محمد علي يوسف
3 ساعة ·{وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}
سبحان من أدبك يا نبي الله
ما أصبرك أصبرك أيها الصديق وما أعظم خلقك!
أوبعد كل ما لاقيت من جفوة الإخوة، وظلمة الجب، وألم الفراق، وربقة الأسر، ومرارة الرق، ووحشة الغربة، وفتنة المراودة، وضراوة السجن، وعلقم الظلم،
أبعد كل ذلك لم يشهد قلبك إلا الإحسان؟!
لم تقل وقد فتنني ربي وقد ابتلاني ليختبر صبري وجلدي ولو قلت لصدقت
لكنك لم تر إلا الإحسان في ختام قصتك الحافلة بالمحن والآلام؟
أي قلب هذا؟!
ليس بغريب عليك يا من قلت من قبل بينما كنت في أصفاد السجن وخلف أسوار الأسر: {ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون}
لقد رأيت الفضل والنعمة بينما أنت حبيس جدران السجن الرطبة، فكيف لا تراه هاهنا؟!
لكأني أرى جدك إبراهيم عليه السلام في خضم البلاء، وهو يترك امرأته ومعها فلذة كبده في صحراء قاحلة، امتثالًا لأمر مولاه، فلا يترك الحمد، ولا ينسى النعم، قائلًا في هذا المقام الحزين: {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق}!
وكيف أسمع لكلماتك تلك ولا يقفز إلى ذهني مشهد أخيك أيوب عليه السلام، وهو يتجرع مرارات الابتلاء أعوامًا مديدة، ما بين فقد أهل ومال، وآلام سقم، وأنَّات مرض، ورغم ذلك لا يعبر عن كل ما رأى من بأس إلا بنفثة يكللها الثناء: {أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين}!
إنه لدأب الشاكرين المحبين ..
لا يرون إلا الفضل ..
ولا يتذكرون إلا الإنعام ..
وكل ما دون ذلك عندهم هين ..
ساحة النقاش