الجملة الاسميّة - تقديم المبتدأ والخبر
تقديم المبتدأ والخبر
جواز تقديم أحدهما :
الأصل في المبتدأ أن يقع في أول الكلام ، لأنه هو الشيء الذي تبدأ به الحديث ، ونريد أن نخبر عنه ، ثم يليه الخبر وهو ما نريد أن نتحدث عنه .
مثل : أنا جاهزٌ
فقد بدأت الحديث عن نفسي ، ثم أخبرتُ عنها .
ومثل : أخوك في المكتبة
وكذلك بدأت الحديث عن (أخيك) ثم أخبرت عنه بشبه الجملة .
ويجوز أن نعكس الأمر : إذ عندما يوجَّهُ الاهتمامُ إلى الجاهزية في الجملة الأولى ، أن نبدأ بها مثل : جاهز أنا
وكذلك الأمر عندما نوجه الاهتمام الى مكان وجود الأخ أن نقول في المكتبة أخوك .
لكنَّ في اللغة استعمالاتٍ ومواطنَ يجب أن يُبدأ فيها بذكر المبتدأ يتلوه الخبر ، وهي التي تسمى مواضع (مواطن) تقديم المبتدأ وجوباً على الخبر .
وكذلك هنالك استعمالات يجب أن يُبدأ فيها بذكر الخبر أولاً ثم يتلوه المبتدأ ثانياً ، وهي مواطن تقديم الخبر وجوباً على المبتدأ.
تقديم المبتدأ وجوباً على الخبر :
حيث يتقدم المبتدأ وجوبا على الخبر في أربعة مواطن :
أولاً : إذا كان المبتدأ من أسماء الصدارة - وهي الأسماء التي تأتي في صدر - بداية - الكلام فلا يصح تأخيرها وهذه الأسماء هي :
أسماء الاستفهام مثل : مَنْ ، أين ، كيف ، ما وغيرها .
مثل : *مَنْ عندك ؟ *كيفَ الحالُ ؟ *أينَ الدليلُ ؟
*مَنْ عندك ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
عندك : ظرف ومضاف إليه، شبه الجملة في محل رفع خبر .
أسماء الشرط : من ، أينما ، متى ، كيفما ، حيثما وغيرها .
مثل : *مَنْ تُساعِدْهُ يَشْكُرْكَ . * حَيْثُمَا تسافرْ تجدْ أصدقاء . * أينما تذهبْ أذهبْ .
*مَنْ تُساعِدْهُ يَشْكُرْكَ .
من : اسم شرط مبني على السكون جازم فعلين في محل رفع مبتدأ
تساعد : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط وفاعله مستتر فيه .
ه : في محل نصب مفعول به .
يشكر : فعل مضارع مجزوم - جواب الشرط - علامته السكون وفاعله مستتر في .
ك : في محل نصب مفعول به .
الجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ .
ما التعجبية .
مثل : *ما أجملَ الحريَّةَ ! *ما أغلى النفطَ ! * ما أكثرَ الناسَ في الرخاء !
* ما أقلَهم في الشدة ! *ما ألطفَ الشرطيَّ ! * ما أسوأَ النفاقَ !
*ما أجملَ الحريَّةَ !
ما : اسم تعجب مبني في محل رفع مبتدأ
أجمل : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلي (ما)
الحرية : مفعول به منصوب علامته الفتحة . والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل رفع خبر هذا والأفضل انه تعرب جملة التعجب(ما أجمل الحرية) وامثالها على أنها كتلة واحدة ، فيقال في إعرابها جميعها (أسلوب يعبر به عن التعجب مبني على ما سمع عليه) . لان في إعرابها المتعارف عليه تكلفا وتقديرا غريبين .
كم الخبرية .
مثل : *كَمْ عِظَةٍ مَرَّتْ بِكَ . *كمْ كتابٍ مفيدٍ موجودٌ في المكتبة .
