موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

authentication required

على بركة الله نفتتح ورشة " أساسيات التلخيص "



بالتوفيق لجميع المشتركين معنا ..


.


.


.



عناصر الورشة :



1- تعريف التلخيص



2- كيفية التلخيص



3- مبادئ التلخيص



4- أخطاء التلخيص


" بقلم الأستاذ سعيد العمري"



5- التطبيق العملي

تعريف التلخيص:



التلخيص في اللغة التبيين والاختصار بإظهار المفيد.وهو في الإصطلاح: التعبير عن الأفكار الأساسية للموضوع في كلمات قليلة دون إخلال بالمضمون أو إبهام في المعنى,وذلك بأسلوب الكاتب الخاص.وليس له نسبة معينة ,بل يكون ذلك بحسب حاجة الملخص,غير أن معيار الجودة هو التخلص مما لا فائدة منه ,والإبقاء على المهم سواء كان ذلك المهم فكرة أساسية أو فرعية,والتلخيص قائم على الإيجاز مع وضوح الفكرة.



والتلخيص قائم على التعبير من خلال النص بأسلوب الملخِّص




أهمية التلخيص:




1 ـ وسيلة عظيمة من وسائل توفير الوقت والجهد في الاطلاع على البحوث والتقارير المطولة.



2- تدريب عملي على الكتابة , فهو قائم على تعبير الملخِّص عن النص المطلوب تلخيصه.



3-تنمية لقدرة الفرد الذهنية على التقاط العناصر الأساسية,والتخلص من الزوائد.



4- تنمية لقدرة العقل على التركيز والاستيعاب,ودقة الملاحظة,والنظام.



5- ضرورة من ضرورات الحياة العلمية والعملية,ونافع جدا في جمع أطراف المعلومات المتباعدة.



6- يمنح ثقة المسؤلين في كاتب التلخيص , ويكسبه رضا مديريه عنه,لكونه متقنا لهذه الملكة العقلية الكتابية.








كيفية التلخيص:



إن للتلخيص الجيد ركيزتين أساسيتين:الأولى: القدرة العقلية,والثانية:القدرة الكتابية فإذا تخلفت إحدى هاتين الركيزتين,أو وقع فيها خلل كان التلخيص ناقصا مشوها ,ولذلك فلابد للملخص من اتباع الأمور التالية ليكون تلخيصه مكتملا جيدا.



أولا: يجب عليه أولا أن يقرأ النص المراد تلخيصه قراءة متمكنة,ولا يجعل أول همه تلخيص هذا النص,بمعنى آخر أن يتجنب التلخيص للتلخيص,بل يجعل أول همه قراءة النص وفهمه واستيعاب مضمونه,فإنه بهذه القراءة العميقة يكتشف أفكار النص الأساسية والفرعية,ويستطيع حينها أن يحدد ما هو مهم لابد من ذكره,وما ليس كذلك فيستغني عنه ويطرحه,ولا مانع من أن يعيد قراءة النص أكثر من مرة,حتى تصبح صورة النص كاملة في ذهنه .



ثانيا: بعد هذه القراءة العميقة تستطيع أن تضع خطوطا تحت الأفكار المهمة في النص , أو أن تنقلها جانبا مرتبة حسب ترتيبها في النص الأصلي , وقلنا المهمة ولم نقل الرئيسة ؛ لأن بعض الأفكار الفرعية لا تقل أهمية عن الأفكار الرئيسة. 

فإذا فرغت من تحديد الأفكار المهمة فعد إليها ثم عبر عنها بأسلوبك على شكل فقرات,مراعيا أن يكون لذلك العمل الذي قمت به (التلخيص) مقدمة تمهد بها ,وعادة ما تكون في فقرة واحدة, وعرض تجعل فيه أفكار النص ومادته الكبرى,وقد يكون في فقرة أو في فقرتين(بحسب حجم النص),وخاتمة تضمنها نتائج المقال وفائدته,وكل ذلك يكون متوافقا مع خطة النص الأصلي.



مبادئ أساسية لابد من مراعاتها في عملية التلخيص:



لابد من مراعاة بعض المبادئ في عملية التلخيص,ومنها:



1- البعد عن التعديل والتحريف في المادة الملخصة ،بما يشوه الأصل ,أو يغير المعنى,أو يحمله ما لا يحتمل من استنتاجات وتأويلات .



2-القدرة على التمييز بين ما هو أساسي وما هو فرعي , أو ماهو مهم وما ليس بكذلك,وهذه المقدرة تأتي بعد إعادة قراءة النص حتى تستوعبه استيعابا كاملا يمكنك حينها أن تكتشف أفكاره.



