واستهدف البحث دراسة التحليل الاقتصادي لأهم أصناف الذرة الشامية الصيفي المزروعة في الأراضي الجديدة بمحافظة الإسكندرية وذلك لتحديد أفضل تلك الأصناف وإمكانية نشر وتعميم زراعتها على نفس المساحة الراهنة بما يتلاءم مع طبيعة الأراضي الزراعية موضع الدراسة، والتراكيب المحصولية السائدة تحقيقاً للكفاءة الاقتصادية، ووضع المقترحات الاقتصادية والتوصيات اللازمة والتي قد تفيد واضعي السياسة الاقتصادية الزراعية في هذا المجال استناداً إلى الأهمية الاقتصادية لتلك الأصناف وأهم المتغيرات الاقتصادية المؤثرة على الإنتاج واتجاهات تأثيرها.
واعتمد البحث في تحقيق أهدافه على استخدام أسلوب التحليل الوصفي لتفسير أهم المتغيرات الاقتصادية المرتبطة بإنتاج الذرة الشامية الصيفي بالأراضي الجديدة، وأسلوب التحليل الكمي لتحديد العوامل المؤثرة على الإنتاج بما يتفق مع المنطق الاقتصادي والإحصائي. كما اعتمد البحث على البيانات الميدانية لعينة عشوائية مكونة من 200 مزارع تم تجميعها خلال الموسم الزراعي الصيفي لعام 2007.
ومن خلال الدراسة والتحليل توصل البحث إلى عديد من النتائج المرتبطة بإنتاج الذرة الشامية الصيفي في الأراضي الجديدة على مستوي أهم الأصناف المزروعة موضع البحث وأهم هذه النتائج ما يلي: (1) تمثل أجور العمالة البشرية، وإيجار الأرض أكثر من 50% من إجمالي التكاليف الكلية المستخدمة في إنتاج الذرة الشامية الصيفي على مستوي جميع الأصناف المزروعة. (2) يمثل صنف هجين فردي 10 المرتبة الأولي في الأهمية الاقتصادية لإنتاج الذرة الشامية الصيفي حيث حقق أعلى صافي عائد، يليه صنف هجين 310 ويمثل المرتبة الثانية، ثم صنف أصفر دهب ويمثل المرتبة الثالثة، وأخيراً يأتي صنف البلدي ويمثل المرتبة الرابعة. (3) أهم المتغيرات المؤثرة على إنتاج الذرة الشامية صنف هجين فردي 10هي العمالة البشرية، ساعات العمل الحيواني، التقاوي، السماد البوتاسي (ذات تأثير موجب)، وساعات الري، السماد البلدي، المبيدات (ذات تأثير سالب). أما المتغيرات المؤثرة على إنتاج صنف هجين 310 هي العمالة البشرية، ساعات العمل الآلي (ذات تأثير موجب)، السماد البوتاسي (ذو تأثير سالب). بينما المتغيرات المؤثرة على إنتاج صنف أصفر دهب هي العمالة البشرية، ساعات العمل الحيواني، التقاوي، السماد الفوسفاتي، والآزوتي، والبوتاسي (ذات تأثير موجب). في حين المتغيرات المؤثرة على إنتاج صنف البلدي هي ساعات العمل الآلي، السماد الفوسفاتي، والآزوتي (ذات تأثير موجب)، المبيدات (ذو تأثير سالب). (4) في حالة تطبيق الاقتراح الأول (استخدام الحد الأعلى من كميات الموارد أو المتغيرات الاقتصادية ذات التأثير الموجب على دالة الإنتاج والحد الأدنى من كميات الموارد الاقتصادية ذات التأثير السالب على دالة الإنتاج) سوف يؤدي إلى زيادة إنتاج الذرة الشامية الصيفي بمنطقة البحث بحوالي 15.95 ألف طن وبقيمة نقدية تقدر بحوالي 18.25 مليون جنيه، بينما يؤدي تطبيق الاقتراح الثاني (زراعة الصنف الأكثر إنتاجية بمنطقة البحث) إلى زيادة إنتاج الذرة الشامية الصيفي بحوالي 15.38 ألف طن وبقيمة نقدية تقدر بحوالي 17.13 مليون، في حين يؤدي تطبيق الاقتراح الثالث (رفع متوسط إنتاج الفدان المعادل لكل صنف مزروع بمنطقة البحث إلى الحد الأعلى لإنتاج الفدان بعينة البحث) إلى زيادة إنتاج الذرة الشامية الصيفي بحوالي 9.48 ألف طن وبقيمة نقدية تقدر بحوالي 10.83 مليون جنيه، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة دخول المزارعين ورفع مستوي معيشتهم، إلا أن ذلك يمكن أن يواجه بعض المعوقات والتي قد تحد من فاعليتها مما يقتضي ضرورة وضع بعض التوصيات والحلول الممكنة للحد من تلك المعوقات والتي قد تفيد واضعي السياسة الاقتصادية الزراعية في هذا المجال ومنها ما يلي: (1) ضرورة الاهتمام بإعداد دورات تدريبية وتعليمية مستمرة لزيادة مهارات وخبرات المزارعين لإتباع أساليب الإنتاج الحديثة في الزراعة. (2) ضرورة توفير التقاوي المحسنة ذات الإنتاجية العالية للمزارعين في مواعيد مناسبة وبأسعار معتدلة. (3) الاهتمام بتوفير مستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة الكيماوية والمبيدات بمختلف أنواعها. (4) ضرورة الاهتمام بزيادة خصوبة التربة الزراعية. (5) زيادة كفاءة جهاز الإرشاد الزراعي عن طريق تدريب المرشدين الزراعيين وزيادة معارفهم وقدرتهم.
ساحة النقاش