*كمْ سياسةٍ خرقاءَ أضاعتْ وطناً . *كمْ طفلٍ وفتاةٍ لا يجدون معيناً .
*كَمْ عِظَةٍ مَرَّتْ بِكَ .
كم : اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
عظة : اسم مجرور بالإضافة أو بـ(من) المقدرة بعد (كم)
مرت : فعل وفاعل في محل رفع خبر
بك : الباء حرف جر (ك) ضمير مبني في محل جر
ما يلي لام الابتداء .
مثل : *لأنت أسودُ في عيني مِن الظٌّلمِ . *لأنت صديقي .
*لأنت أقربُ الناس . *لعمرُ الله لأوافقنَّ .
*لأنت أسودُ في عيني مِن الظٌّلمِ .
اللام : لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له
أنت : في محل رفع مبتدأ
اسود : خبر مرفوع .
تقديم المبتدأ وجوباً على الخبر :
ثانياً : أن يكون الخبر جملة فعلية مثل :
*خالدٌ سافَرَ
سافر : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله مستتر، والجملة في محل رفع خبر .
ولو قدمت الخبر لصارت الجملة سافر خالد ، جملة فعلية وصار خالد فاعلا .
ومثل : * الوزارةُ استقالت * الأخبارُ انتشرت
* الموازنةُ نوقشت * الأمطارُ انهمرت
ثالثاً : أن يكون المبتدأ والخبر متساويين في التعريف والتنكير، مثل :
* صديقي أخوك *عِلمي عِلمُك *أخو عَمِّكَ أبوك *دارُنا دارُهُم
*صديقي أخوك
صديق : مضافة إلى الياء فهي مَعْرِفَةٌ .
أخو : مضافة إلى الكاف فهي مَعْرِفَةٌ .
فالمتقدم في مثل هذا النوع من الكلام هو المبتدأ والمتأخر هو الخبر .
رابعاً : إذا قُصِرَ المبتدأُ على الخبرِ أو حُصِرَ فيه .
مثل : * ما أنتَ إلاَّ كاتبٌ ، إنما هو شاعرٌ *إنما الفتاةُ ممرضةٌ
* ما محمدٌ (ص) إلا رسولٌ * ما الخُلقُ إلا الوفاءُ *إنما الحبُّ الإخلاصُ
فقد قَصَرْتَ وحَصَرْتَ (أنت) ، المبتدأ ، على الكتابة دون أي حرفة غيرها .
وحصرت وقصرت (هو) ، المبتدأ ،على الشاعرية فقط دون غيرها من الصفات الأخرى .
*ما أنتَ إلاَّ كاتبٌ ، إنما هو شاعرٌ
ما : حرف مبني على السكون لا محل له .
أنت : في محل رفع مبتدأ
إلا : أداة (حرف) حصر مبني على السكون لا محل له
كاتب : خبر مرفوع .
إنما : إن حرف مشبه بالفعل مبني على الفتح لا محل له
ما : حرف مبني على السكون لا محل له
هو : في محل رفع مبتدأ
شاعر : خبر مرفوع .
تقديم الخبر وجوبا على المبتدأ :
يجب أن يتقدم الخبر على المبتدأ في المواطن التالية :
أولاً : إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام ، مثل :
*متى السفرُ ؟ *أين المفرُّ ؟ *ما اسْمُكَ ؟ *كَمْ عُمْرُكَ ؟
*متى السفرُ ؟
متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم
السفر : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته الضمة
*أين المفرُّ ؟
أين : اسم استفهام مبني على الفتح ، في محل رفع خبر مقدم
المفر : مبتدأ مرفوع مؤخر علامته الضمة
ثانياً : أن يكون الخبر محصورا في المبتدأ ، مثل :
*ما ناجحٌ إلا المجتهدُ *وانما في الحقيبة العابٌ
*إنما في المكتبة أشرطة *ما خاسرٌ إلا الغاشُّ
فقد حصرنا النجاح في الجملة الأولى وقصرناه على المجتهد دون غيره ، كما حصرنا الوجود في الثانية وقصرناه على الألعاب فقط .