3- يجب التخلص من الاستطرادات والهوامش والأمثلة المتعددة ,ويقتصر في التمثيل على مثال واحد ,وذلك إذا كانت الحاجة ملحة على ذكر المثال,فإذا أمكن فهم النص من دون مثال فإنه يستغنى عنه.



4- الإيجاز والاختصار هو ما يميز التلخيص, ومما يعين على ذلك استخدام الضمائر, والتخلص من المترادفات,ومحاولة تقليص الألفاظ







أخطاء يحذر منها في التلخيص:



يجب الحذر من بعض الأخطاء التي يسبب الوقوع فيها خللا في التلخيص,ومنها:



1- أن يكون التلخيص للتلخيص, ومعنى ذلك عدم اتباع أهم خطوات التلخيص,وهي قراءة النص قراءة عميقة مستوعبة.



2- نقل بعض الجمل الموجودة في النص الأصلي كما هي ,أو أن يقع خلط بين أسلوب النص الأصلي وعباراته ,وعبارات صاحب التلخيص,فإن ذلك يجعل النص مضطربا,بل الواجب أن يكون التلخيص بأسلوب الملخص في ضوء أفكار النص.



3- أن يقود فهم الملخِّص السيئ إلى تغيير أفكار النص أو تشويهه.



4- أن يستطرد صاحب التلخيص في التعبير عن أفكار النص الملخَّص,فيصبح التلخيص إعادة بطريقة أخرى للنص الأصلي,فالتلخيص قائم على التخلص من الزوائد التي لا فائدة منها.

بارك الله فيكم جميعا,وليس بغريب أن نلقى بين الكرام احتفاءً ,فأنتم أساس الفضل وجوهر الخلق الحسن.قرأت ما كتبتم جميعا,لي تنبيه على بعض ما كتب في بعض الردود:فكلمة التمني أساس وضعها لما يستحيل وقوعه أو يبعد , ويراد وقوعه ,فتقول :أتمنى أن أعود صغيرا ,قيصح كلامك ؛لأنك تريد ذلك وهو مستحيل.وحق التعبير أن تستخدم فيما تريده ويمكن وقوعه الترجي.وأداة التمني (ليت),وأداة الترجي (لعل) , فتقول :لعلي أفهم درس التلخيص ,فيكون ذلك صحيحا ؛ لأنك تريده وهذا ممكن .

