يعتبر استهلاك أفراد المجتمع الليبي للسلع الغذائية الرئيسية من الموضوعات التي تتسم بعدم الوضوح والشفافية وذلك لندرة الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا المجال ومن الضروري تزايد الاهتمام بهذه الدراسات ولاسيما في ظل اعتماد الجماهيرية الليبية بدرجة كبيرة على الواردات من السلع الغذائية في تلبية احتياجات السكان من تلك السلع حيث أصبحت الواردات الغذائية تستنفذ جزءاً كبيراً من موارد النقد الأجنبي حتى بلغت حوالي 645 مليون دولار وذلك خلال الفترة (2000-2003).
يستهدف البحث دراسة بعض الجوانب المرتبطة باستهلاك أهم السلع الغذائية الرئيسية بشعبية درنة بالجماهيرية الليبية حيث اعتمد البحث في تحقيق أهدافه على أسلوبي التحليل الوصفي والكمي، كما اعتمد البحث بصفة أساسية على البيانات الميدانية لعينة عشوائية تبلغ حوالي 50 مشاهدة توافر فيها التمثيل المكاني والنوعي لأفراد العينة بالمناطق المختلفة التي تتكون منها شعبية درنة، كما اعتمد البحث على البيانات الثانوية التي تنشرها الجهات والمصالح الحكومية.
وتوصل البحث إلى العديد من النتائج المرتبطة باستهلاك أهم السلع الغذائية الرئيسية بشعبية درنة وأهم هذه النتائج ما يلي :
(1) بلغ متوسط الاستهلاك الفردي السنوي من الدقيق، والخبز، والأرز حوالي 118.52، 82.1، 40.70 كجم على الترتيب، بينما بلغ متوسط الإنفاق الفردي السنوي لنفس السلع حوالي 18.13، 14.25، 16.52 دينار علي الترتيب يمثل حوالي 2.16%، 1.7%، 1.97% من متوسط الدخل الفردي السنوي علي التوالي.
(2) بلغ متوسط الاستهلاك الفردي السنوي من الزيت، والسكر حوالي 22.51، 32.62 كجم على الترتيب، بينما بلغ متوسط الإنفاق الفردي السنوي لنفس السلع حوالي 16.21، 10.07 دينار علي الترتيب يمثل حوالي 1.93%، 1.2% من متوسط الدخل الفردي السنوي علي التوالي.
(3) بلغ متوسط الاستهلاك الفردي السنوي من اللحوم الحمراء، ولحوم الدواجن، والأسماك، والألبان، والبيض حوالي 14.6، 15.8، 6.8، 57.82، 14.21 كجم على الترتيب، بينما بلغ متوسط الإنفاق الفردي السنوي لنفس السلع حوالي 116.8، 39.67، 37.4، 60.82، 11.94 دينار علي الترتيب يمثل حوالي 13.93%، 4.73%، 4.46%، 7.25%، 1.42% من متوسط الدخل الفردي السنوي علي التوالي.
(4) وجود علاقة عكسية بين الكمية المستهلكة من الدقيق والخبز والأرز والزيت، ومتوسط الدخل الفردي السنوي مما يشير إلى ضرورية تلك السلع لأصحاب الدخول المنخفضة، ووجود علاقة طردية بين الكمية المستهلكة من السكر واللحوم الحمراء ولحوم الدواجن والأسماك والألبان والبيض، ومتوسط الدخل الفردي السنوي.
(5) وجود علاقة عكسية بين الكمية المستهلكة من السلع الغذائية موضع الدراسة وأسعارها.
(6) أهم العوامل المحددة للسلوك النهائي لاستهلاك السلع الغذائية موضع الدراسة هي: سعر السلعة، وأسعار السلع البديلة، متوسط الدخل الفردي السنوي، حجم الوحدة الاستهلاكية.
(7) انخفاض متوسط الاستهلاك الفردي المتوقع من الدقيق، والخبز، والأرز، والزيت، وزيادته لكل من السكر، واللحوم الحمراء، ولحوم الدواجن، والأسماك، والألبان، والبيض.
ويوصي البحث بضرورة الاهتمام بزيادة إنتاج الحبوب من خلال التوسعات الأفقية والرأسية وزيادة مخزون الحبوب لمواجهة الاحتياجات الاستهلاكية لأطول فترة زمنية ممكنة، وزيادة المخصصات الاستثمارية اللازمة للتوسع في الإنتاج الحيواني والداجني ، والاهتمام بالمصايد الطبيعية لزيادة إنتاج الأسماك، والاهتمام بزراعة المحاصيل السكرية والزيتية بالأراضي الصالحة للزراعة وتوفير المصانع اللازمة والتي تقوم عليها والاهتمام بترشيد الاستهلاك من خلال تقليل الفاقد الاستهلاكي من السلع الغذائية وعدم الإسراف في استهلاكها.
ساحة النقاش