أولا:_فضل الحضارة الاسلامية على حضارة الغرب فى الادب والعلوم والفنون:_ لقد ثبتت الصلة بين عباقؤة الشعر فى اوروبا فى القرن الثامن الهجرى ومابعده وموضوعات الادب العربى ومنهم بتراك ودانتى اما فن القصة عند الاوروبين فقد تاثر بفن القصص العربى. ولقد حفظ العرب فلسفة كبار فلاسفة اليونان ولم يكتفى العرب بالنقل والحفظ بل أضفوا عليها كثيرا من الشروح والاضافات وكانت فلسفة ابن رشد من أهم الافكار التى أثرت فى مفكرى الغرب وظلت فلسفته تدرس حتى القرن السادس عشر الميلادى فى الجامعات الاوروبية. لقد كان رجال الكنيسة فى اوروبا يعتبرون المرض ابتلاء من الله لا يجب العلاج منه حتى نقلت اوروبا علم الطب عن العرب وقامت اوروبا بترجمة كتب الطب الى اللغة اللاتينية خاصة كتب الرازى وابن سيناء وفى مجال الادوية ترجموا كتاب ابن البيطار فظل مرجعا مدة خمسة قرون فى اوروبا. وقد ترجموا كتب كبار علماء العرب فى الكيمياء مثل جابر ابن حيان والرازى وتوجد الان كثير من الاسماء العربية للمواد الكيمائية نقلت عن كتب العرب كماهى ولقد ساعدت أفكار البيرونى وابن سيناء نيوتن فى الوصول الى قانون الجاذبية ولقد ترجمت كتب الحسن ابن الهيثم فى البصيريات الى اللاتينية وظل مرجعا للاوروبين فى االبصريات ويدين الاوروبيون للعرب بماعرفوه من أسس فى علم الرياضيات ولما ألفه الخورازمى فى هذا العلم واخذوا عنهم معارفهم فى الجبر وحساب المثلثات وترجمت مؤلفات الخوارزمى فى الرياضيات الى اللاتينية وظلت مرجعا هاما لقرون طويلة اما مجال الجغرافيا فقد كان الشريف الادريسى هو الذى تعلمت اوروبا على يديه هذا العلم كما ان العرب نقلوا البوصلة الى اوروبا وعلموا الاوروبيبن كيفية استخدمها لم يعرف الاوروبيون أى نوع من أنواع الموسبقى الا زمن الحروب الصليبية عندما حدث التقاء بين الاوروبين والمسلمين ثانيا:_ معابر نقل الحضارة الاسلامية الى الغرب الاوروبى :_ 1_القوافل التجارية :_كانت القوافل التجاريةالتى تنقل البضائع من اسيا الغربية والاسلامية الى اوروبا لاتنقطع وهذه القوافل كما كانت تنقل البضائع كانت تنقل الحضارة من الشرق الاسلامى المتحضر الى اوروبا المتخلفة حضاريا فى تلك العصور فكما كان العرب وسيط تجارى كانوا وسيط فى نقل الحضارة الى اوروبا 2_الحروب الصليبية :_هن طريق الحروب الصليبية التى وقعت بين الغرب الاوروبى وبلاد الشرق الاسلامى فى العصور الوسطى انتقلت الحضارة الاسلامية الى اوروبا التى كانت تعيش عصور التخلف والجهل فلم تكن هذه الحروب مجرد التقاء عسكرى بين قوتين ولكنها كانت لقاء بين فكرن وحياتين وحينما عادوا الى بلادهم نقللوا معهم جميع ماعرفوه من علم المسلمين 3-الاندلس :_ لقدد كانت الاندلس هى المعبر الحضارى الهام الذى انتقلت منه الحضارة الاسلامية الى اوروبا وقد بلغت الحضارة الاسلامية فى الاندلس اوج ازدهارها فى القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) واصبحت مدن الاندلس مثل طليطلة وغرناطة وقرطبة وأشبيلية محط وفود الاوروبية من طلاب العلم 4_صقلية:_عندما حكموا المسلمين هذه الجزيرة اهتموا بالعمران فيها والاصلاح الاقتصادى والانجازات الحضارية فتقدمت فيها العلوم والفنون ووفد اليها طلاب العلم من أنحاء اوروبا وخاصة من ايطاليا شهادة المؤرخين الاوروبين على فضل العرب على الحضارة الاوروبية:_ يقول المؤرخ الشهير – غوستاف لوبون – كانت اسبانيا زمن القوط ذات رخاء قليل وثقافة واطئة , ولكن بعد ان دخلها العرب في القرن الثامن الميلادي بدأوا ينشرون فيها رسالة الحضارة , فأستطاعوا في اقل من مئة عام ان يحيوا خراب الأرض ويقيموا افخر المباني وينشطوا الحركة التجارية , بعدها تفرغوا الى دراسة العلوم والأداب وترجمة الكتب الأجنبية وتأسيس الجامعات التي كانت وحدها الملجأ الوحيد لثقافة اوروبا لزمن طويل – وقد نمت مدينة قرطبة بسرعة حتى زاد عدد سكانها على المليون نسمة وغدت الحياة فيها متسمة بالرفاه والنعيم .
بدأ المسلمون في تأسيس حضارة متفوقة جعلت من اسبانيا اجمل واغنى البلدان الأروبية وانشأو مدن كبيرة مزدهرة لم يكن لها نظير على وجه الأرض , خططها مهندسون واسعو الأطلاع وشيدها بناؤون مهرة فغدت قرطبة عاصمة الأندلس مركز الثقافة لبلدان اروبا قاطبة . كانت شوارع العاصمة تزيد على عشرة اميال طولا وقد عبدت وتمت انارتها في الوقت الذي كانت فيه شوارع لندن وباريس ترابية وعرة وكان المواطنون يشقون طريقهم اثناء الليل في الظلام الحالك بصعوبة ويغوصون عميقا في الوحل بعد هطول الأمطار.ويقول المؤرخ الفرنسي دريبار – نحن الأروبيون مدينون للعرب بالحصول على اسباب الرفاه في حياتنا العامة , فالمسلمون علمونا كيف نحافظ على نظافة اجسادنا . انهم كانوا عكس الأوروبين الذين لا يغيرون ثيابهم الا بعد ان تتسخ وتفوح منها روائح كريهة . فقد بدأنا نقلدهم في خلع ثيابنا وغسلها . كان المسلمون يلبسون الملابس النظيفة الزاهية حتى ان بعضهم كان يزينها بالأحجار الكريمة كالزمرد والياقوت والمرجان . وعرف عن قرطبة انها كانت تزخر بحماماتها الثلاثمائة بينما كانت كنائس اوروبا تنظر آنذاك الى الأستحمام كأمر منبوذ.ويقول ايضا عندما قدم المسلمون الى اسبانيا بدوا بأستصلاح الأراضي بواسطة نظام سقاية متطور زرعوا قصب السكر والقطن والتوت والرز والموز , وكان اصحاب هذه الحرفة يجوبون الولايات لجمع المعلومات الزراعية ونقلها الى المزارعين من على منابر المساجد كفن السقاية واستثمار التربة وحفظ المنتوج. لقد اقام العرب المعالم العمرانية والمعرفية في كل مكان على عكس ملوك الأقاليم الأوروبية الذين كانوا غائصين في بحر جهالتهم غير مبالين لشؤون رعاياهم . ارجو ان ينال هذا الموضوع رضاكم وتمنياتى لكم بالمزيد من العلم و المعرفة
ساحة النقاش