هذا أساس استخدام المعنيين ,غير أن البلاغة قد تستدعي أن تعبر عما يمكن أن يقع وتريد وقوعه بالتمني ,لأي غرض بلاغي , وكأنك أنزلت هذا الممكن منزلة ما لا يمكن لأي اعتبار,والعكس صحيح.
عود إلى التلخيص:
هل التلخيص على درجة واحدة؟
- لا ,فتلخيص الطالب الدروس يحصل فيه نوع من التجاوز والتشفير أحيانا لبعض المعلومات ,وهو مع هذا تلخيص يعينه على الاستذكار وحفظ ما يصعب حفظه.وهذا نوع من أنواع التلخيص , وليس هو ما نعنيه.
بل نعني : النوع الثاني وهو التلخيص الذي يعني تقديم عمل كتابي محكم للآخرين.
- هل التلخيص يصلح في كل موضوع؟
- لا ؛ فبعض الموضوعات لا تقبل التلخيص أبدا ,إما لقيمة خاصة بالألفاظ , أو لأن مساحة المعنى الزائد معدومة في ذلك النص . فالقرآن الكريم لا يمكن تلخيصه ؛ لتحصنه بقدسية ألفاظه, فألف حرف ولام حرف وميم حرف , فالألفاظ الدالة على المعاني في القرآن الكريم مطلوبة بحد ذاتها ؛ ولذا فأجر قراءته ثابتة لمن قرأه ولو لم يفهم معناه , أو يتدبرْه.
وكذا الأحاديث النبوية فللألفاظ قيمة خاصة , فلا يمكن التلخيص , لأنه ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" , وقد كان بعض السلف - رحمهم الله - يعد اللحن(الخطأ النحوي) من الكذب على رسول الله , والتلخيص قائم في الأصل على التخلص والتقلل,ولا مجال لهذا التغيير في الحديث النبوي.
وكذا المعادلات الرياضية لا يدخلها التلخيص؛لأنها قائمة على معنى أساس لا زيادة فيه يمكن طرحها.
- فيما يجوز أن يدخله التلخيص هل له نسبة معينة ؟
- لا , فلا نسبة معينة للتلخيص ؛فالموضوعات متفاوتة من حيث الامتلاء بالعلومات والتخفف منها , فقد تجد موضوعا نسبة زوائده 60% ,فيصفو لك تلخيصك بنسبة 40% من النص الأصلي.وربما كانت نسبة الزوائد قليلة في نص آخر , فلا تزيل من النص الأصلي إلا 20% , فيكون النص الملخَّص 80% .
-ما المعيار في التلخيص؟
- أمران : قلة عدد الكلمات مع المحافظة على المعنى الأساس للنص.فإذا وصلت إلى ملامسة المعنى الأساس للنص فتوقف , فهذا نذير خطر.
بأسلوب من يكون التلخيص؟
- بأسلوب الملخِّص وبصياغته الخاصة بعد أن يرتشف ويستظهر معاني النص الأصلي.
ما علاقة النص الأصلي بتلخيصه؟
علاقة سيئين متوافقين في الأفكار المهمة , والنظام , والتسلسل , مع اختلاف في الحجم , فالتلخيص صورة مصغرة عن النص الأصلي , تجد فيه نظامه وتسلسله وأفكاره.
ماالخلاصة ؟
- هي الفكرة الأساس التي يقوم عليها نص ما , والمعنى الذي أنشأت الموضوع لإيصاله للقارئ.
- ما الفرق بين الخلاصة والتلخيص؟
الخلاصة روح الموضوع وفكرته الأساس , ولا تتقيد بخريطة النص الأصلي , ولا تحوي فكرة من أفكاره الداخلية في الأغلب , بل هي فكرته العامة , ونواته. أما التلخيص ففيه الهيكل العظمي , والخريطة الفكرية للنص الأصلي , ولا يختلف تلخيص موضوع عن موضوعه الأصلي إلا بصغر حجمه فقط.
وأمر طبعي أن يكون التلخيص أطول من الخلاصة ؛ لعدم تقيدها بالسير على خطوات النص الأصلي

يقولون في النحو (في تعريف البدل ):إنه على نية أن يحل البدل مكان المبدل منه ؛لأنه إذا لم يصلح أن يحل مكان المبدل منه فلا يعود يعرب بدلا , وإنما يعرب عطف بيان , وهذا من الفروق بين البدل وعطف البيان. وكذلك التلخيص علامة الجيد منه أنه يغني عن النص الأصلي,وإنما يفيد النص الأصلي في كونه الموضوع الكامل بزياداته وبسطه وتوسيعه؛ولذا فعند اقتران تلخيص بنص أصلي فالعادة جرت بأن يكون بعده ,وإن وضع قبله فلا تثريب.وإنما يرفق معه النص الأصلي من قبيل التوثيق والإثبات ,وإلا فتلخيصه يجب أن يكون كافيا مغنيا ,وعادة يكون ذلك في المواثيق الدوْلية التي تلح الحاجة فيها إلى عرض النص الأصلي.
أما :هل يتعارض التلخيص مع الحقوق الفكرية ؟فلا؛لأن تلخيص موضوع ما لا يكون من باب السرقة الفكرية ,فهو إما أن يكون لغرض تعليمي قائم على تسهيل المعلومات وإعادة عرضها بشكل يمكن القارئ من أن يستفيد منها بصورة أسهل , أو يكون لغرض وظيفي كتقليل حجم المعلومات في موضوع ما ,لتسهل قراءته وفي وقت أقصر.وتلخيص نص ما لا يعني انتهابه من بين يدي مؤلفه ؛إذ إن ملخصا لنص ما لا يسوغ له عمله ذلك أن يمتلك النص , فما مثله إلا مثَلُ أجير أدخلته غرفة ,وطلبت منه أن يزيل ما لا فائدة منه , ويخرج ما يمكن أن يستغنى عنه , وعمله ذلك لا يعني أنه تملك تلك الغرفة.
أما القدماء فقد كانوا يعرفون التلخيص , ويصنعونه , ويعتبرونه , وما حكاية قول بعضهم في كتاب لقول بعض بمعناه إلا تلخيص له ؛ ولذا إذا أوردوا نصا كما هو نصوا في آخر ذلك القول بأن قوله انتهى , بل إنك لتجد أن بعضهم ربما ألف كتابا فبسطه ووسعه , ثم عاد هو أو غيره فألف كتابا آخر موجزا هو الأول بعينه بعد أن أوجزه ولخصه , وصفاه , وستجد كثيرا منهم له كتاب باسم (البسيط),وآخر باسم (الوسيط),وثالث باسم (الوجيز).ومعنى (البسيط):المبسوط أو الموسع.

