‏أحمد عيران‏ إلى وعجلت اليك رب لترضى

 ا

العبادة بين الشكل والمضمون : الحلقة 11 
المؤثرات الفعالة في التربية :
المؤثر الخامس الإعلام :
تعددت وسائل الإعلام من مرئية ومسموعة ومقروءة وأحاديث تنتشر هنا وهناك .
 وقد اعتمد الغزو الفكري على الإعلام بكافة أشكاله لأنه يؤدي لشحن النفوس بأفكار خاصة لتحقيق المآرب .
 وكذلك يجب أن يُـؤدي الإعلام إلى رفع المستوى الخُلقي لعامة الناس وهذا لا يتأتى إلا بتسليم الإعلام لإدارات مثقفة تهتم بمستقبل الأمة .ومن أخطر ما يؤثر على الإعلام عدم مصداقيته فيفقد الناس الثقة بالوسيلة الإعلامية التي تمارس بالكذب تضليل الناس أو إطلاق الشعارات الرنانة بينما الأفعال تناقض الأقوال تماماً كما قال تعالى {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِن الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}آل عمران 188 
وليس سراً أن نقول أن هذا الأمر منتشر في الكثير من وسائل الإعلام بشكلها العام شرقاً وغرباً.
 ولن نكون مخطئين إن قلنا أننا لم نجد وسيلة إعلام تحقق للشعب العربي المسلم مصالحه من كافة الجوانب بل كانت السياسة هي الغالب عليها وتمجيد الحكام .
 فلا بد من وسائل إعلام مخلصة تدعو بكافة برامجها لمكارم الأخلاق والقضاء على الفساد بكل أنواعه والتركيز على التراث والتاريخ واحترام الرأي الآخر الذي لا يضر بالثوابت الاجتماعية ويوقف هجمات الأعداء الإعلامية ويكون المضمون فيها أهم من الشكل , ومضمونها الإصلاح من كافة جوانبه بصدق وإخلاص فإنها من أولى وسائل الدفاع عن الوطن وحمايته من عبث العابثين وأعوان الشياطين .فإن للإعلام التأثير الفعّال في توجيه الناس نحو مكارم الأخلاق .
وهناك بعض من وسائل الإعلام تعتمد نوعاً من الرجال ممن تسميهم رجال الدين ( للإسلام ) يفتون ويدرّسون بما يناسب أعداء الدين بحجج واهية بعيدة عن الحقيقة و الأصول الشرعية لتمرير ما يحلو لهم . إنهم شكل بلا مضمون بل في المضمون زيغ وانحراف عن الأصول والهدف التفرقة وازدياد التعدد في الخلاف والمراء ولا شك أن أعداء الله يريدون من المسلمين أن يقاتلوا بعضهم بعضاً وقد يزودوهم بالسلاح الفتاك ليفتكوا ببعضهم . حبذا لو أن المخلصين من الأمة ينشرون على الملأ قوائم سوداء بهذه الوسائل الإعلامية ليعلم بها كل مخلص ويبتعد عن رؤيتها أو سماعها أو قراءتها عامة الناس ففي ذلك خدمة جليلة وذلك من الجهاد في سبيل الله .
 وإن السكوت عنها يسيء للتربية ويساهم في التخلف ويساعد أعداء الدين .