محمد علي يوسف
3 دقيقة ·
{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} ... لماذا خفيًّا؟هل هو حبه للخلوة أم هو استحياؤه من طبيعة الدعوة وفحواها تخيل لو سمعه الناس يدعو بالولد وهو على هذا الحالفأين الأسباب التي يطلب بها ولدًا؟إنه شيخ واهن العظم مشتعل الرأس بالشيب وامرأته عاقرالأسباب معدومة إذنوالسبل منقطعةلكن زكريا عليه السلام رغم كل ذلك داوم على التعرض لنفحات مولاه أحسن الظن به ودعاه ورغم انقطاع الأسباب وإغلاق كل السبل إلا إنه لم ييأس وإن اجتمعت مبررات اليأس {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}هذا هو السر وهنا مربط الفرسكل دواعي اليأس تطيش مع حسن ظنه وثقته التي ظهرت في قوله: {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}فليدع إذن وليطلب فما كان ليشقى مثله بالطلب والتضرع{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}لقد جاء الفتح وسمع البشارة فليخرج إذن على قومه لكن يخرج عليهم من أين؟أين كان وما هو محل دعائه وموطن خلوته؟لقد كان هناك في المحراب{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
ساحة النقاش