دعوني هنا أجمع لكم كل إضافات الأستاذ سعيد عن التلخيص :
.
.
.



التلخيص استخراج نص من نص ؛نص صغير موجز دسم تمكن قراءته في جزء يسير من الوقت, من نص آخر طويل متباعد مشتت.





والناس في إجراء ذلك بكفاءة درجات ,فمنهم من لا يستطيع أن يجرد شيئا من شيء ,ولا يقدر أن يخلِّص فكرة من فكرة , ولا يستولد نصا من نص.ومنهم من لا يعرف للأفكار الأساسية التي تكوِّن نصا حدودا , ولا يراعي لموضوع حرمة , فهو يجور على الموضوعات؛ لأنه لا يفقه من التلخيص إلا تقليل الحجم ,وتصغيرالموضوع.



والدرجة السامية والمكانة السواء هي ما نسعى لتحقيقه في هذه الورشة بإذنالله.





هل التلخيص على درجة واحدة؟



لا ,فتلخيص الطالب الدروس يحصل فيه نوع من التجاوزوالتشفير أحيانا لبعض المعلومات ,وهو مع هذا تلخيص يعينه على الاستذكار وحفظ مايصعب حفظه. وهذا نوع من أنواع التلخيص , وليس هو ما نعنيه.


بل نعني : النوع الثاني وهو التلخيص الذي يعني تقديم عمل كتابي محكم للآخرين.



هل التلخيص يصلح في كل موضوع؟



لا ؛ فبعض الموضوعات لا تقبل التلخيص أبدا, إما لقيمة خاصة بالألفاظ, أو لأن مساحة المعنى الزائد معدومة في ذلك النص.



فالقرآن الكريم لايمكن تلخيصه ؛ لتحصنه بقدسية ألفاظه, فألف حرف ولام حرف وميم حرف , فالألفاظ الدالةعلى المعاني في القرآن الكريم مطلوبة بحد ذاتها ؛ ولذا فأجر قراءته ثابتة لمن قرأهولو لم يفهم معناه , أو يتدبرْه.




وكذا الأحاديث النبوية فللألفاظ قيمة خاصة , فلا يمكن التلخيص , لأنه ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" , وقد كان بعض السلف - رحمهم الله - يعد اللحن (الخطأ النحوي) من الكذب على رسول الله , والتلخيص قائم في الأصل على التخلص
والتقلل,ولا مجال لهذا التغيير في الحديث النبوي.




وكذا المعادلات الرياضية لايدخلها التلخيص؛ لأنها قائمة على معنى أساس لا زيادة فيه يمكن طرحها.





فيما يجوزأن يدخله التلخيص هل له نسبة معينة ؟




لا , فلا نسبة معينة للتلخيص ؛فالموضوعات متفاوتة من حيث الامتلاء بالعلومات والتخفف منها , فقد تجد موضوعا نسبة زوائده 60% ,فيصفو لك تلخيصك بنسبة 40% من النص الأصلي.وربما كانت نسبة الزوائد قليلة في نص آخر , فلا تزيل من النص الأصلي إلا 20% , فيكون النص الملخَّص 80% .




-ما المعيارفي التلخيص؟




أمران: قلة عدد الكلمات مع المحافظة على المعنى الأساس للنص. فإذاوصلت إلى ملامسة المعنى الأساس للنص فتوقف, فهذا نذير خطر.





بأسلوب من يكون التلخيص؟




بأسلوب الملخِّص وبصياغته الخاصة بعد أن يرتشف ويستظهر معاني النص الأصلي.




ما علاقة النص الأصلي بتلخيصه؟


علاقة شيئين متوافقين في الأفكارالمهمة , والنظام , والتسلسل , مع اختلاف في الحجم , فالتلخيص صورة مصغرة عن النص الأصلي , تجد فيه نظامه وتسلسله وأفكاره.





ماالخلاصة ؟


هي الفكرة الأساس التي يقوم عليها نص ما , والمعنى الذي أنشأت الموضوع لإيصاله للقارئ.






ما الفرق بين الخلاصة والتلخيص؟


الخلاصة روح الموضوع وفكرته الأساس , ولا تتقيد بخريطة النص الأصلي , ولا تحوي فكرة من أفكاره الداخلية في الأغلب , بل هي فكرته العامة , ونواته. أما التلخيص ففيه الهيكل العظمي , والخريطة الفكرية للنص الأصلي , ولايختلف تلخيص موضوع عن موضوعه الأصلي إلا بصغر حجمه فقط.





