محمد عبده
2 ساعة ·
إذا أردتُم جيلاً حرًا،كريمًا، يعتز بإنسانيته، و حريته .. و في الوقت ذاته هو أسد هصور إن ديست كرامته .. أو انتُقِص منها = فيتوجب عليكم أن تبدؤوا ذلك من بيوتكم أولاً ..
فإن أكثر طرائقنا في التربية تتسم بالتسلط و القهر و التعبيد تحت مظلة اﻷبوية .. فيخرج جيل منسحق، مسلوب اﻹرادة، جاهز للعبودية و الامتطاء ... فكأنكم تُسلمونه عن طواعية للطواغيت ليركبوه، فهو مستعد من خلال تربيتكم لكل راكب تسلّط عليه بسيف القهر !!
نفعل به ذلك في بيوتنا .. ثم تأتي التربية المدرسية فتُجهِز على البقية الباقية من إنسانيته و كرامته من خلال التحقير و التقريع و التوبيخ و قتل الإبداع، و الصرامة في كبت رغباته، و التفنن في إظهار فشله و عجزه !!
و بعد ذلك نملأ الدنيا عويلًا على استعدادتنا الوراثية للاسترقاق و العبودية، و قد نسجنا خيوطها على منوالنا التربوي المهترئ .
إننا لِعجلتنا و قلة علمنا نسلِّمهم للطواغيت جاهزين مُدرَّبين على تقديم القرابين على مذبح الانسحاق و الخضوع .
يا سيدي: يداكَ أوْكَتَا و فُوكَ نفخ .
محمد عبده لابد من إضفاء جو من الحب الحقيقي، و الحنان الفطري في أرجاء البيت؛ ليشمل الأسرة جميعًا، و ان نحسن الاستماع إليهم، و ألا نمارس الأبوية السلطوية، بل الأبوية الحانية الرحيمة، أن نقدر أعمالهم الحسنة نعززها، و أن نتعامل بالحكمة مع تصرفاتهم السيئة، فلا نواجهها بالتجريح و المعايرة أمام الآخرين، و أن نعوده أن يعتز بنفسه، و ان نساعده على إطلاق طاقاته و التعبير عن أفكاره مع توجيههان ان نمارس معهم عبادة الشورى، و نشعرهم بان لهم قيمة في الحياة، أن نتجنب أساليب التدمير الشخصية كألفاظ من عينة يا حمار يا غبي يا فاشل، فإنها تحطيم بوعاء الشخصية ... ان نعاقب بلا قسوة، عقاب محب لا عقاب منتقم .. و ذلك بعد تكرار النصح .. و الصبر على المخطئ ... و لك في رسولك صلى الله عليه و سلم أسوة و قدوة .
ساحة النقاش