*ما ناجحٌ إلا المجتهدُ
ما : حرف نفي مبني على السكون
ناجح : خبر مرفوع - مقدم - علامته تنوين الضم
إلا : أداة حصر - حرف - مبني على السكون
المجتهد : مبتدأ - مؤخر - مرفوع علامته الضمة
ثالثاً : أن يكون المبتدأ نكرة بحتة ، غير موصوفة وغير مضافة ، وخبره شبه جملة ظرفاً او جاراً ومجروراً ، مثل :
*في البستانِ شجرٌ وعندي آراءٌ
في البستان : شبه جملة - جار ومجرور- في محل رفع خبر مقدم
شجر : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته تنوين الضم
عند : ظرف مكان منصوب علامته الفتحة ، وهو مضاف
ي : في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم
آراء : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته تنوين الضم
ومثل : *فوقَ الأرضِ سماءٌ *تحتَ الارضِ معادنُ
*عندنا أطفالٌ *لدينا شققٍ للإيجارِ
رابعاً : أن يكون في المبتدأ ضمير يرجع إلى الخبر ، مثل :
*في المزرعةِ حارسُها *في الشاحنةِ سائِقُها
*أمامَ العمارةِ حارِسُها *عندَ الطفل أُمُه وأبوه
*في المزرعةِ حارسُها
في المزرعة : شبه جملة جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم
حارس : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته الضمة ، وهو مضاف
ها : في محل جر بالإضافة . والضمير هنا يعود إلى اسم مذكور في البداية (المزرعة) لان النظام النحوي للغة العربية يقضي بألا يعود الضمير على اسم متأخر يجيء بعده ، بل يقضي أن يذكر الاسم ثم من بعده يذكر الضمير استغناءً عن ذكر الاسم . ولو لم يقدم الخبر في مثل الجملة السابقة ، لخالفت في بنائها الأسلوب العربي ، وجنحت إلى تقليد أسلوب
لغة أجنبية ، تظهر أمثلة منه في لغة العرب ، بفعل بعض الصحفيين الذين نقرأ لهم أحيانا :
في حديثه إلى وكالة الأنباء صرح وزيرُ الإعلام كذا وكذا ... حيث يعود الضمير في كلمة (حديثه) إلى اسم متأخر - وزير - وهو مذكور بعد الضمير لا قبله .
أسلوب التقديم والتأخير
الخبر : هو الجزء المكمل للفائدة , أو هو الحكم الذي يطلق على المبتدأ , وللخبر ثلاثة أنواع :
أ. الخبر المفرد : ( محمدٌ رسولُ اللهِ ) , الله أكبر , باب الدار مفتوحٌ . والمقصود بالخبر المفرد هنا أن لا يكون جملة أو شبه جملة .
ب. الخبر جملة ( اسمية أو فعلية ) : مثال الاسمية : الغضبُ آخرهُ الندمُ , محمدٌ خلُقُهُ كريمٌ ,
مثال الفعلية : محمدٌ يقولُ الحقَ , الطالبُ يقرأُ الدرسَ .
ج. الخبر شبه جملة ( جار ومجرور أو ظرف ) : مثال :
مثال الخبر جار ومجرور: عليٌ في الدارِ , العلمُ في الصدورِ .
مثال الخبر ظرف : الصومُ يومَ الجمعة , الجنة تحت أقدام الأمهات .
وجوب تقديم الخبر على المبتدأ :
يتقدم الخبر على المبتدأ وجوباً في المواضع الآتية :
1. إذا كان في المبتدأ ضميراً عائداً على بعض الخبر . مثال :
قوله : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) سورة محمد .