وأمر طبيعي أن يكون التلخيص أطول من الخلاصة ؛ لعدم تقيدها بالسير على خطوات النص الأصلي.




التلخيص علامة الجيد منه أنه يغني عن النص الأصلي, وإنما يفيد النص الأصلي في كونه الموضوع الكامل بزياداته وبسطه وتوسيعه؛ ولذا فعند اقتران تلخيص بنص أصلي فالعادة جرت بأن يكون بعده ,وإن وضع قبله فلا تثريب.




وإنما يرفق معه النص الأصلي من قبيل التوثيق والإثبات , وإلا فتلخيصه يجب أن يكون كافيا مغنيا ,وعادة يكون ذلك في المواثيق الدوْلية التي تلح الحاجة فيها إلى عرض النص الأصلي.





هل يتعارض التلخيص مع الحقوق الفكرية ؟



لا؛ لأن تلخيص موضوع ما لا يكون من باب السرقة الفكرية , فهو إما أن يكون لغرض تعليمي قائم على تسهيل المعلومات وإعادة عرضها بشكل يمكن القارئ من أن يستفيد منها بصورة أسهل , أو يكون لغرض وظيفي كتقليل حجم المعلومات في موضوع ما , لتسهل قراءته وفي وقت أقصر.




وتلخيص نص ما لا يعني انتهابه من بين يدي مؤلفه ؛إذ إن ملخصا لنص ما لا يسوغ له عمله ذلك أن يمتلك النص , فما مثله إلا مثَلُ أجير أدخلته غرفة , وطلبت منه أن يزيل ما لا فائدة منه , ويخرج ما يمكن أن يستغنى عنه , وعمله ذلك لا يعني أنه تملك تلك الغرفة.




أما القدماء فقد كانوا يعرفون التلخيص , ويصنعونه , ويعتبرونه , وما حكاية قول بعضهم في كتاب لقول بعض بمعناه إلا تلخيص له ؛ ولذا إذا أوردوا نصا كما هو.. نصوا في آخر ذلك القول بأن قوله انتهى , بل إنك لتجد أن بعضهم ربما ألف كتابا فبسطه ووسعه , ثم عاد هو أو غيره فألف كتابا آخرموجزا هو الأول بعينه بعد أن أوجزه ولخصه , وصفاه , وستجد كثيرا منهم له كتاب باسم (البسيط), وآخر باسم (الوسيط), وثالث باسم (الوجيز).
ومعنى (البسيط):المبسوط أوالموسع.



.



.




" جزاك الله كل خير أستاذنا على هذه الإفادة .."




أستاذنا الفاضل هل لنا بأمثلة على تلخيص مقال ما أو فقرة ما ..



فالأمثلة توضح لنا أكثر ..




