جنيهات تبرع كل شهر لن تضلع ميزانية طالب أو طالبة لأنها ثمن طلبات قعدة واحدة علي كافيتريا الجامعة إلا أن العشرة جنيهات وهي الحد الأدني للتبرع والأعلي مفتوح!. الجنيهات العشرة وحدها لا قيمة لها إلا أن القليل من الكثير كثير والعشرة جنيهات من المجموع جمعت مليون جنيه شهريا هي نهر عطاء متدفق ما شاء الله كل لحظة منسوبه يعلي وفي حالة فيضان علي طول!
'رسالة' لها16 نشاطا تقوم بها وتقدمها لأهالينا البسطاء مجانا!. الطلبة المحتاجون إلي دروس تقوية في أي مواد.. يجدون من يقوم بالتدريس علي أعلي مستوي!. المكفوفون المحتاجون من يعلمهم القراءة والكتابة بطريقة برايل وأي معاونة.. يجدون من يعاونهم ويعلمهم!. المسنون المحتاجون إلي عناية ورعاية.. يجدون العون عند' رسالة'!. الأسر المحتاجة تجد العون من' رسالة'!. المرضي المحتاجون إلي دواء.. الدواء عند' رسالة'!. باختصار أي مطلب له حل وإجابة عند' رسالة'!
الغريب أن هذا النجاح المذهل لجمعية' رسالة' هو نتاج فكرة شبابية لطلبة مع أستاذهم الشاب وهم الذين بلوروها إلي أن وصلت إلي أحد أهم المشروعات الاجتماعية الخيرية في العالم!
أهمية' رسالة' أنها لم ولن تعتمد علي فرد يفكر ويدير.. لأنها فكرة شباب وتنفيذ شباب وأبطالها الحقيقيون شباب الطلبة!
أهمية' رسالة' أنها لا تعتمد علي رجال الأعمال ولن تعتمد عليهم ولو فعلت لتوقفت من أول يوم!. أهمية' رسالة' أنها تعتمد تماما علي شبابها المتطوعين الذين جهدهم فلوس والذي يقوم بإعطاء دروس خصوصية هو في الواقع أدي عملا بفلوس لم يأخذ عليه شيئا وبهذا هو بعمله أدي العمل ووفر الفلوس التي كانت ستدفع فيه!. أهمية' رسالة' أنها نجحت مع من وصلت إليهم في إقناعهم بالتخلص من إمبراطورية الكراكيب في منازلهم وكل إنسان لديه أي حاجة هو لا يستفيد منها.. من الجورنال القديم إلي الدولاب المخلع.. ما عليه إلا أن يتصل تليفونيا وسيجد شابا أو فتاة من طلبة الجامعة المتطوعين.. يجد واحدا منهم علي الباب يحمل الشيء المستغني عنه.. راديو قديم لا يعمل أو جرائد قديمة أو كرسي مكسور أو أي شيء.. تجد من يخلصك منه لأنك لا تحتاج إليه ولأنه يزحم البيت ولا فائدة له لكن فائدته عظيمة مع' رسالة' التي تبيع كل شيء وأي شيء حتي ولو كان تافها لكنه له سعر وفي المجموع يجمع آلاف الجنيهات!
من الآخر.. جمعية' رسالة' هي قصة شباب ناجح المؤكد أنه لا يختلف عن بقية شباب مصر وكل ما في الأمر أنه أراد أن يكون له دور في المجتمع ولأنها إرادته نجح والنجاح مذهل بكل المقاييس والدليل أن' رسالة' التي بدأت بـ60 طالبا قبل9 سنوات هي اليوم100 ألف متطوع خلقوا طاقة نور هائلة وسط مناخ يأس وتيئيس وسواد وإظلام يحاصر الشباب ويطارد الشباب!. طاقة نور تحولت فعلا إلي عدوي نجاح أصابت وتصيب الشباب المقبل عن طيب خاطر إلي معاونة الآخر بالوقت والجهد والمال.. وما من شيء أعظم أن يكون شباب الوطن هذه ثقافته وتلك معتقداته!
تقدير واحترام واعتزاز وإجلال لكل فتاة ولكل شاب شاركوا في صنع هذا الإعجاز المصري المعروف باسم' رسالة'.


ساحة النقاش