تعاني أغلب الدول العربية من نقص في الغذاء وسوء التغذية وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو التقليل من أهميتها ومن خطورة آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومما يزيد من الأمر تعقيداً هو أن الحلول المفترضة سواء على المستوي الإقليمي أو الدولي كثيرة ومتباينة تختلف تبعاً لاختلاف وجهات النظر في تشخيص المشكلة وتحديد أسبابها. وتتمثل مشكلة العجز الغذائي في وجود فجوة بين معدلات الطلب على الغذاء ومعدلات الزيادة في إنتاج الغذاء ولسد هذه الفجوة الغذائية تضطر أغلب الدول العربية إلى استيراد هذا الفرق من الدول الأجنبية وذلك لمواجهة الطلب على تلك السلع، وبتزايد حجم الواردات وارتفاع تكاليفها نظراً لارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية يترتب على ذلك تعطيل برامج البناء والتنمية بتلك الدول.
استهدف البحث تنمية وتطوير تجارة الحاصلات الزراعية العربية البينية وإمكانية تحقيقها ولا سيما في ظل الأوضاع والمتغيرات الاقتصادية والسياسية الدولية الحالية وذلك من خلال تقدير وقياس نسبة الاكتفاء الذاتي والميزة النسبية للحاصلات أو السلع الزراعية الغذائية الرئيسية في الدول العربية. وقد اعتمد البحث لتحقيق أهدافه على استخدام أسلوب التحليل الوصفي وعلي البيانات الثانوية المنشورة والمتعلقة بالدراسة وخاصة التي تصدرها المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
ومن خلال البحث والدراسة توصل البحث إلى بعض النتائج الهامة أهمها ما يلي:
(1) عدم وجود اكتفاء ذاتي من الحبوب، السكر المكرر، الألبان ومنتجاتها على مستوي كل دولة عربية وتباين تلك الدول فيما بينها في نسبة الاكتفاء الذاتي.
(2) تباين الدول العربية فيما بينها في نسبة الاكتفاء الذاتي من البقوليات، الخضر، الفاكهة، الزيوت والشحوم، اللحوم الحمراء، اللحوم البيضاء، الأسماك، البيض.
(3) تمتع بعض الدول العربية بميزة نسبية في صادراتها للحبوب، البقوليات، السكر المكرر، اللحوم البيضاء، الألبان ومنتجاتها بالرغم من انخفاض نسبة الاكتفاء الذاتي وانخفاض إنتاجها.
(4) زيادة إنتاج وارتفاع نسبة الاكتفاء الذاتي عن 100% من الخضر، الفاكهة، الزيوت والشحوم، اللحوم الحمراء، اللحوم البيضاء، الأسماك، البيض لبعض الدول العربية.
(5) إتباع بعض الدول العربية سياسة إعادة تصدير بعض الحاصلات الزراعية مثل الحبوب، الخضر، الفاكهة، السكر المكرر، الزيوت والشحوم.
ويوصي البحث بضرورة العمل على: (1) التوسع في إنتاج الحاصلات الزراعية بالدول العربية التي تتمتع بميزة نسبية في صادراتها (2) تطوير وتنمية عمليات إعادة تصدير بعض الحاصلات الزراعية بالدول العربية وذلك بعد إجراء التجهيزات اللازمة لتسويقها. (3) تقديم كافة الحلول الممكنة لمشاكل ومعوقات تصدير بعض الحاصلات الزراعية بالدول العربية التي ترتفع بها نسبة الاكتفاء الذاتي منها.
ساحة النقاش