بارك الله في كل حرفٍ أفدتنا به يا دكتور سعيد ..أقدر للجميع تفاعلهم ,وأود أن أختم بوصايا أنهي بها موضوعي هذا , وأنهي هذا اللقاء الحبيب والله إلى نفسي وتفهم هذه الوصايا يغني بإذن الله عن متابعة مني لكل عمل تطبيقي تقومون به , وذلك ما لا أستطيعه ؛ لضيق الوقت , ولبدء إجازة نصف الفصل الثاني عندنا , فأقول:
1- احرص على قراءة النص قراءة إجمالية -إن أمكن وبخاصة إذا كان قصيرا- قراءة تفهمه على سبيل الإجمال , ثم حاول أن تستل فكرة كل فقرة وتسجلها جانبا في ورقة خارجية , أو في هامش النص الأصلي.وكتابة فكرة كل فقرة أمر ليس بالعسير , مع ما له من قيمة عظيمة في التلخيص.ثم اتجه إلى الفقرة الثانية واصنع بها ما صنعت بالأولى ,وهكذا حتى يتم تلخيص فقرات ذلك الموضوع.ثم عد إلى ما فرقت أمام كل فقرة فاجمعه واربط بينه بروابط لفظية تجعله صنعا واحد ,وعملا متصلا,ونسيجا محكما .
2- حينما تتعدد الأمثلة: قد يذكر الكاتب أمثلة لفكرة ما ,فإن فهم الكلام من غير مثال فاستغن عن التمثيل,وإن لم تستغن الفكرة عن الأمثلة فانظر حينها إن ذكر النص الأصلي أكثر من مثال فاستغن بواحد,وهذا عند تساوي الأمثلة.لكن قد تكون الفكرة التي يذكرها صاحب النص الأصلي ذات فروع ,(مثلا أربعة ) وهو يذكر لكل فرع مثالا واحدا,فاعلم أن هذه الأمثلة ليست أربعة أمثلة لفكرة واحدة ,بل هي أربعة أمثلة لما يشبه أربعة أفكار مستقلة , وحقيقة الأمر أنها ليست من قبيل تكرار الأمثلة ,بل كل مثال منها واحد في بابه ,فتذكر هذه الأربعة -إن كان ذكرها ضروريا لفهم الفكرة وفروعها.
3- الألفاظ المترادفة , والجمل المتحدة المعنى,والأفكار المكررة:وهذا الأمر كثيرا ما يعمله المؤلفون ,ودور الملخص الاستغناء من تلك الأمور بما هو أدل على المعنى وأقل حروفا من غيره.فالأول كقولهم: جاء جذلانَ فرحا. فمعنى جذلان وفرح معنى واحد ,والملخص يستغني بفرح عن جذلان ؛لأن معناها أوسع , ويعرفها كل الناس (فمن يعرف معنى فرح أكثر ممن يعرف معنى جذلان),وثالث مهم في التلخيص :أنها أقل حروفا,وإذا وفرت في كلمة واحدة حرفين فسيجتمع لك في نهاية تلخيصك توفير رائع.
ومثال الثاني(الجمل المتحدة):فلما دخلوا عليه استقبلهم استقبالا حافلا,وقابلهم بترحاب عظيم ,وهش لهم وبش... كل هذه الجمل معناها واحد ,فاستغن بأدلها على المعنى عما سواها.
4- الاقتصار على ما يدل على المعنى من الأسماء والصفات والضمائر :مثل أن تجد في نص:قال حبيب بن أوس الطائي أبو تمام: فإن اقتصارك على لفظ أبي تمام يغني ويكفي ,وإنما اخترت أبا تمام لكثرة من يعرف هذا الشاعر بهذا الاسم , وكذا لو قلت : أبو هريرة والفرزدق -مثلا- فهما لا يكادان يعرفان لو قلت :عبدالرحمن بن صخر الدوسي , وهمام بن غالب.والضمائر كذلك وسيلة اقتصادية عظيمة ,فتتحدث عن الجمل مثلا فتقول:الجمل حيوان صحراوي,وقد هيأ الله الجمل لتحمل ظروف الصحراء, فللجمل سنام يخزن فيه الماء.. قل فيها كذا :الجمل حيوان صحراوي,وقد هيأه الله لتحمل ظروف الصحراء, فله سنام يخزن فيه الماء.ولك أن تستعين بصيغة المبني للمجهول ؛ففيها تخلص لغوي من الفاعل,وبكل وسيلة لغوية تعينك على الاختصار.
5- الأعداد:كتابتها رقما أخصر , وليست على حد واحد من تركها كلها أو قبولها كلها,فربما وجدت نصا وفيه أرقام ليس لها أهمية جميعا,وربما وجدت نصا وأرقامه مهمة جميعا ,وربما وجدت نصا فيه أرقام بعضها مهم ,وبعض آخر ليس كذلك,فتاريخ ولادة شخص أو موته ليس كتاريخ تخرجه من الابتدائي! وفي موضوع عن (التدخين في بلادنا ) عدد المدخنين في بلادنا أهم من عدد المدخنين في العالم ,وعدد من يموتون به أهم من عدد المرشحين لأن يكونوا مدخنين,فالأرقام تحتاج إلى مزيد نظر,والذي يبين لك ذلك هو :ماذا يريد صاحب النص الأصلي أن يوصله من معلومة إلى القارئ.والملخص إنما هو قيم على ذلك النص ,وخادم لصاحبه في ذلك النص بعبارة موسعة.
ربنا انفع بهذا من قرأ وكتب فلا نفع إلا نفعك ,ولا خير إلا منك ,ولا سداد إلا بك ,ولا أمل إلا فيك .وسلام الله ورحمته وبركاته ورضوانه عليكم جميعا , وصلى الله على سيدنا محمد وسلم ,وعلى آله وأصحابه وعباده المؤمنين.لحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اجزل الشكر وارق التحيات للدكتور/سعيد العمري
amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2943 مشاهدة
نشرت فى 20 أكتوبر 2014 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,494,928