سؤال / في النص الكريم تقديم , دلّ عليه ذاكراً نوعه وحكم تقديمه والسبب ؟
جواب / التقديم : على قلوبٍ , نوعه : تقديم الخبر على المبتدأ , حكمه : وجوباً , السبب : لأن في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر .
الإعراب : على: حرف جر ،
قلوب : اسم مجرور،
أقفال : مبتدأ مرفوع وهو مضاف . الهاء : مضاف إليه ،شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ .
وقولنا : للحرية ثمنها ، للجهاد رجاله.
2. إذا كان الخبر من أسماء الاستفهام ، لان أسماء الاستفهام لها الصدارة في الكلام ، بشرط أن يأتي بعدها احد أنواع المعارف . كقوله وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) سورة طـه .
ما : اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم .
وقوله : يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) سورة القيامة .
وقول أبي تمام :
أين الرواية بل أين النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
3. إذا كان المبتدأ نكرة غير مخصصة ، والخبر شبه جملة ( جار ومجرور أو ظرف) ، ونقصد بالنكرة غير المخصصة : هي النكرة غير الموصوفة أو غير المضافة .
قال : لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) سورة ق ، لدينا خبر ظرف .
وقوله : فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً (10) سورة البقرة .
وقوله : وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) سورة النحل .
في : حرف جر ، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر ،
دفءٌ : مبتدأ نكرة غير مخصصة ، شبه الجملة في محل رفع خبر .
4. إذا كان الخبر محصوراً أو مقصوراً على المبتدأ ، ويكون القصر بـ :
أ- ( إنما + الخبر+ المبتدأ المؤخر ) .
كقوله : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10) سورة الحجرات .
وقولنا : إنما في البيت عليٌ .
ب- ( أداة نفي + الخبر + إلاّ + المبتدأ المؤخر )
كقوله : إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ (48) سورة الشورى .
وقولنا : ما ناصحٌ إلا المعلمُ ، ما ناجحٌ إلا المُجّدُ .
قال : إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ (55) سورة المائدة . وزاري
سؤال / ما رأي النحاة في حكم تقديم الخبر ؟ معللاً .
جواب / واجب التقديم ، لان الخبر ( وليكم ) مقصوراً بـ ( إنما ) على المبتدأ .
ملاحظة : يتقدم الخبر على المبتدأ وجوباً في صيغة التعجب السماعية ( لله درُ) وذلك إذا كان الخبر مؤدياً إلى إخفاء المعنى المراد من الجملة وهو التعجب .
قال الشاعر :
لله درهمُ من فتية صبروا ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا
سؤال/ ما حكم تقديم الخبر ، وضح ذلك ؟
جواب/ الخبر ( لله ) شبه الجملة من الجار والمجرور ، وحكمه : واجب التقديم ، السبب : لان الخبر مؤدياً إلى إخفاء المعنى المراد وهو التعجب .
حالات جواز التقديم
1. اذا اتصل بالمبتدأ ضمير لا يعود على بعض الخبر
كقوله : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا النازعات (42-44) .
سؤال / فيما تحته خط تقديم بين حكمه ذاكراً السبب ؟
جواب / تقديم الخبر على المبتدأ , حكمه : جائز , السبب: لأن الهاء في منتهاها لم يعد على الخبر ( الى ربك ) وانما عاد على الساعة .
وقولنا : للجهاد رجالنا .
2. اذا كان المبتدأ نكرة مخصصة ( أي مضاف او موصوف ) .كقوله وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ حكم التقديم جائز :لان المبتدأ نكرة موصوفة. لهم: شبه جملة جار ومجرور . عذاب : مبتدأ مرفوع . أليم : صفة العذاب
وقوله فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ المبتدأ نكرة موصوفة
وقولنا / في الصف طالبُ جيدُ
3. اذا كان المبتدأ معرفة ولم يكن هناك لبس في الكلام . كقوله لِلَّهِ الْأَمْرُ
حكم التقديم جائز. السبب لان المبتدأ معرفة.
ساحة النقاش